ابن كيران يعد نجاح حكومته نجاحا للمغرب.. والشعب ما زال يثق فيها

اتهم حزبا من دون ذكر اسمه بمراكمة المليارات من الدراهم في المصارف الخارجية

عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية في حديث مع عبد الله بوانو رئيس الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية قبيل بدء جلسة المساءلة الشهرية في مجلس النواب أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية في حديث مع عبد الله بوانو رئيس الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية قبيل بدء جلسة المساءلة الشهرية في مجلس النواب أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

ابن كيران يعد نجاح حكومته نجاحا للمغرب.. والشعب ما زال يثق فيها

عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية في حديث مع عبد الله بوانو رئيس الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية قبيل بدء جلسة المساءلة الشهرية في مجلس النواب أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية في حديث مع عبد الله بوانو رئيس الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية قبيل بدء جلسة المساءلة الشهرية في مجلس النواب أمس (تصوير: مصطفى حبيس)

قال عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية، إن نجاح حكومته بصفة خاصة والحكومات المتعاقبة هو نجاح للمغرب، وتحصين للوطن ليكون المستقبل زاهرا، مشيرا إلى أن الخطأ الذي ارتكبته حكومته هو أنها لا تعرف كيف تسوق لإنجازاتها. وجدد التأكيد على عزم حكومته تنزيل الإصلاحات التي وعد بها المغاربة في البرنامج الحكومي من ضمنها إصلاح أنظمة التقاعد.
واستغل ابن كيران، الذي كان يتحدث أمس خلال الجلسة الشهرية للمساءلة حول السياسيات العمومية المخصصة لقضايا «تجميد الحوار الاجتماعي» و«برنامج تحدي الألفية»، تزامن الجلسة مع قرار المجلس الدستوري بشأن دستورية حكومته، لدعوة المعارضة إلى التزام الموضوعية والواقعية و«تجنب رمي الحكومة بأي كان».
وطالب ابن كيران أحزاب المعارضة بالاجتهاد وإنصاف حكومته، وقال إن هذه الأخيرة لا يمكن أن تنسب لها جميع الإخفاقات.
من جهة أخرى، جدد ابن كيران التأكيد على أن «الشعب المغربي ما زال يثق في الحكومة»، معدا أنها «حكومة شرعية ما زالت أمامها انتظارات» وقال ابن كيران: «لا أبالي بالتهديدات والتحذيرات وسأواصل الإصلاحات». وأكد عزمه على إصلاح صناديق التقاعد المهددة بالانهيار مع مطلع 2021. وأوضح ابن كيران قائلا: «إننا لن نبتعد عن إصلاح التقاعد وسنقوم به مهما كلف الأمر»، مشددا على أن «الثقافة القديمة المبنية على الصراع لم تعد ممكنة»، مؤكدا «حرص الحكومة على الحوار مع الفرقاء الاجتماعيين للخروج بهذه الصناديق من الأزمة التي تتهددها».
وعاد ابن كيران لتبرير موقف حزبه من الربيع العربي، مؤكدا أن تلك المرحلة تطلبت من حزبه قول «نعم للإصلاح ولا للمغامرة بالاستقرار».
في غضون ذلك، تحولت جلسة الاستماع الشهرية إلى ساحة لتبادل الاتهامات بين رئيس الحكومة وحزب الاستقلال المعارض، حينما فجر ابن كيران فضيحة مدوية أثناء حديثه عن موضوع استرداد الأموال المهربة للخارج، متهما حزبا لم يكشف عن اسمه، بمراكمة قادته المليارات من الدراهم في المصارف الخارجية، مؤكدا أنه «يتوفر على معطيات لن أكشف عنها». وأعلن ابن كيران عن توفر الحزب ذاته «على شقق في باريس ومع ذلك يظهر حركات فروسية».
وكان جدل كبير قد أثير حول قيام وزيرة الصحة السابقة ياسمينه بادو بتحويل مبالغ مالية ضخمة لشراء شقتين فاخرتين في باريس من دون الحصول على ترخيص تحويل أموال من مكتب الصرف، السلطة المراقبة لتحويل الأموال من وإلى المغرب.
ودفعت اتهامات ابن كيران نواب فريق الاستقلال في مجلس النواب إلى الاحتجاج بشدة كادت أن تؤدي إلى توقيف الجلسة الشهرية.
واستدرك ابن كيران اتهاماته الثقيلة لحزب الاستقلال بالقول إن حكومته «ليست لها المصلحة في مطاردة الساحرات»، مضيفا أنه استفاد من تجربة حكومة عبد الرحمن اليوسفي.
وأعلن ابن كيران أن حزب العدالة والتنمية لا يتوفر على أي أموال خارج البلاد، وتحدى معارضيه بالقول: «إذا ثبت توفر الحزب على أموال في الخارج فهو مستعد للمحاسبة وإرجاعها للدولة»، موضحا أن العفو الضريبي عن مهربي الأموال إلى الخارج «لن يكون حزبه من المستفيدين منه».
واستعان ابن كيران ببيت شعري للشاعر المصري الراحل أحمد فؤاد نجم للرد على غضب نواب حزب الاستقلال، قائلا: «مر الكلام زي الحسام يقطع مكان ما يمر أما المديح سهل ومريح..»، وأضاف أن الذي «يعطي لنفسه سلطة توزيع الأصفار عليه أن ينتظر الأجوبة القاسية».وكانت النائبة كنزة الغالي من حزب الاستقلال قد منحت حصيلة حكومة ابن كيران نقطة «صفر» على 10.
في سياق ذلك، أعلن ابن كيران أن حكومته ما زالت تعمل على تنفيذ التزامات الحكومة السابقة المتعلقة باتفاق 26 أبريل (نيسان) 2011 بين الحكومة والاتحادات النقابية، معلنا أن الحكومة رصدت مليارا و600 مليون دولار برسم موازنة 2014.
وفيما يتعلق بمحور برنامج تحدي الألفية الذي بلغت موازنته 697 مليون دولار، كشف ابن كيران أن هذا البرنامج الذي مولته الولايات المتحدة ساهم في تحسين مستوى عيش نحو 600 ألف أسرة مغربية منها 110 و400 ألف أسرة قروية في إطار مشروع الأشجار المثمرة، و24 ألفا و800 مستفيد، في إطار مشروع الصيد البحري التقليدي، و29 ألفا و400 صانع تقليدي في إطار مشروع الصناعة التقليدية ومدينة فاس، وأزيد من 104 آلاف مستفيد من نشاط محو الأمية الوظيفية والتكوين المهني.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.