الائتلاف السوري يقيل ممثلي المجلس العسكري فيه بناء على قرارات هيئة الأركان

عضو في المجلس: نطمح للتكامل بين العملين السياسي والعسكري.. واختيار آخرين خلال أيام

نصر الحريري
نصر الحريري
TT

الائتلاف السوري يقيل ممثلي المجلس العسكري فيه بناء على قرارات هيئة الأركان

نصر الحريري
نصر الحريري

أقالت الأمانة العامة في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أمس، ممثلي أركان الجيش السوري الحر في الائتلاف البالغ عددهم 15 عضوا، بناء على قرار المجلس العسكري بإقالتهم، تمهيدا لانتداب المجلس العسكري أعضاء آخرين يمثلونه في الائتلاف، على خلفية «عدم وجود صلات لبعضهم مع الثوار على الأرض»، كما قال مسؤول بارز في المجلس العسكري لـ«الشرق الأوسط».
وأعلن الأمين العام الائتلاف نصر الحريري، إقالة الأعضاء الـ15 «بناء على القرار الصادر عن المجلس العسكري الأعلى قبل 6 أيام بإقالتهم»، وبناء على بيان وضع فيه المجلس العسكري «آلية تنفيذ القرار الأول بإبقاء أو استبدال الأعضاء من خلال لجنة تتكون من عشرة أعضاء شكلها المجلس العسكري الأعلى». وذكر الحريري، في بيان ممهور بتوقيعه، «إنهاء تكليف» ممثلي المجلس العسكري «أو تمثيلهم في أي من الهيئات أو اللجان التابعة للائتلاف بصفتهم أعضاء فيه»، و«تصفية ذممهم المالية لغاية تاريخ صدور هذا القرار»، والطلب من المجلس العسكري الأعلى «إرسال ترشيحات جديدة لتمثيل هيئة الأركان في الائتلاف».
وقالت مصادر الائتلاف لـ«الشرق الأوسط» إن إقالتهم «تأتي انسجاما مع قرار المجلس العسكري نفسه في 9 أغسطس (آب) الحالي فقط»، موضحة أن المجلس «قرر تبديلهم»، لافتة إلى أن مقاعد المجلس العسكري في الائتلاف «ستبقى شاغرة إلى حين تنتهي آلية المجلس باختيار أعضائه الذين سيمثلونه في الائتلاف».
ويعقد المجلس العسكري اجتماعات مكثفة ويجري اتصالات واسعة مع الثوار داخل سوريا، لاختيار ممثليه الجدد في الائتلاف.
وقال عضو المجلس العسكري والعضو في مكتبه الإعلامي أبو أحمد العاصمي لـ«الشرق الأوسط»، إن اختيار الأعضاء «سيكون خلال أيام قليلة، ريثما تنتهي المشاورات مع الفصائل العسكرية داخل سوريا وقياداتها»، موضحا أنه «سيكون هناك تقييم للاتصالات مع ممثلي الكتائب العسكرية في الداخل، خلال 3 أيام، ويتم اقتراح أسماء المرشحين لتمثيل المجلس في الائتلاف، قبل أن يعقد اجتماع عام للمجلس العسكري، يجري فيه التصويت عليهم». وشدد على أن انتقاءهم لتمثيل هيئة الأركان في الائتلاف «سيكون شفافا وديمقراطيا عبر الانتخاب المباشر حيث لا مجال للمجاملة»، لافتا إلى وجود «لجنة حالية تلتقي مع الأعضاء المقالين بهدف إعادة تسمية 3 أو 5 منهم مرة جديدة لتمثيل المجلس العسكري في الائتلاف»، نظرا لأن بعضهم «يطالب بهم ثوار في الداخل ولهم حيثية واتصالات مع المقاتلين الميدانيين في سوريا».
ويتوقع أن تتمثل في الائتلاف شخصيات عسكرية ترشحها حركة «حزم» العاملة في ريفي إدلب واللاذقية ودرعا، وممثلون عن «جبهة ثوار سوريا» العاملة في ريفي إدلب وحلب ويتزعمها جمال معروف، و«الجبهة الإسلامية» التي يتزعمها زهران علوش، وغيرهم من فصائل الجيش السوري الحر العاملين داخل سوريا، وسط استبعاد لـ«جبهة النصرة» وكتائب إسلامية متشددة.
وعلى الرغم من تأكيد أعضاء المجلس العسكري، ورئيسه اللواء عبد الإله بشير، طموحهم إلى «التكامل بين العملين السياسي والعسكري»، فإن خلفيات الإقالة لم تتضح بعد، وسط إشارات بأن تكون استكمالا للتغيير الذي بدأ بانتخاب رئيس جديد للائتلاف السوري، بهدف تطوير العمل السياسي وتفعيل العمل العسكري بموازاة تقدم المتشددين في البلاد.
ولم ينف العاصمي في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أن هناك «أخطاء برزت في تجربة أعضاء هيئة الأركان في الائتلاف»، موضحا أن سبب إقالتهم يتمثل في أن «بعض الأعضاء لم يكونوا على صلات مع الثوار في الداخل، وليس لهم حيثية واتصالات مع المقاتلين على الأرض».
وكان قرار الإقالة اتخذ في الاجتماع الأخير لهيئة الأركان، وحضره رئيس الائتلاف هادي البحرة الذي «لم يعترض ولم يوافق على قرار المجلس»، قائلا لهم «القرار بيدكم»، كما قال العاصمي.
وأوضح أن هذه الفئة «كانت بعيدة عن عمل الأركان الذي يفترض المتابعة والتواصل المباشر مع الثوار والألوية المقاتلة ورئاسة الأركان». وأضاف: «من هذا المنطلق كان القرار بإقالتهم بهدف تفعيل التكامل بين العملين السياسي والعسكري، وتصويبه»، نافيا أن يكون موجها ضد أي طرف من الأطراف والتكتلات السياسية في الائتلاف. وقال: «في تمثلينا للمجلس في الائتلاف، علينا أن نكون حياديين من الناحية السياسية وفعّالين في العمل العسكري».
وكان المجلس العسكري الأعلى أكد في اجتماع عقده يومي 9 و10 من الشهر الحالي، أنه يسعى للتكامل بين العمل العسكري والعمل السياسي تحت مظلة الائتلاف، معلنا أنه قرر «العمل مباشرة على دراسة نظامه الداخلي لإعادة صياغته، بما يقتضي مواجهة الاستحقاقات الحالية والمستقبلية لزيادة قدراته ورفع سوية عمله»، وتشكيل لجنة مؤلفة من عشرة أعضاء من المجلس العسكري كلفت باللقاء مع كتلة الأركان بالائتلاف كلا على حدة لتقييم عمله السابق وتحديد كفاءته من أجل المرحلة المقبلة»، مشيرا إلى أنه «بناء على هذه اللقاءات والتقييم، ترفع اللجنة توصياتها بخصوص من تقترح استبدالهم منهم إلى المجلس العسكري الأعلى في اجتماعه المقبل، وتقوم اللجنة بتقديم اقتراح الآليات واختيار الأعضاء الجدد واعتمادهم في اجتماع المجلس العسكري المقبل».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.