في حين صمدت التهدئة المعلنة في قطاع غزة في يومها الأول، أمس، ولم تسجل أي خروقات من قبل الفلسطينيين أو الإسرائيليين، قتل الجيش الإسرائيلي في نابلس شمال الضفة الغربية ناشطا فلسطينيا بعد اشتباكات عنيفة أدت إلى إصابات في صفوف الفلسطينيين وجنود إسرائيليين. وقالت حركة فتح إن زكريا الأقرع، أحد عناصر «كتائب الأقصى» التابعة للحركة، قضى في اشتباك مسلح في نابلس.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل «مخربا فلسطينيا كان ضالعا في اعتداءات إطلاق نار استهدفت قوات الجيش». وأضاف مصدر عسكري إسرائيلي: «جرت تصفية المخرب زكريا موسى داود الأقرع في اشتباك مسلح استغرق عدة ساعات بعد أن حاصرت قوات من جيش الدفاع منزل شقيقه حيث كان يتستر». وتابع: «قوات من الهندسة هدمت أجزاء من المنزل بعد أن أطلق المطلوب الفلسطيني النار باتجاه أفراد القوة مما أدى إلى إصابة اثنين منهم بجروح».
وانتهى الاشتباك بإطلاق قذائف صاروخية تجاه المنزل الذي كان يتحصن فيه الأقرع ما أدى إلى مقتله على الفور. وخلف الاشتباك عددا من المصابين في الجانبين، وقالت مصادر طبية فلسطينية إن 11 فلسطينيا أصيبوا بجراح أحدهم في حالة الخطر جراء الاشتباك.
ويعد هذا الاشتباك الأول بين مسلح فلسطيني وقوات الجيش الإسرائيلي منذ شهور طويلة. وتشهد الضفة توترا كبيرا منذ فقدت آثار ثلاثة مستوطنين قبل شهرين في الخليل جنوب الضفة الغربية، ووجدت جثثهم لاحقا، وزاد التوتر وتحول إلى اشتباكات يومية في ظل الحرب الإسرائيلية على غزة التي انطلقت في 8 يوليو (تموز) الماضي. وقتل الإسرائيليون على مدار الشهرين الماضيين عددا من الناشطين الفلسطينيين في الضفة وأصابوا واعتقلوا آخرين.
وتركزت كثير من المواجهات في القدس، واشتبك فلسطينيون مع الشرطة الإسرائيلية أمس خارج بوابات المسجد الأقصى بعدما منعت مصلين من دخوله.
وقال مصلون إن الشرطة الإسرائيلية واصلت إغلاق العديد من بوابات المسجد الأقصى الرئيسة أمام المواطنين الفلسطينيين من سكان القدس وخارجها، وسمحت فقط لكبار السن ممن تزيد أعمارهم على الخمسين عاما بدخول المسجد، في حين سهلت دخول المستوطنين اليهود وأفواج السياح الأجانب لساحات الأقصى الخارجية.
وفي غزة، استغل سكان القطاع الهدوء وخرجوا لالتقاط الأنفاس والحصول على احتياجاتهم وإنجاز بعض الأعمال. وشوهد الأهالي وهم يقبلون بشكل لافت على شاطئ غزة وفي المتنزهات والمطاعم بعد 35 يوما تحت القصف ووسط الدمار.
وعلى الرغم من سريان مفعول الهدنة، التي توسطت فيها مصر، في مسعى للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف النار، فإن الجيش الإسرائيلي أبقى على خياراته قائمة.
وقال مصدر عسكري كبير أمس إن قوات الجيش لا تزال في حالة التأهب تمهيدا لاجتياح قطاع غزة مجددا في حال انهيار وقف إطلاق النار الحالي. وأضاف: «هذه القوات على أتم الجهوزية لتنفيذ المهام التي ستكلف بها».
ونوه المصدر بأن المعركة العسكرية الحالية أثبتت ضرورة تزويد القوات المدرعة بالأجهزة المتقدمة المضادة للقذائف والصواريخ.
من جانبها، أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس أنها نفذت هجمات صاروخية على المدن الإسرائيلية بينها مدينة تل أبيب قبيل دخول هدنة الـ72 ساعة حيز التنفيذ. وقالت في بيان: «ردا على جرائم الاحتلال بحق المدنيين وقصف المساجد والمنازل، كتائب القسام تقصف (في الساعة 23:55 قبل منتصف الليل حسب التوقيت المحلي) تل أبيب وعددا من المدن والمغتصبات (المستوطنات) الصهيونية برشقات من الصواريخ». وأضاف البيان أن القسام «قصفت تل أبيب بصاروخ من نوع (إم 75) وكريات ملاخي بثلاثة صواريخ (غراد)».
كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي قبل دقائق من دخول التهدئة حيز التنفيذ سلسلة غارات جوية على مناطق مختلفة في قطاع غزة وترافقت هذه الغارات مع القصف المدفعي أيضا.
وتوفيت أمس طفلة رضيعة في غزة متأثرة بجراح أصيبت بها قبل أيام. وقالت طبيبة في مستشفى الشفاء إن الرضيعة ميداء محمد أصلان (شهران) قضت متأثرة بشظايا القصف. ولاحقا أعلن في القاهرة عن وفاة الجريح محمد الرومي متأثرا بجراح أصيب بها خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ورفع ذلك حصيلة الضحايا في غزة إلى 1941 و9886 جريحا. وقالت وزارة الصحة إن غالبية الضحايا من الأطفال والنساء. ونشرت الوزارة إحصائية جاء فيها أن «من بين الشهداء يوجد 468 طفلا و243 امرأة و87 مسنا، كما أن من بين الجرحى 3009 أطفال، و1912 امرأة، و359 مسنا».
وفي الوقت الذي فتحت فيه مصر معبر رفح أمس وسمحت بخروج حافلات تقل مسافرين من غزة، فتحت إسرائيل معبر كرم أبو سالم وسمحت بإدخال شاحنات مساعدات. وشوهدت حافلات تغادر غزة عبر معبر رفح باتجاه مصر كما شوهدت شاحنات مساعدات تدخل من معبر كرم أبو سالم إلى غزة. وخفف فتح المعبرين الضغط الكبير عن غزة بعدما تمكن محاصرون من مغادرة القطاع، واستقبلت الهيئات المختصة مزيدا من المساعدات التي مكنتهم من دعم المحتاجين والمنكوبين.
من جهته، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في وقت متأخر من مساء أول من أمس بالوقف الجديد لإطلاق النار لمدة 72 ساعة بين إسرائيل وحماس وحث الطرفين على العمل من أجل هدنة أطول.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن بان أعرب عن «أمله الكبير بأن يعطي هذا الأمر للطرفين وبرعاية مصر فرصة أخرى للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم من أجل مصلحة المدنيين، وأن يكون نقطة انطلاق للطرفين كي يعبرا عن مطالبهما». وأضاف أن بان «مستمر في حض المتنازعين على العمل بشكل بناء على هذا الخط، وعلى تحاشي تصعيد من شأنه أن يؤدي للعودة إلى العنف».
هدوء في غزة.. ومواجهات تندلع في نابلس والقدس
«القسام» وإسرائيل تتبادلان شن الهجمات الصاروخية قبل دقائق من انطلاق الهدنة
هدوء في غزة.. ومواجهات تندلع في نابلس والقدس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة