مرجع قضائي: استعنا بفريق «إف بي آي» لمشورة تقنية وليس للتحقيق في اغتيال شطح

الافراج عن فلسطيني حقق معه بسبب السيارة المفخخة

مرجع قضائي: استعنا بفريق «إف بي آي» لمشورة تقنية وليس للتحقيق في اغتيال شطح
TT

مرجع قضائي: استعنا بفريق «إف بي آي» لمشورة تقنية وليس للتحقيق في اغتيال شطح

مرجع قضائي: استعنا بفريق «إف بي آي» لمشورة تقنية وليس للتحقيق في اغتيال شطح

بالتزامن مع التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية والقضائية اللبنانية في جريمة اغتيال مستشار رئيس الحكومة السابق الوزير محمد شطح وسبعة مواطنين آخرين بتفجير سيارة استهدفت موكبه في وسط بيروت يوم الجمعة الماضي، واستمرار هذه الأجهزة بالبحث عن خيوط مهمة توصل إلى كشف هوية الجناة، استعان لبنان بخبرات تقنية دولية في محاولة منه لدفع التحقيق قدما كما حصل في جرائم مماثلة، بغية التوصل إلى عناصر جديدة، في وقت شددت فيه مصادر التحقيق لـ«الشرق الأوسط» على أن «الخيوط المتوافرة حتى الساعة ليست قوية أو متماسكة، وهي غير كافية لتوجيه الشبهات إلى أشخاص أو مجموعة مفترضة يعتقد أنها نفذت الجريمة أو تقف وراءها». وأشارت إلى أن «التحقيق أنجز بعض الاختراقات الملموسة لكنه وصل إلى نقطة توقف عندها بانتظار معطيات وأدلة جديدة».
وقد أعلن مرجع قضائي لبناني أن «السلطات اللبنانية استعانت بالخبرة الفنية والتقنية الأجنبية، لا سيما في علم مسرح الجريمة والمتفجرات وغيرها». وأكد المرجع لـ«الشرق الأوسط» أن «خبراء من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) وصلوا (أول من) أمس إلى بيروت بناء على رغبة المراجع الرسمية اللبنانية، وانتقلوا إلى مسرح الجريمة في وسط بيروت، وأجروا كشفا تقنيا وفنيا ورفع بعض العينات والتقطوا صورا للموقع من اتجاهات عدة». وأشار إلى أن «الوفد الأميركي أنهى عمله وقدم تقريرا برؤيته لما حصل وما يمكن العمل عليه إلى مكتب الأدلة العلمية التابع لقوى الأمن الداخلي اللبناني، وانتهت مهمته عند هذا الحد».
وشدد المرجع القضائي على أن «لبنان يرحب بأي مساعدة دولية تساعده في كشف الحقيقة والوصول إلى منفذي هذه الجريمة وغيرها من الجرائم الأخرى»، لافتا إلى أن «دور الفريق التقني الأميركي اقتصر على تقديم المشورة والخبرة الفنية والتقنية والعلمية، ولم يشارك في أي تحقيق، لأن هذا الأمر هو من صلاحية ومسؤولية الأجهزة القضائية والأمنية الرسمية دون سواها».
إلى ذلك، أفرجت السلطات اللبنانية عن الفلسطيني طلال الأردني، بعدما أخضعته للتحقيق على مدى اليومين الماضيين حول سيارة «هوندا CRV» التي استخدمت في التفجير، بعد أن سرقت وأدخلت إلى مخيم «عين الحلوة» للاجئين الفلسطينيين في أواخر عام 2012، وذلك لمعرفة الشخص الذي عاود شراءها، وما إذا كان هو من فخخها وفجرها أم أنه باعها إلى آخرين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.