مساعد وزير الداخلية المصري: قدرة الإخوان على الحشد انتهت تماما.. لكن أعمالهم التخريبية مستمرة

اللواء عثمان لـ {الشرق الأوسط}: سنكشف قريبا عن مخطط لتدمير شبكة الكهرباء

أنصار لجماعة الإخوان يحاولون عرقلة الطريق من خلال إشعال النيران في ميدان المطرية بالقاهرة في ذكرى فض اعتصام رابعة أمس (أ.ف.ب)
أنصار لجماعة الإخوان يحاولون عرقلة الطريق من خلال إشعال النيران في ميدان المطرية بالقاهرة في ذكرى فض اعتصام رابعة أمس (أ.ف.ب)
TT

مساعد وزير الداخلية المصري: قدرة الإخوان على الحشد انتهت تماما.. لكن أعمالهم التخريبية مستمرة

أنصار لجماعة الإخوان يحاولون عرقلة الطريق من خلال إشعال النيران في ميدان المطرية بالقاهرة في ذكرى فض اعتصام رابعة أمس (أ.ف.ب)
أنصار لجماعة الإخوان يحاولون عرقلة الطريق من خلال إشعال النيران في ميدان المطرية بالقاهرة في ذكرى فض اعتصام رابعة أمس (أ.ف.ب)

قال اللواء عبد الفتاح عثمان مساعد وزير الداخلية المصري للإعلام والعلاقات العامة، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «قدرة جماعة الإخوان المسلمين على الحشد والتظاهر في الشارع انتهت تماما، لكن أعمالهم التخريبية ما زالت مستمرة، خاصة باتجاه المرافق الحيوية من أجل نشر الهلع والخوف بين المواطنين»، كاشفا عن «اعتزام الوزارة الإعلان قريبا عن إحباط مخطط كبير للعناصر الإرهابية لتدمير شبكة الكهرباء بعدد من المحافظات».
ونظم أنصار الإخوان، المصنفة رسميا وقضائيا «جماعة إرهابية»، احتجاجات أمس وصفت بالـ«محدودة» في العاصمة القاهرة وعدد من المحافظات، في ذكرى مرور عام على فض اعتصامي «رابعة» و«النهضة» لأنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي، الذي سقط خلاله مئات القتلى.
وبدا واضحا ضعف الإقبال أمس على الدعوة للتظاهر التي وجهها «تحالف دعم الشرعية»، الذي تقوده الإخوان، تحت عنوان «القصاص مطلبنا» في ذكرى فض الاعتصام.
وحال الانتشار المكثف لقوات الأمن دون وصول مئات المتظاهرين إلى الميادين الرئيسة بكل المحافظات، وأبرزها التحرير ورابعة العدوية بالقاهرة والنهضة بالجيزة، في حين وقعت اشتباكات محدودة بين الأمن والمتظاهرين في أحياء متفرقة كـ«الهرم» بالجيزة، والمطرية وحلوان بالقاهرة، أسفرت عن مقتل متظاهرين اثنين على الأقل، ونجح الأمن في السيطرة على معظمها.
وعدَّ مساعد وزير الداخلية للإعلام أن فشل دعوات جماعة الإخوان للتظاهر أمس، في ذكرى فض اعتصامي «رابعة والنهضة»، جاء نتيجة عاملين هما: التدابير الأمنية المحكمة التي اتخذتها قوات الشرطة في مواجهة هذه الجماعة الإرهابية ومخططاتها لنشر الفوضى وتخريب الدولة، إضافة إلى العامل الأهم وهو فقدان الجماعة لقدرتها على الحشد في الشارع، بعد تخلي المواطنين عن دعمها وتبين لهم زيف ما تروج له من أكاذيب.
وقال اللواء عثمان إن جماعة الإخوان وما يسمى تحالف دعم الشرعية أصبحوا بلا ظهير شعبي يساندهم، حيث اكتشف المواطنون كافة أنهم مجموعة من الإرهابيين يروجون لأكاذيب ويسعون للحكم بطريقة غير شرعية، مضيفا: «ربما يكون يوم أمس أقل من الأيام الأخرى من حيث كثافة المتظاهرين منذ عزل مرسي.. هو يوم عادي جدا مثل يوم الجمعة الأسبوعي وربما أقل». وتابع: «أكاد أجزم بأن دعوة الإخوان للتظاهر قد انتهت تماما.. لكن أعمالهم التخريبية ما زالت مستمرة».
ومنذ عزل مرسي في 3 يوليو (تموز) 2013، أوقفت السلطات المصرية المئات من قيادات الإخوان وأنصارهم، يحاكمون الآن بتهم تتعلق بالتحريض على العنف ونشر الفوضى. وقال مراقبون إن اعتقال ومقتل الكثير من قيادات الجماعة وتحالف الإسلاميين أدى لفقدانهم قدرتهم التنظيمية على الحشد.
وأكد اللواء عثمان أن فشل الجماعة في كسب تعاطف الشارع المصري معها وحشد المظاهرات المؤيدة لهم، تسبب في تحول نشاط أفرادها إلى القيام بأعمال تخريبية تستهدف المرافق الحيوية العامة التي تخدم المواطنين لإيجاد حالة من الخوف والهلع بين المواطنين، مثل قطع خطوط السكك الحديدة والتعدي على محولات الكهرباء وأعمدة الإنارة بالتفجير، ما نتج عنه قطع كبير في التيار الكهربائي أخيرا في معظم أنحاء الجمهورية.
وكشف مساعد وزير الداخلية عن اعتزام الوزارة الإعلان قريبا عن إحباط مخطط كبير لتدمير خطوط الكهرباء بعدد من المحافظات.
ودخلت الكهرباء على خط الأزمة السياسية في البلاد بعد أن اتهمت السلطات الأمنية جماعة الإخوان بالضلوع في عمليات تخريب لأبراج الجهد الفائق. وسبق أن ذكر وزير الكهرباء مطلع الشهر الحالي أن خسائر العمليات الإرهابية التي طالت 30 برجا من أبراج الجهد الفائق بلغت 30 مليون جنيه.
وأكد اللواء عثمان أن قوات الشرطة تتصدى بكل قوة وحزم لإجهاض مخطط تنظيم الإخوان والحيلولة دون وقوع كل ما من شأنه ترويع المواطنين أو زعزعة الأمن والاستقرار في الشارع المصري، موضحا أن عناصر الإخوان قاموا صباح أمس بمحاولة قطع الطريق الدائري بالمنيب وأعلى منطقة الوراق وطريق «القاهرة - أسيوط» الزراعي من خلال إشعال إطارات «الكاوتش» بنهر الطريق، إلا أن قوات الأمن تمكنت من التصدي له في حينه وتسيير الحركة المرورية، مشيرا إلى أنه قد تم ضبط عدد من عناصر التنظيم الإرهابي بالقاهرة والجيزة وبعض المحافظات الأخرى وجارٍ اتخاذ اللازم نحوهم قانونا.
كما نوه اللواء عثمان بأن الشرطة اتخذت أيضا عددا من التدابير لحماية أفرادها من استهداف العناصر الإرهابية لهم، حيث تم تلقينهم القواعد الضرورية للحماية، إضافة إلى الحرص على ارتداء القمصان والخوذات الواقية للرصاص، مشيرا إلى أن الخسائر حتى الآن محدودة جدا.
وقتل رقيب شرطة وأصيب مواطن أمس إثر إطلاق مجهولين النار على سيارة كانا يستقلانها بمنطقة الشارع الغربي بحلوان (جنوب القاهرة). وقالت مصادر أمنية بوزارة الداخلية إن شخصين مجهولين كانا يستقلان دراجة بخارية قاما بإطلاق الرصاص على سيارة يستقلها رقيب الشرطة ومعه نجل شقيقته، ما أدى إلى إصابته برصاصة في الرقبة توفي على أثرها.
وكانت قوات الشرطة والجيش قد كثفت من وجودهما أمس بجميع مداخل القاهرة الكبرى، تحسبا لمظاهرات الذكرى الأولى لفض اعتصامي الإخوان، ونصبت قوات الأمن حواجز أمنية أمام المتحف المصري بالتحرير مع السماح للسيارات بالمرور، بالإضافة لتمركز تشكيلين من قوات الأمن المركزي ومدرعة بالقرب من محيط السفارة الأميركية.
وشهد ميدان رابعة حضورا أمنيا مكثفا، حيث تمركز تشكيلا أمن مركزي، و7 آليات عسكرية و4 مدرعات شرطة، وتم نصب حواجز الأسلاك الشائكة لإغلاق الميدان وقت الضرورة. كما كثفت قوات الأمن في الجيزة وجودها بمحيط ميدان النهضة، حيث تم نشر نحو 11 آلية عسكرية ومدرعة شرطة.
وحاول المئات من أنصار مرسي قطع طريق زهراء المعادي بعد أن تجمعوا في نهر الطريق حاملين «شعارات رابعة» ومرددين هتافات ضد الجيش والشرطة، لكن قوات الأمن قامت بتفريقهم ومطاردتهم حيث تم القبض على 4 متهمين. ولقي شخص مصرعه إثر إصابته في اشتباكات شهدتها منطقة المطرية بالقاهرة بين قوات الأمن والعشرات من جماعة الإخوان وإصابة آخرين.
وشهد شارع الهرم بالجيزة مسيرتين لأنصار الإخوان، رفعوا فيها صورا لضحايا فض الاعتصام، وصورا لمرسي. وبينما أحرق مجهولون أتوبيس نقل عام بعدما ألقوا عليه أكياس بنزين بمنطقة المحكمة بإمبابة شمال الجيزة، فإن قوات الحماية المدنية سيطرت على الحريق بعدما دفعت بـ4 سيارات إطفاء، كما لقي شخص من أنصار الإخوان مصرعه إثر إصابته في اشتباكات شهدتها منطقة العجوزة بالجيزة بين قوات الأمن ومسيرة للإخوان.
وقالت مصادر أمنية في الإسكندرية إن أنصار الإخوان نظموا 6 مسيرات بمناطق «باكوس، والمراغي، والسيوف، وأبو سليمان، وبرج العرب، وسيدي بشر»، وألقت قوات الأمن القبض على 5 منهم، كما أجهضت قوات الأمن محاولة الإخوان تنظيم سلسلة بشرية صباحية بمدينة برج العرب.
وفي الإسكندرية أيضا أبطلت قوات الأمن مفعول عبوتين ناسفتين، تم وضعهما في محطتي قطار سيدي جابر وباكوس (شرق المدينة) بعد إبلاغ المواطنين عن وجود أجسام غريبة على شريط السكة الحديد.
وفي محافظة الفيوم (جنوب العاصمة)، أصيب طفل يبلغ من العمر 12 سنة نتيجة انفجار عبوة ناسفة، بينما أبطل رجال المفرقات مفعول خمس عبوات أخرى وضعها مجهولون بجوار سور الحديقة الدولية بمدينة الفيوم، حسبما أفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن قوات مكافحة الشغب بالفيوم تمكنت من إعادة فتح طريق الفيوم - القاهرة بعد فترة قصيرة من قيام العشرات من أنصار الإخوان بقطعه وإشعال النيران في إطارات السيارات.
وفي كفر الشيخ، قام أنصار «الإخوان» بقطع الطريق الدولي الساحلي «دمياط - الإسكندرية» وأشعلوا النيران في الأشجار وإطارات السيارات، ما أدى إلى توقف حركة سير السيارات على الجانبين لأكثر من ساعتين، وتمكنت قوات الأمن من فتح الطريق مرة أخرى.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.