موريتانيا تعلن الحرب على الجراد تحسبا لمجاعة محتملة

تزامن مع تراجع المحاصيل الزراعية ونقص الأمطار وانتشار الأوبئة

موريتانيا تعلن الحرب على الجراد تحسبا لمجاعة محتملة
TT

موريتانيا تعلن الحرب على الجراد تحسبا لمجاعة محتملة

موريتانيا تعلن الحرب على الجراد تحسبا لمجاعة محتملة

أطلقت موريتانيا حملة لمنع دخول أسراب الجراد الصحراوي المهاجر إلى أراضيها، قادما من بلدان الساحل الأفريقي، وذلك من خلال نشر فرق مختصة في تعقب أسراب الجراد في عدد من المحافظات الشرقية المحاذية لبلدان الساحل، التي ينتشر فيها الجراد خلال هذه الفترة من العام بالتزامن مع موسم الخريف، مما يشكل تحديا كبيرا أمام موريتانيا التي تعاني نقصا في كميات الأمطار، وموجات جفاف متزايدة خلال الأعوام الأخيرة، جعلت الكثير من المنظمات الدولية تدق ناقوس خطر مجاعة محتملة في عدد من المناطق النائية التي تراجعت فيها المحاصيل الزراعية، بسبب نقص الأمطار وانتشار الأوبئة الزراعية.
وقالت السلطات الموريتانية إن الهدف من إرسال الفرق هو «استكشاف آفة الجراد في ولايات الحوضين ولعصابة»، وهي الولايات الشرقية من موريتانيا، المحاذية لكل من مالي والسنغال؛ وتتكون الفرق التي انتشرت في هذه الولايات من وحدات برية تتحرك بشكل منسق، وهي تابعة للمركز الوطني لمكافحة الجراد المهاجر.
وقال محمد ولد أحمد عيده، الأمين العام لوزارة التنمية الريفية الموريتانية، إن فرق تعقب الجراد المهاجر تتحرك في إطار استراتيجية الوزارة للمكافحة الوقائية ضد الجراد الصحراوي الذي يلحق أضرارا كبيرة بالمراعي الطبيعية والمزارع، وأضاف أن «هذه الفرق تلعب دورا مهما في مكافحة هذه الآفة، وسيجري تعزيزها بفرق ميدانية أخرى بحسب تطور وضعية الجراد وتقدم أسرابه في البلاد».
وأشار ولد أحمد عيده إلى أن السلطات الموريتانية تعد الجراد المهاجر خطرا على الثروة الطبيعية في البلاد، وقال بهذا الخصوص: «قمنا بالكثير من الإجراءات العملية لحماية ثرواتنا الطبيعية ضد الآفات الزراعية، وفي مقدمتها الجراد الصحراوي».
ويتولى المركز الوطني لمكافحة الجراد الصحراوي مهمة متابعة أسراب الجراد، ومنع تقدمها والحد من خطورتها على المراعي في موريتانيا، حسب ما أكده مدير المركز محمد عبد الله ولد باباه، حين قال قبيل انطلاق فرق مكافحة الجراد إن موريتانيا طورت من قدراتها في إطار مكافحة الجراد منذ الاجتياح الكبير ما بين عامي 2003 و2005.
وأشار ولد باباه إلى أنه خلال الاجتياح الكبير تمكنت فرق مكافحة الجراد من تطهير مليون وستمائة ألف هكتار؛ والعام الماضي وصلت الأراضي المطهرة من آفة الجراد إلى نحو 50 ألف هكتار، وذلك من خلال 200 ألف عملية برية، جرى تمويلها من طرف الدولة الموريتانية وبعض شركاء التنمية من قبيل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة وهيئة مكافحة الجراد في المنطقة الغربية.
وتعاني منطقة الساحل الأفريقي، الممتدة من السودان شرقا وحتى موريتانيا غربا، أسراب الجراد المهاجر كل عام، وقد تزايدت هذه الأسراب مع عجز حكومات بعض بلدان المنطقة عن إرسال فرق مكافحة الجراد إلى مناطق تعاني عدم الاستقرار، وتنتشر فيها مجموعات إسلامية مسلحة، وفي الوقت نفسه تعد مناطق حاضنة للجراد، خاصة في شمال مالي والنيجر وجنوب ليبيا.
في غضون ذلك، قال مدير المركز الوطني لمكافحة الجراد الصحراوي بنواكشوط، إن «قلة الأمن والاستقرار في بعض دول الساحل، ساهمت في صعوبة الحصول على معلومات دقيقة حول تطور هذه الآفة، مما أدى بالمصالح الفنية المختصة إلى اتخاذ كل التدابير في إطار الحملة الوقائية لمتابعة الوضع».
من جهته، أشاد ممثل منظمة الفاو في موريتانيا آتمان ميرافيلي، بالجهود التي يبذلها مركز مكافحة الجراد بنواكشوط، وقال إنه بفضل هذا المركز أصبحت موريتانيا مرجعية في مجال مكافحة الجراد على مستوى القارة الأفريقية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».