صباح غزة.. 20 هجوما صاروخيا من إسرائيل

القاهرة تستأنف جهودها للتوصل إلى تهدئة

صباح غزة.. 20 هجوما صاروخيا من إسرائيل
TT

صباح غزة.. 20 هجوما صاروخيا من إسرائيل

صباح غزة.. 20 هجوما صاروخيا من إسرائيل

شنت إسرائيل أكثر من 20 هجوما جويا على غزة في وقت مبكر من صباح اليوم (السبت)، وأطلق النشطاء الفلسطينيون عدة صواريخ باتجاه إسرائيل في اليوم الثاني من تجدد القتال، بعد الفشل في تمديد هدنة توسطت فيها مصر لوقف حرب اندلعت قبل نحو شهر.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم منذ منتصف الليل أكثر من 20 موقعا في قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من دون أن يحدد طبيعة هذه الأهداف.
وقال مسؤولون طبيون في غزة إن فلسطينيا قتل في إحدى هذه الهجمات وعثر على جثته تحت حطام مسجد من بين ثلاثة مساجد قصفتها إسرائيل. وأضافوا أن الهجمات الجوية التي استمرت خلال الليل استهدفت أيضا ثلاثة منازل، وأن المقاتلات الإسرائيلية مشطت مناطق مفتوحة.
وذكرت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن نشطاء غزة أطلقوا خمسة صواريخ على بلدات في جنوب إسرائيل اليوم، مما أدى إلى انطلاق صافرات الإنذار من دون وقوع إصابات أو خسائر.
كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية المحتلة، وقال مسؤولون طبيون إن فلسطينيا يبلغ من العمر 43 سنة توفي اليوم متأثرا بإصابته بطلق ناري في الصدر، خلال مواجهة مع الجنود الإسرائيليين في مدينة الخليل أمس.
وإلى ذلك اعترف مسؤولون في الجيش الإسرائيلي بأن القوات الإسرائيلية قتلت شابا فلسطينيا يبلغ من العمر 20 سنة بالرصاص أمس، خلال احتجاج قرب مستوطنة يهودية خارج رام الله.
وعلى صعيد متصل، لم تحقق مصر تقدما ملحوظا في سبيل تمديد الهدنة التي صمدت لمدة 72 ساعة، وأوقفت قتالا بين إسرائيل ونشطاء غزة بدأ في الثامن من يوليو (تموز). لكن من المتوقع أن تستأنف القاهرة جهودها اليوم.
وانتهى وقف إطلاق النار أمس ولا تزال مواقف الطرفين متباعدة بشأن شروط تمديد الهدنة، كما يلقي كل طرف باللوم على الآخر في رفض التمديد.
من جهتها اتهمت إسرائيل حماس بإطلاق عدة صواريخ باتجاهها قبل نحو أربع ساعات من انقضاء الهدنة في الساعة الثامنة صباحا (05.00 بتوقيت غرينتش). وأطلق نشطاء غزة 57 صاروخا على إسرائيل أمس.
وفي القاهرة حثت وزارة الخارجية المصرية الطرفين على «العودة الفورية إلى الالتزام بوقف إطلاق النار وباستغلال الفرصة المتاحة لاستئناف المفاوضات».
وتبذل مصر جهود الوساطة لكنها تلتقي بكل طرف على حدة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».