تونس تتسلم تجهيزات أمنية من الولايات المتحدة لمواجهة الجماعات الإرهابية

متهم يعترف بزرع أكثر من 50 لغما لاستهداف الجيش

تونس تتسلم تجهيزات أمنية من الولايات المتحدة لمواجهة الجماعات الإرهابية
TT

تونس تتسلم تجهيزات أمنية من الولايات المتحدة لمواجهة الجماعات الإرهابية

تونس تتسلم تجهيزات أمنية من الولايات المتحدة لمواجهة الجماعات الإرهابية

تسلمت وزارة الداخلية التونسية، أمس، نحو 10 أطنان من التجهيزات الأمنية المتطورة، مساعدات من الولايات المتحدة الأميركية.
وفي مقر الإدارة العامة للحرس الوطني القريب من العاصمة، وبحضور لطفي بن جدو وزير الداخلية التونسية، وجاكوب والس سفير أميركا في تونس، كان الاحتفال بوصول التجهيزات الأمنية، المكونة من خوذات ودروع، وصدريات واقية من الرصاص من الصنفين الثالث والرابع، ومن أنواع متطورة.
وتأتي هذه التجهيزات قبل فترة قليلة من إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، في ظل تخوفات جدية من تنامي تأثير العمليات الإرهابية على مسار الانتقال الديمقراطي في البلاد. وصادق المجلس التأسيسي (البرلمان) على إجراء الانتخابات الرئاسية في دورتها الأولى يوم 23 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، في حين ستجري الانتخابات البرلمانية يوم 26 أكتوبر (تشرين الأول) من السنة الحالية.
وبهذه المناسبة، قال بن جدو إن المعدات التي تسلمتها تونس «ستساعد الفرق الأمنية المختصة على التصدي لظاهرة الإرهاب». وأضاف أن تونس في أمسّ الحاجة لمثل هذه المعدات، لأنها ستمكن الوحدات والفرق الأمنية المختصة من التصدي لظاهرة الإرهاب، في ظروف ممتازة جدا، على حد تعبيره.
من جهته، أكد والس أن التجهيزات التي حصلت عليها تونس تؤكد دعم الولايات المتحدة لبلاده في محاربة الإرهاب، وعزمها على إنجاح مرحلة الانتقال الديمقراطي. وقال إن هذه المساعدات جاءت تلبية لطلب سابق تقدم به المهدي جمعة، رئيس الحكومة.
ووعد والس بتقديم مزيد من الدعم الأمني لتونس خلال سنة 2015، وذلك بتخصيص ستة ملايين دولار ستوظف لتنظيم دورات تدريبية لفائدة قوات الأمن، وكذلك للحصول على معدات أمنية وعسكرية.
وعلى صعيد متصل بالإرهاب، اعترف التونسي مكرم المولهي، المتهم بتنفيذ عمليات إرهابية، بزرع 51 لغما في طريق قوات الجيش والأمن في جبال الشعانبي في القصرين (وسط غربي) وفي جبال ورغة بولاية (محافظة) الكاف الواقعة على بعد 160 كلم شمال غربي تونس. كما اعترف المولهي، الملقب بـ«أبو الزبير» بالمشاركة في قتل ثمانية عسكريين في 29 يوليو (تموز) 2013 و15 عسكريا يوم 16 يوليو (تموز) الماضي.
وانطلق البرلمان التونسي منذ الاثنين الماضي في عقد جلسات لمناقشة مشروع قانون جديد لمكافحة الإرهاب، عوضا عن قانون 10 ديسمبر (كانون الأول) 2003. في ظل خلافات واسعة حول فصوله البالغ عددها 136 فصلا، وتواصل الخلافات الحادة بشأن انتهاك المعطيات الشخصية لمحاصرة الإرهابيين، وتحييد المساجد، وغيرها من نقاط الخلاف.
وأفرزت الجلسات البرلمانية مأزقا قانونيا إثر مطالبة بعض النواب بتغيير صبغة القانون، من قانون أساسي إلى قانون عادي، في محاولة لحصوله على تأييد أعضاء المجلس التأسيسي، وحتى لا يتعرض إلى الرفض أثناء عمليات التصويت المقررة قبل يوم 24 أغسطس الحالي.
ووُجهت اتهامات كثيرة لأعضاء البرلمان بتعطيل التصديق على القانون الجديد، وهو ما جرى نفيه في أكثر من مناسبة.
على صعيد متصل، أحجمت قوات الجيش والأمن خلال الأيام الأخيرة عن انتشال خمس جثث لإرهابيين، أصيبوا إصابات مباشرة في مواجهات مسلحة في جبال سمامة القريبة من جبل الشعانبي، وقالت إن زرع المنطقة بالألغام سبب تمسكها بهذا الموقف، وعدّت أن المحافظة على أرواح قوات الجيش والأمن تحظى بالأولوية، على حساب انتشال الجثث المتعفنة في المناطق المتاخمة لجبل سمامة، حيث تتحصن مجموعات إرهابية مسلحة. وكانت تقارير أمنية تونسية قد أشارت إلى أن عدد العناصر الإرهابية التي تهدد أرواح العسكريين والأمنيين يتراوح بين 20 و40 إرهابيا في جبال الشعانبي وسمامة، وما بين 15 و25 عنصرا إرهابيا في جبال ورغة، القريبة من مدينة الكاف.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.