جوبا تعلن مقتل أكثر من 245 من المتمردين في معارك بولايتي الوحدة وجونقلي

وزير الدفاع في جنوب السودان لـ {الشرق الأوسط}: الخرطوم قدمت دعما عسكريا لمشار ونملك الأدلة

جنود من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان  (أ.ف.ب)
جنود من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان (أ.ف.ب)
TT

جوبا تعلن مقتل أكثر من 245 من المتمردين في معارك بولايتي الوحدة وجونقلي

جنود من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان  (أ.ف.ب)
جنود من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان (أ.ف.ب)

أعلنت دولة جنوب السودان عن مقتل أكثر من 245 من قوات التمرد، بزعامة نائب الرئيس السابق رياك مشار، في معارك عسكرية دارت أمس في مدينتي بانتيو وربكونا في ولاية الوحدة الغنية بالنفط شمال البلاد ومنطقة ايود في ولاية جونقلي بالشرق، ووجهت جوبا اتهامات مباشرة إلى الحكومة السودانية بأنها قدمت دعما عسكريا ضخما لقوات التمرد، عبر الإنزال الجوي في الأيام الماضية، وإقامة معسكرات على الحدود، وشددت على أنها تملك الأدلة الدامغة، مطالبة فريق المراقبة من دول «إيقاد» بإجراء تحقيقاته على الأرض، في وقت أفادت به حركة التمرد بأنها دخلت في معارك عسكرية مع القوات الحكومية في ولايتي الوحدة وجونقلي، رغم تحذيرات مجلس الأمن الدولي من فرض عقوبات على الطرفين.
وقال وزير الدفاع في جنوب السودان كوال ميانق جوك لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الجيش الشعبي (جيش جنوب السودان) قد تصدت لهجوم كبير في مدينتي بانتيو وربكونا بولاية الوحدة، في معارك استمرت أكثر من أربع ساعات، وأضاف أن المعلومات الأولية تقول إن قوات مشار خلفت أكثر من مائة قتيل، وأن القوات الحكومية سيطرت على الأوضاع تماما بعد طردها المتمردين من المنطقة، وقال إن هجوما آخر نفذته قوات مشار على بلدة ايود في ولاية جونقلي، صباح، أمس، صدته القوات الحكومية، وأن القتلى في أوساط المتمردين خلفت أكثر من 145 قتيلا، مشيرا إلى أن مشار يسعى إلى فرض واقع جديد في المفاوضات، بالسيطرة على مواقع تقوي من موقفه التفاوضي، وقال: «لقد قامت قواته بالهجوم على هذه المناطق لأجل تحريض المواطنين ودفعهم للقتال وهم غير عسكريين لفرض واقع جديد وتقوية موقفه بعد أن فقد الأراضي التي كان يسيطر عليها، قبل توقيع اتفاق وقف الأعمال العدائية في مايو (أيار) الماضي»، وتابع: «مشار قام بالهجوم، وتم دحره، لكنه ذهب إلى الإعلام للادعاء بأن قواتنا هي التي اعتدت عليه، بمعنى (ضربني وبكى وسبقني واشتكى)»، وقال: «فريق (إيقاد) الموجود في جنوب السودان أن يذهب إلى تلك المواقع، وسيرى الجثث الموجودة داخل مدينة بانتيو، بل أمام خنادق قواتنا، ونحن لم نحشد أي قوات، بل المتمردون هم من قاموا بالهجوم، والأدلة موجودة»، مؤكدا على سيطرة القوات الحكومية في كل المواقع، وأنها ستظل في مواقع الدفاع التزاما باتفاق وقف الأعمال العدائية الموقّع بين طرفي النزاع.
واتهم جوك الحكومة السودانية بتقديم دعم ضخم إلى قوات التمرد من أسلحة ومعدات عسكرية وذخائر في الفترة الماضية، خاصة بعد زيارة زعيم المتمردين رياك مشار، إلى الخرطوم، الأسبوع الماضي، وقال إن مشار ووفده العسكري عقدوا اجتماعات مع مسؤولين كبار في الجيش والاستخبارات العسكرية والأمن في إحدى الفنادق بالخرطوم، وأضاف: «هناك أدلة نملكها في دعم الحكومة السودانية لقوات مشار، عبر الإنزال الجوي والسيارات العسكرية المحملة بالعتاد التي وصلت إلى الحدود مع ولايتي الوحدة وأعالي النيل»، وتساءل قائلا: «من أين لمشار هذا العتاد العسكري الضخم بعد توقيع اتفاق الأعمال العدائية في مايو الماضي؟»، مشيرا إلى أن جوبا ليس لديها نزاع مع أي من دول الجوار، وأن خلافاتها مع الخرطوم معروفة حول الحدود وكثير من القضايا العالقة، وقال: «السودان يقول إنه يعمل ضمن فريق الوسطاء، وفي الوقت ذاته يقدم باليد الأخرى الدعم العسكري والسياسي للمتمردين، وهذا غير مقبول».
وعد وزير الدفاع في جنوب السودان اتهامات الخرطوم ضد بلاده بدعم الجبهة الثورية محض افتراء، وقال: «ادعاءات الخرطوم بأننا ندعم الجبهة الثورية التي تقاتلها في جبال النوبة والنيل الأزرق كذبة كبيرة، وحكومة السودان تعلم أنها كاذبة»، وتابع: «الجبهة الثورية استطاعت أن تستولي على أسلحة كبيرة في المعارك التي خاضتها ضد القوات الحكومية وداخل الأراضي السودانية»، وقال: «نعلم أن الخرطوم ستنكر دعمها، كما تفعل في كل مرة، رغم أن لدينا أدلة وشواهد كثيرة ومعلومات مؤكدة، ولكن ندعو فريق المراقبة من (إيقاد) أن يذهب إلى تلك المناطق ليطلع بنفسه وينشر ما يتوصل إليه من تحققه».
من جهته، قال لول راوي الناطق العسكري باسم حركة التمرد بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار إن معارك عنيفة دارت في جنوب وشرق بانتيو عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط في شمال البلاد، التي تقع على الحدود مع دولة السودان، وأضاف أن قواته كانت تتوقع هجوما حكوميا منذ فترة طويلة، وكانت القوات الحكومية تسيطر على المدينة قبل توقيع اتفاق وقف العدائيات بين الطرفين.
من جانبه، أكد السفير البريطاني لدى جنوب السودان يان هيوز وقع مواجهات حول بانتيو، ووصف الأوضاع بالمخيبة للآمال، لا سيما بعد يومين من زيارة وفد مجلس الأمن الدولي الـ15 إلى جوبا، وقال إن الوضع ميؤوس منه بشكل كبير، مطالبا المسؤولين من طرفي النزاع السيطرة على قواتهما، وقد أجرى وفد مجلس الأمن الدولي محادثات مع رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت ونائبه السابق زعيم التمرد رياك مشار، وهدد أعضاء الوفد بتوقيع عقوبات على الطرفين.
وقال مسؤول رفيع من الأمم المتحدة في قاعدة تابعة للمنظمة الدولية إن المتمردين اشتبكوا مع القوات الحكومية على بعد 300 متر غرب مطار روبكونا الصغير، الذي يبعد نحو ستة كيلومترات إلى الشمال من بانتيو.
وقد شهدت بانتيو أسوأ المذابح في الصراع، حين قام المتمردون في أبريل (نيسان) بملاحقة وقتل مئات المدنيين الذين لاذوا بمستشفى وجامع وكنيسة.
وكان رئيس جنوب السودان سلفا كير ونائبه المقال رياك مشار قد وقعا اتفاقا لوقف إطلاق النار في مايو (أيار) الماضي، وتعهدا بتشكيل حكومة انتقالية خلال 60 يوما انتهت في أغسطس (آب) الحالي، غير أن محادثتهما تعثرت.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.