كشفت مصادر في اللجنة الرئاسية الموفدة إلى محافظة صعدة للقاء عبد الملك الحوثي لـ«الشرق الأوسط» عن التوصل إلى اتفاق مبدئي يفضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، في الوقت الذي يواصل الحوثيون مظاهراتهم في صنعاء.
وقال عبد الملك المخلافي، وهو عضو اللجنة الرئاسية والمتحدث باسمها لـ«الشرق الأوسط» إنه «من المؤكد أن الزيارة التي تمت في ضوء اللجنة الرئاسية من اللقاء الوطني الموسع جرى التوصل خلالها إلى نتائج تؤدي إلى السلام والوفاق والاصطفاف الوطني، من أجل استكمال المرحلة الانتقالية في شراكة وطنية كاملة، لأنه أحد المبادئ الذي قامت عليه هذه المرحلة، والتي أسفرت عن الحوار الوطني الشامل بعد نقاشات طويلة بين كل الأطراف».
وذكر المخلافي أن اللجنة الرئاسية تقدمت بمسودة إلى الحوثيين «تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية من كفاءات خلال فترة شهر، وأيضا وضع آلية زمنية لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، ووضع مصفوفة إصلاحات اقتصادية متعددة وحقيقية، سواء كان فيما يتعلق بتحرير أسعار المشتقات النفطية تؤدي إلى خفض التكلفة، ورفع الحد الأدنى للأجور ومكافحة الفساد»، وأكد المخلافي بالقول: «في ضوء هذا الاتفاق سيتم رفع الاعتصامات التي نصبها الحوثيون في العاصمة صنعاء وحولها، وهذه المسودة تدرس من قبل (أنصار الله)».
وتوقع الناطق باسم اللجنة الرئاسية أن يتم اليوم (الأحد) توقيع الاتفاق النهائي بين الحوثيين والحكومة اليمنية بشأن التصعيد الأخير في صنعاء وحولها.
وما زال مناصرو جماعة الحوثي يتوافدون بشكل يومي نحو أطراف العاصمة صنعاء وتحديدا إلى المخيمات التي نصبتها الجماعة للاستعداد إلى الزحف نحو المؤسسات الحكومية والاعتصام أمامها، وذلك تدشينا للمرحلة الثانية التي دعا لها زعيم جماعة الحوثيين والتي أسميت مرحلة «الحسم».
ويتركز وجود مناصري الحوثي في المداخل الرئيسية للعاصمة صنعاء، حيث نصبوا الخيام وقاموا بحفر الخنادق وتجهيز المتاريس خاصة في الجهة الشمالية للعاصمة في محاولة للضغط على الحكومة لتنفيذ مطالبهم التي تمثلت بالتراجع عن رفع الدعم عن المشتقات النفطية وإقالة الحكومة وتشكيل حكومة «تكنوقراط» تشارك فيها الجماعة بنسبة كبيرة من الحقائب.
وفي خطوة تصعيدية قامت جماعة الحوثي بنصب الخيام في الشارع الرئيسي المؤدي إلى المطار بالقرب من ثلاث وزارات هي الداخلية والكهرباء والاتصالات في عملية تصعيدية جديدة، وهو ما استنكرته اللجنة الأمنية والعسكرية وقالت بأنه يهدد الأمن والسكينة العامة، خاصة في ظل وجود لجنة رئاسية في محافظة صعدة، منذ الخميس الماضي، للتفاوض مع قيادات الحوثيين للوصول إلى اتفاق لإيقاف زحفهم نحو العاصمة صنعاء، والتي ما زالت إلى اليوم هناك، في ظل مؤشر إيجابي بالوصول إلى حل نهائي ورفع الاعتصامات.
وكان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي حث أنصاره، في خطابه بعد لقاء اللجنة الرئاسية الخميس، للتوافد إلى مخيمات الاعتصام وتدشين المرحلة الثانية من التصعيد التي قال بأن هناك خطوات مهمة ستنزل عبر اللجان التنظيمية دعيا أنصاره «الثوار» إلى التفاعل الإيجابي معها والالتزام بضوابطها.
اللجنة الرئاسية تعرض على الحوثيين إصلاحات سياسية واقتصادية مقابل وقف الاحتجاجات
مصادر تكشف لـ «الشرق الأوسط» تفاصيل الاتفاق المبدئي مع «أنصار الله»
اللجنة الرئاسية تعرض على الحوثيين إصلاحات سياسية واقتصادية مقابل وقف الاحتجاجات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة