عباس من القاهرة: المبادرة المصرية وحدها المطروحة

نتنياهو يهدّد بتصعيد القتال ضد حماس

عباس من القاهرة: المبادرة المصرية وحدها المطروحة
TT

عباس من القاهرة: المبادرة المصرية وحدها المطروحة

عباس من القاهرة: المبادرة المصرية وحدها المطروحة

يسعى محمود عبّاس، الرئيس الفلسطيني، لاستئناف المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين في القاهرة بأسرع وقت ممكن.
إلى ذلك، صرّح الرئيس عباس بأنّه اتفق مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على إطار للحل النهائي للأزمة في قطاع غزّة. وأضاف أن المبادرة المصرية هي المبادرة الوحيدة المطروحة على الطاولة لبحث تهدئة طويلة الأمد في غزّة.
ميدانيا، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته قصفت قطاع غزة اليوم (السبت). وفي المقابل أطلق نشطاء فلسطينيون صواريخ على إسرائيل.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة بغزة، إن خمسة أشخاص قتلوا في غارة إسرائيلية على منزل في وسط القطاع. ومن جهته ذكر الجيش الإسرائيلي أنه قصف نحو 20 هدفا في القطاع الواقع تحت سيطرة حركة المقاومة الإسلامية حماس، بما في ذلك منصات إطلاق صواريخ ومخابئ أسلحة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هدّد أمس بتصعيد القتال ضد حماس، وتوعد بأن تدفع حماس «ثمنا فادحا» بعد مقتل طفل إسرائيلي يبلغ من العمر أربع سنوات في هجوم بقذيفة مورتر من غزة.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أن مسلحين فلسطينيين أطلقوا نحو 500 صاروخ على إسرائيل منذ انهيار المحادثات، وقال مسؤولو صحة في غزة إن 65 فلسطينيا قتلوا في غارات جوية إسرائيلية منذ ذلك الوقت.
والطفل الذي قتل أمس، هو أول طفل إسرائيلي يقتل في الصراع، ليرتفع عدد القتلى المدنيين في إسرائيل إلى أربعة. وقتل 64 جنديا إسرائيليا أيضا.
وقال الجيش الإسرائيلي أمس، إن القذيفة المورتر أطلقت من مدرسة تستخدمها الأمم المتحدة كمأوى، إلا أنه تراجع عن هذا التصريح في وقت لاحق قائلا إن المأوى تديره حماس.
فيما أعلن مصدر طبي فلسطيني اليوم، أن فلسطينيا في الستين من عمره قتل في غارة إسرائيلية على جنوب مدينة غزة أصيب فيها 7 بجروح.
وقال أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة: «استشهد محمد صابر العجلة (64 سنة) في غارة إسرائيلية على جحر الديك جنوب شرقي مدينة غزة وأصيب 7 آخرون».
وأضاف أن «عبد الرحمن أبو حدايد (25 سنة) توفي صباح اليوم متأثرا بجراحه التي أصيب بها الخميس الماضي، عندما استهدفته طائرة استطلاع إسرائيلية وهو على دراجة نارية في خان يونس جنوب قطاع غزة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».