مصادر من الوفد الفلسطيني: تحرك بطيء نحو «رفع الحصار»

نتنياهو يحشد الدعم لاتفاق نهائي.. وعزام: حماس لم تعد تحكم غزة

مصادر من الوفد الفلسطيني:  تحرك بطيء نحو «رفع الحصار»
TT

مصادر من الوفد الفلسطيني: تحرك بطيء نحو «رفع الحصار»

مصادر من الوفد الفلسطيني:  تحرك بطيء نحو «رفع الحصار»

سجلت مفاوضات القاهرة غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار نهائي «تقدما بطيئا» لكن من دون «اختراق كبير»، على ما قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، مؤكدة أن الفجوات ما زالت موجودة بين الطرفين.
وأكدت المصادر أن التقدم الحاصل بالمفاوضات، مرتبط بتراجع إسرائيل عن طرح شرط نزع سلاح حماس والموافقة على إدخال تسهيلات كبيرة على حركة الأموال والأفراد والبضائع من وإلى القطاع.
لكنها قالت إن الخلافات ما زالت مستمرة بشأن إقامة مطار أو ميناء في غزة وفتح ممر آمن بين الضفة وغزة. وحول قضية جثث الجنود الإسرائيليين في غزة؛ تصر إسرائيل على أن أي اتفاق يجب أن يتضمن تسليمها جثتي الجنديين المحتجزين لدى القسام.
ولم يتضح موقف إسرائيل بعد من إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى.
وأصر الفلسطينيون على إطلاق سراح الأسرى، ورفضوا بحث مسألة الجنديين وأبقوا طلب إقامة ميناء ومطار قائما باعتبارهما محل اتفاق سابق بين إسرائيل والسلطة وأرادوا موافقة مبدئية عليه فقط، وطلب الوفد عدم تقييد البضائع وحركة الأفراد والأموال.
وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية تطرقت إلى تفاصيل المفاوضات، نقلا عن مصادر إسرائيلية قالت إنه يوجد موافقة إسرائيلية على إدخال أموال إلى غزة لكن عبر رقابة دولية، وتوسيع منطقة الصيد من ستة أميال إلى 12 ميلا، ولكن بشكل تدريجي، ومضاعفة عدد الشاحنات التي تدخل إلى قطاع غزة عن طريق معبر كرم أبو سالم إلى 600 شاحنة يوميا (بدل 200)، وزيادة عدد التصاريح لسكان غزة من أجل العبور إلى إسرائيل والضفة، مع إعادة توسيع المعايير التي يسمح فيها لسكان قطاع غزة بدخول إسرائيل والضفة الغربية. وشددت المصادر لـ«يديعوت» على أن إسرائيل ما زالت تعارض إقامة ميناء بحري أو مطار في قطاع غزة باعتبار أن ذلك يناقش في اتفاق سلام نهائي وليس ضمن اتفاق هدنة.
وحاول رئيس الوفد الفلسطيني في القاهرة عزام الأحمد سحب البساط من تحت إسرائيل بشأن الجهة التي تحكم غزة، وقال إن حماس لم تعد تحكمها أبدا.
ونقل موقع «واللا» الإسرائيلي أمس عن رئيس الوفد قوله: «يجب على الإسرائيليين أن يفهموا أن فترة حكم حماس في غزة قد انتهت، وعليها العمل بتنسيق تام مع السلطة الفلسطينية وحكومة الوفاق».
وأكد الأحمد: «نلمس تقدما طفيفا في المفاوضات الجارية مع الجانب الإسرائيلي، لكن ما زالت الفجوات كبيرة بين الطرفين»، مضيفا «أن طلب الوفد الفلسطيني المتعلق بإنشاء ميناء بحري وتأهيل المطار الفلسطيني ما زالت قائمة».
ولفت الأحمد إلى أن هذه الطلبات ليست جديدة وإنما قائمة منذ قدوم السلطة الفلسطينية عام 1994م، ودعا الجانب الإسرائيلي إلى عدم التعامل مع قطاع غزة كون حركة حماس هي المسيطرة عليه.
وأضاف الأحمد: «إنني أرى أن هناك احتمالا أن تنجح الأطراف في التوصل إلى اتفاق شامل حتى غد (اليوم) الأربعاء ليلا، لكن ما زال الطريق طويلا».
وتواصلت أمس في ثاني يوم للتهدئة التي أعلنتها مصر فجر الثلاثاء، مفاوضات «ماراثونية» استمرت معظم ساعات اليوم، بعد أن عاد الوفد الإسرائيلي إلى مصر قادما من إسرائيل التي أجرى فيها مشاورات لساعات. ولم يتضح ما إذا كان الوفدان سيتفقان حتى نهاية اليوم وهو موعد انتهاء هدنة 72 ساعة أو لا.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون بأن «سريان مفعول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سينتهي منتصف ليلة الأربعاء - الخميس، ولم يتضح بعد ما إذا سيجري التوصل إلى اتفاق حتى هذا الموعد، وما إذا سيتقرر تمديد وقف إطلاق النار».
ودعا يعالون قوات الجيش إلى أن تكون على استعداد.
لكن مصدرا في الوفد المفاوض أكد لـ«الشرق الأوسط» أنهم نقلوا للمصريين موقفهم من أنهم لن يمددوا التهدئة مرة ثانية. والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس وزراء «الكابنيت» (المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر) كلا على حدة، بعدما ألغيت جلسة كانت مقررة في وقت مبكر أمس للكابنيت من أجل تقييم المشاورات في القاهرة. وقالت صحيفة «هآرتس» إن نتنياهو يحاول حشد التأييد لاتفاق نهائي لوقف إطلاق النار يمتد من عشر سنوات إلى 15 سنة.
وفي هذا الوقت، حذر مسؤولون إسرائيليون من أن اتفاقا مع حماس يشمل رفع الحظر عن تحويل الأموال سيكون مكلفا لإسرائيل.
ووصف وزير الاقتصاد نفتالي بنيت وعضو الكابنيت الصيغة المؤدية إلى تحويل الأموال لغزة مقابل الهدوء بأنها «رخاوة سياسية».
وقال بينت: «دعونا نقل الحقيقة، هذه الأموال ستذهب إلى جيوب المخربين الذين يحفرون تحتنا، إلى صانعي الصواريخ ولأولئك الذين يطلقون النار علينا، بكل بساطة. هذه هي معادلة (التهدئة مقابل المال للإرهاب)، وذلك سيتيح لحماس إعادة تجهيز نفسها والاستعداد بشكل أفضل للجولة المقبلة».
وأضاف: «معنى ذلك الاتفاق هو دفع المال لحماس مقابل تأجيل المواجهة معها. وكأنها تقول لنا (ادفعوا لنا وسنطلق عليكم النيران لاحقا، إن لم تدفعوا لنا سنطلق النيران عليكم الآن)».
وتابع: «سأعارض مثل هذا الاتفاق حتى النهاية».
وفسر كلام بينت بأنه يحمل تهديدات مبطنة تتعلق ببقائه ضمن الائتلاف الحكومي الذي يقوده نتنياهو. وقال رافيف دروكر، المحلل السياسي في القناة الإسرائيلية العاشرة: «تصريحات بينت فيما يتعلق بمعارضته للاتفاق مع حماس هي أشبه بنص خروج من الحكومة».
وانضم وزير المواصلات في حكومة الاحتلال يسرائيل كاتس إلى بينت وعبر عن تشاؤمه من إمكانية أن تحقق المفاوضات مع حماس أي نتيجة، مطالبا بضرورة استمرار الاستعدادات للعودة إلى غزة.
وأضاف كاتس: «لا مجال للتراجع أمام حركة حماس، ويجب وضع مصالحنا الاستراتيجية نصب أعيننا، وذلك بإعادة المبادرة لأيدينا». وهدد كاتس أهل غزة قائلا: «إن على سكان غزة أن يختاروا بين أن يكونوا مثل سنغافورة أو دارفور».
ويعارض مسؤولون أمنيون كذلك أي اتفاق لوقف نار لا يعطي إسرائيل الحق في الاغتيالات.
وقال مسؤولون أمنيون: «يحظر التنازل عن هذا الشرط في إطار المفاوضات الجارية في مصر».
وفي هذا السياق، حذر مسؤول إسرائيلي رفيع، حركة حماس من أنه إذا ما «استأنفت اعتداءاتها الصاروخية ورفضت تمديد وقف إطلاق النار فإن الرد الإسرائيلي سيكون أشد صرامة وألما».
وأكد المسؤول «استعداد إسرائيل لتمديد مفاوضات القاهرة إذا ما اقتضت الضرورة ذلك، ودعا الفلسطينيين إلى القبول بذلك أيضا».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.