مسؤول كردي لـ («الشرق الأوسط») : البغدادي هرب إلى سوريا خوفا من الضربات الأميركية

قال إن زعيم «داعش» غادر الموصل بصحبة 30 سيارة «همر»

مسؤول كردي لـ («الشرق الأوسط») : البغدادي هرب إلى سوريا خوفا من الضربات الأميركية
TT

مسؤول كردي لـ («الشرق الأوسط») : البغدادي هرب إلى سوريا خوفا من الضربات الأميركية

مسؤول كردي لـ («الشرق الأوسط») : البغدادي هرب إلى سوريا خوفا من الضربات الأميركية

كشف مسؤول كردي لـ«الشرق الأوسط» أمس، عن أن أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم «داعش» غادر الموصل متجها إلى سوريا خوفا من الغارات الجوية التي تنفذها المقاتلات الأميركية على مواقع التنظيم وأرتال مسلحيه.
وحسب سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في نينوى، فإن «خليفة تنظيم (داعش) أبو بكر البغدادي، ترك الموصل وتوجه إلى سوريا قبل أيام»، وقال: «بحسب مصادرنا الاستخباراتية فإن أبو بكر البغدادي توجه بصحبة 30 سيارة عسكرية من نوع (همر) إلى سوريا، خوفا من أن يستهدف بقصف الطائرات الأميركية خاصة بعد أن فقد التنظيم عددا كبيرا من قياداته في المعارك مع قوات البيشمركة».
من ناحية ثانية، قال مموزيني إن «تنظيم (داعش) شن أمس، هجوما على قوات البيشمركة بالقرب من قرية عمر غالب القريبة من ناحية زمار، لكن قوات البيشمركة تصدت لها ودمرت عجلتين من عجلات التنظيم وقتلت 5 منهم».
من جهة أخرى، أكد مصدر مطلع من داخل الموصل أن تنظيم «داعش» قتل كل الرجال الإيزيديين المحاصرين في قرى بجنوب سنجار بعد انتهاء مهلته لهم لاعتناق الإسلام. وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه «دخل مسلحو (داعش) اليوم (أمس) إلى القرى الإيزيدية التي كان قد حددوا لها مهلة لاعتناق الإسلام، وقاموا بقتل الرجال بعد أن اغتصبوا نساءهم وبناتهم، ثم قتلوا كبار السن من النساء وأخذوا الفتيات والأطفال إلى الموصل».
وتابع المصدر أن التنظيم فتح باب التطوع للشباب في الموصل، وقد التحق بهم عدد من الشباب، وجرى إرسال عدد كبير منهم إلى مناطق الجزيرة في سوريا للحرب. وأشار المصدر إلى أن «من يملك تزكية من (داعش) يجري نقلهم إلى المناطق القريبة من الموصل أما الآخرون فيرسلون إلى القتال في سوريا، بعد تدريب عسكري لمدة ثلاثة أيام في معسكر الكندي بالموصل».
وكشف المصدر عن أن «(داعش) خصص طابقا كاملا من مستشفى الموصل العام لجرحاه الذين ازداد عددهم في المعارك مع البيشمركة ويطلب عن طريق المساجد من المواطنين التبرع بالدم لجرحاه». من جهته، أعلنت وزارة البيشمركة أمس عن وصول أول دفعة من المساعدات العسكرية الفرنسية إلى إقليم كردستان، وأضافت أن الأيام الماضية شهدت تدفقا للأسلحة من عدد من الدول إلى الإقليم من دون أن يشير إلى هذه الدول. وقال العميد هلكورد حكمت، الناطق الرسمي باسم وزارة البيشمركة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «عبرت الكثير من دول العالم عن استعدادها لمساعدة قوات البيشمركة عسكريا، بما فيها الولايات المتحدة وبريطانيا، وفرنسا، وفنلندا، وإيطاليا، وكندا». وتابع «اليوم وصلت المساعدات العسكرية الفرنسية، وشهدت الأيام الماضية وصول مساعدات أميركية ومن دول أخرى، لا أريد أن أشير إليها حاليا، وننتظر أسلحة أخرى من حلفائنا».
وعن طبيعة المساعدات العسكرية، أوضح حكمت أنها «شملت أسلحة متطورة من ثقيلة وخفيفة وسيتم نقلها مباشرة إلى جبهات القتال مع (داعش)، وهناك 130 مستشارا عسكريا أميركيا وصلوا إقليم كردستان لتقديم المشورة العسكرية والتخطيط لقوات البيشمركة في حربها ضد (داعش)، إلى جانب دراسة العدو»، مبينا أن عددا من الدولة عبرت عن استعدادها لتدريب قوات البيشمركة على استخدام الأسلحة المتطورة التي تستلمها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.