الجزائر: خصوم أمين عام الأغلبية يتهمون جهات في السلطة بـ«التآمر» على «جبهة التحرير»

بلعياط يؤكد لـ «الشرق الأوسط» أنهم عازمون على تنحية سعداني مهما كلف الأمر

عمار سعداني
عمار سعداني
TT

الجزائر: خصوم أمين عام الأغلبية يتهمون جهات في السلطة بـ«التآمر» على «جبهة التحرير»

عمار سعداني
عمار سعداني

صعد خصوم أمين عام حزب «جبهة التحرير الوطني» صاحب الأغلبية البرلمانية بالجزائر، من حدة الهجوم ضده بإعلان عقد اجتماع لـ«اللجنة المركزية الشرعية» بهدف الإطاحة به. واتهموا جهة في السلطة، دون تسميتها، بدعمه وتثبيته في القيادة.
وقال عبد الرحمن بلعياط ممثل أعضاء «اللجنة المركزية»، وهي أعلى هيئة في الحزب، في بيان مساء أمس، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن معارضي الأمين العام عمار سعداني: «شرعوا في التحضير الفعلي والعملي لاجتماعنا وفقا لما هو مكرس في النصوص الأساسية للحزب وقوانين الجمهورية، وذلك لانتخاب أمين عام جديد». ولم يوضح بلعياط متى سيعقد الاجتماع. ويرجح بأن وزارة الداخلية ستمنع تنظيمه، إذا صحت الأخبار التي تفيد بأن سعداني مدعوم من طرف رئاسة الجمهورية. ويعتبر سعداني من أشد الموالين للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهو أول من ناشده الترشح لولاية رابعة رغم حالته الصحية السيئة.
وأعلن خصوم سعداني في بيانهم: «تصميمنا الكامل لمواصلة النضال من أجل وضع حد نهائي لكل الخروقات القانونية والمؤامرات، والعمل على تجسيد الديمقراطية في الحزب وإنجاز مهمة تقويمه وتأصيله وبعث مسيرة التحديث الحقيقية». ووصل سعداني في أغسطس (آب) الماضي، إلى قيادة حزب الأغلبية، في اجتماع طارئ لـ«اللجنة المركزية». وجاء ذلك بعد ثمانية أشهر من شغور منصب الأمين العام، على إثر تنحي عبد العزيز بلخادم تحت ضغط غالبية أعضاء «المركزية».
ويرى بلعياط، وهو وزير سابق، وعدد كبير من القياديين أن سعداني جاء إلى القيادة عن طريق «المناورة والابتزاز». وأفاد بيانهم بهذا الخصوص: «إننا نرفض سياسة فرض الأمر الواقع المبنية على انتهاك الشرعية والمبادئ والقيم والأخلاق، والعمل بلا هوادة لإحباط المؤامرة التي جرى تدبيرها ضد الحزب والجنة المركزية». وتحدث عن «سطو على منصب الأمين العام بطرق المواربة والمغالطة، لقهر صمود أعضاء القيادة ومصادرة إرادتهم بالترغيب والترهيب». ويقول بلعياط، الذي كان «منسقا» لـ«المكتب السياسي» للحزب، قبل وصول سعداني إلى القيادة، إن خليفة بلخادم أغرق اجتماع أغسطس بأشخاص لا علاقة لهم بالحزب، وأن هؤلاء هم من انتخبوه أمينا عاما وليس أعضاء اللجنة المركزية. وأوضح في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن اجتماع الصائفة جرى دون محضر قضائي، الذي يتابع عادة لقاءات الأحزاب لحساب أعداد المسجلين في الهيئات الرسمية للأحزاب، لإضفاء شرعية على الاجتماع. مشيرا إلى القياديين «عازمون على تنحية سعداني مهما كلف الأمر». ورفع بلعياط ورفاقه، قبل أشهر، دعوى قضائية لأبطال النتائج التي تمخض عنها الاجتماع الذي أفرز سعداني أمينا عاما. غير أن المحكمة الإدارية بالعاصمة، اعتبرت الشكوى باطلة وثبتت سعداني في منصبه. واتهم بلعياط جهات في السلطة، دون تسميتها، بالوقوف وراء سعداني. واستبعد أن يكون حائزا على تزكية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي هو الرئيس الشرفي لـ«جبهة التحرير». وتناول بيان المعارضين إشارة إلى وجود طرف فاعل يدعم سعداني، إذ جاء فيه: «إننا نتبرأ ونندد بتصرفات أصحاب هذه المؤامرة، الذين يحاولون ترسيخ الأمر الواقع بانتهاك الشرعية وتلويث بيئة النضال في الحزب، وتضليل الرأي العام في الداخل والخارج، كما تحاول المغامرة بانتحال صفة الأمين العام. ونعتبر كل ما قام به مدبرو هذه المؤامرة نصبا واحتيالا ومصادرة لإرادة أعضاء اللجنة المركزية».
ودعا بلعياط أعضاء «اللجنة» المركزية»، إلى «استدراك الانزلاق بالعودة إلى الشرعية ورفض سياسة الأمر الواقع».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.