التحقيق مع الماجد لم يبدأ لتدهور صحته.. وإيران تريد المشاركة

دخل لبنان بجواز سفر غير مزور

التحقيق مع الماجد لم يبدأ لتدهور صحته.. وإيران تريد المشاركة
TT

التحقيق مع الماجد لم يبدأ لتدهور صحته.. وإيران تريد المشاركة

التحقيق مع الماجد لم يبدأ لتدهور صحته.. وإيران تريد المشاركة

أعلن السفير السعودي لدى لبنان علي عوض عسيري، أن عينات من الحمض النووي سترسل إلى لبنان للتأكد من أن الموقوف لدى السلطات اللبنانية، هو نفسه أمير كتائب عبد الله عزام ماجد الماجد، مشيرا إلى أن التأكد من هوية الماجد بات بنسبة 90 في المائة، لافتا إلى أن «فحص الحمض النووي سيحسم القضية نهائيا».
وقال عسيري في حديث إلى قناة «إل بي سي»، إن «لبنان بلد ذو سيادة ولكن إذا لزم الأمر ورأى الطرفان حاجة في ذلك يمكن التعاون في التحقيقات».
وتزامن إعلان عسيري مع طلب إيران، من الحكومة اللبنانية المشاركة في التحقيقات. وأكد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور، أن الجانب الإيراني طلب بمذكرة لوزارة الخارجية الاطلاع على التحقيقات مع الموقوف ماجد الماجد بعده متهما بتفجيرين طالا أرضا إيرانية، مشيرا إلى أنه سيحيل المذكرة إلى المراجع القضائية المختصة للبت فيها.
وبحسب القانون اللبناني، تحال المذكرة من وزارة الخارجية إلى وزارة العدل التي تحيلها بدورها إلى النيابة العامة التمييزية، لتتخذ القرار بالموافقة عليها أو رفضها.
وكانت كتائب «عبد الله عزام» أعلنت مسؤوليتها عن تفجير استهدف مقر السفارة الإيرانية في بيروت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وأدى إلى سقوط 23 قتيلا، بينهم الملحق الثقافي في السفارة. وأوضح السفير الإيراني غضنفر ركن آبادي، أمس، أن السلطتين الإيرانية واللبنانية اتفقتا منذ وقوع تفجيري السفارة الإيرانية على مشاركة وفد إيراني في التحقيقات.
وتقاطع تأكيد السفير السعودي في لبنان حول هوية الماجد، مع ما أكدته مصادر بارزة متابعة لهذه القضية، إذ أوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن «السلطات اللبنانية وبالاستناد إلى التحقيقات التي أجرتها، ثبتت أن الموقوف هو بالفعل السعودي ماجد الماجد بنسبة 90 في المائة إلا أن حسم هذه المسألة بشكل نهائي وجازم تحتاج نتائج فحوص الحمض النووي الـ(DNA) بعدما أرسل لبنان عينة من الموقوف إلى الرياض لمطابقتها على فحوص مشابهة ستجرى هناك لأقارب الماجد». وكشفت المصادر عن أن «عمليات التحري والبحث ومراجعة القيود الرسمية، أفادت بأن الموقوف دخل لبنان قبل أسبوعين من توقيفه، وهو كان يستخدم جواز سفر غير مزور، لكن باسم شخص آخر، وقد مكث في لبنان طيلة الأيام الماضية من أجل تلقي العلاج لأنه يعاني من قصور في عمل الكلى وبعد انتهاء علاجه في مستشفى المقاصد في بيروت، كان بصدد الانتقال إلى سوريا ومن ثم العراق، فرصدته قوة من مخابرات الجيش وألقت القبض عليه ما بين منطقتي الحازمية الجمهور في جبل لبنان»، مشيرة إلى أن «رصده واكتشاف مكان وجوده كان نتيجة تقاطع معلومات أمنية داخلية وخارجية».
وأكدت المصادر، أن «الماجد الذي يخضع الآن للعلاج داخل المستشفى العسكري في منطقة بدارو في بيروت، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة فرضها الجيش في محيط المستشفى، لم يبدأ التحقيق الفعلي معه بسبب تدهور وضعه الصحي». وشددت على أن «شخصا بهذه الخطورة ليس من السهل انتزاع الاعترافات منه في التهم المنسوبة إليه وإلى تنظيمه»، كاشفة عن أن «التحقيق سيركز معه على قضايا أمنية وإرهابية كثيرة تبناها التنظيم الذي يترأسه من بينها إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل، وتفجيرات استهدفت قوات (اليونيفيل) في جنوب لبنان، وآخرها التفجيران الانتحاريان اللذان استهدفا السفارة الإيرانية في بيروت وتبنته كتائب عبد الله عزام، ومعرفة الخلايا الأمنية التابعة له الموجودة على الأراضي اللبنانية، سواء الناشطة منها أو تلك النائمة التي تنتظر الوقت المناسب لتبدأ عملها».
ولفتت المصادر عينها لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «بقدر ما يعد توقيف شخص على هذا القدر من الخطورة إنجازا أمنيا يسجل للدولة وأجهزتها، بقدر ما يلقي ذلك على الدولة اللبنانية وأجهزتها الأمنية والعسكرية مسؤوليات أمنية كبيرة، ويفرض اتخاذ إجراءات مشددة وغير مسبوقة تحسبا لعمليات انتقامية قد تشنها خلايا تابعة للتنظيم الذي يقوده الماجد، على أكثر من هدف، وهذا ما تعمل الأجهزة الأمنية والعسكرية على تجنبه وإحباطه من خلال الاستنفار والجهوزية التامة التي فرضتها توقيف الماجد وتطورات الأيام الأخيرة».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.