أحزاب تونسية تطالب بمراجعة شروط الترشح للانتخابات المقبلة

وصفت القانون الانتخابي بالإقصائي.. وهددت بمقاطعة صناديق الاقتراع

أجبرت الأحزاب السياسية التونسية التي لم تحصل على 3 في المائة من أصوات الناخبين باسترجاع نصف المبلغ المخصص للحملة الانتخابية (أ.ف.ب)
أجبرت الأحزاب السياسية التونسية التي لم تحصل على 3 في المائة من أصوات الناخبين باسترجاع نصف المبلغ المخصص للحملة الانتخابية (أ.ف.ب)
TT

أحزاب تونسية تطالب بمراجعة شروط الترشح للانتخابات المقبلة

أجبرت الأحزاب السياسية التونسية التي لم تحصل على 3 في المائة من أصوات الناخبين باسترجاع نصف المبلغ المخصص للحملة الانتخابية (أ.ف.ب)
أجبرت الأحزاب السياسية التونسية التي لم تحصل على 3 في المائة من أصوات الناخبين باسترجاع نصف المبلغ المخصص للحملة الانتخابية (أ.ف.ب)

طالب أكثر من 38 حزبا سياسيا تونسيا غير ممثل في المجلس التأسيسي (البرلمان) بمراجعة القانون الانتخابي التونسي، وذلك قبل شهرين تقريبا من إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، لكن هذه الدعوات قوبلت بالسخرية في بعض الأحيان واللامبالاة أحيانا أخرى.
ومن بين النقاط التي تعرضت أكثر من غيرها للانتقاد هناك الجوانب المتعلقة بشروط الترشح للانتخابات البرلمانية، التي تشمل ضرورة التوفر على شهادة نظافة اليد من المصالح والإدارات المالية لكشف عمليات التهرب من الضرائب، وبطاقة السوابق العدلية. كما انتقدت الأحزاب السياسية ما سمته انحياز القانون الانتخابي للأحزاب الكبرى، على حساب الأحزاب الصغرى، ورفعت سقف التهديد عاليا، مؤكدة إمكانية مقاطعة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة.
ولا يزيد عدد الأحزاب الممثلة في البرلمان على 21 حزبا سياسيا من بين عدد إجمالي لا يقل عن 194 حزبا حاصلا على ترخيص للعمل يشكل قانوني. وخاضت الأحزاب الممثلة في البرلمان دون غيرها جولات الحوار السياسي بين الترويكا الحاكمة والمعارضة، وتم التصويت على القانون الانتخابي تحت قبة البرلمان.
وقبل أربعة أيام، روجت هذه الأحزاب مذكرة تضمنت إمضاء عشرات الأحزاب الصغرى، التي لا تعد ممثلة في المجلس التأسيسي، بهدف المطالبة بتعديل القانون الانتخابي الذي وصف بـ«الإقصائي».
ويقود حزب تونس الخضراء وحزب العدالة والتنمية وحزب قوى «14 يناير» هذه الحملة، وتقول هذه الأحزاب إنها لم تشارك في النقاشات التي سبقت عمليات التصديق على القانون المذكور. واعتبرت بعض قيادات الأحزاب الممثلة في البرلمان هذه الانتقادات في غير محلها، وقالت إنها ذات أهداف غير واضحة، وتنم عن «مراهقة سياسية». وأضافت أن مهاجمة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، ومطالبتها بتعديل القانون الانتخابي مسألة غير دستورية وتنم عن جهل سياسي، لأن الهيئة مسؤولة فقط عن تطبيق القانون الانتخابي، ولم تتدخل طوال مناقشة هذا القانون لأنها لا تكتسب سلطة برلمانية.
وفي هذا الشأن، عبر المحلل السياسي المنذر ثابت لـ«الشرق الأوسط» عن وجود بعض الصعوبات التي تعترض الأحزاب السياسية الصغرى، أبرزها بطء العمل الإداري، وتعقد الإجراءات الإدارية، وضغط بعض الأحزاب خلال هذه الفترة من أجل تلبية مطلب استرجاع الأموال التي خصصت لتمويل الحملة الانتخابية، التي سبقت انتخابات 23 أكتوبر (تشرين الأول) 2011.
وكان القانون الانتخابي السابق قد أجبر الأحزاب السياسية التي لم تحصل على نسبة 3 في المائة من أصوات الناخبين باسترجاع نصف المبلغ المخصص للحملة الانتخابية، وضرورة تدقيق حسابات كل العمليات المالية، وهو مبدأ لم تلتزم به معظم الأحزاب السياسية.
على صعيد متصل، أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن شن حملة واسعة بين التونسيين الذين سجلوا أسماءهم في انتخابات 2011 بصفة لا إرادية، وفتحت لهم أبواب المشاركة في آخر لحظة. وقد أحصت الهيئة قرابة 358 ألف تونسي يمكن دعوتهم للتسجيل في اللوائح الانتخابية، وهو ما يعطيهم الحق في التصويت فقط، دون الحق في الترشح للانتخابات الرئاسية أو البرلمانية.
وقال شفيق صرصار، رئيس الهيئة في تصريح لوسائل الإعلام التونسية، إن العدد الإجمالي للناخبين التونسيين غير المسجلين إراديا في انتخابات المجلس التأسيسي، التي جرت يوم 23 أكتوبر 2011 يقدر بنحو 532 ألف تونسي. وأضاف أنه لم يبادر إلى التسجيل في اللوائح الانتخابية سوى 174 ألف ناخب. وأرجع صرصار أسباب هذه الحملة المتعلقة بالتسجيل في اللوائح الانتخابية بعدم إمكانية التسجيل الآلي في الانتخابات المقبلة.
وفي سياق استعداد البلاد لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة، أعلن عبد الرزاق بن خليفة، كاتب الدولة المكلف الشؤون الجهوية والمحلية عن تغيير 170 مسؤولا حكوميا محليا، في محاولة لتحييد الإدارة، وضمان عدم تدخلها في الانتخابات المقبلة. وأضاف أن التعيينات الجديدة بنيت على مبدأي الحياد السياسي والكفاءة المهنية.
ويعد تحييد الإدارة ومراجعة التعيينات، التي طبعتها ولاءات حزبية، من بين مطالب الكتلة الديمقراطية المعارضة إبان جلسات الحوار الوطني، التي أدت إلى إخراج الترويكا بزعامة حركة النهضة من الحكم.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.