غزة تحت النار.. مجددا

يوميات مراسل من غزة

غزة تحت النار.. مجددا
TT

غزة تحت النار.. مجددا

غزة تحت النار.. مجددا

> لم نسترح بعد في غزة من أصوات الصواريخ والقذائف ورائحة البارود والنار التي غطت شوارعنا، حتى استفقنا اليوم مجددا على أزيز الطائرات الإسرائيلية الحربية وهي تلقي بقنابلها في كل اتجاه من مدينة غزة التي تجتهد كثيرا من أجل الخروج من المأساة التي أصابتها، بحثا عن حياتها التي اعتادت عليها.
انفجارات متلاحقة ومتتابعة غطى غبارها سماء المدينة الجميلة التي تطل على ساحل المتوسط ترقب حريتها منه. أخرجت رأسي من النافذة لكي أنظر فرأيت الدخان ينبعث من كل مكان فأسرعت فورا لرفع «شبابيك» النافذة، خوفا من أن تتضرر مجددا، خاصة أنني سارعت مع بدء الهدنة لإصلاح نوافذ منزل عائلتي الذي تضرر في قصف سابق، وهكذا فعل الكثيرون ممن رأيتهم من الجيران الذين خافوا أيضا على أن يلحق بمنازلهم ضرر آخر.
لم تتوقف الغارات، ومع ذلك لم تقف الحياة في غزة، كما جرى مع اشتداد الغارات السابقة، استمر الناس في حياتهم يمضون إلى حيث يريدون، لكن الهلع والخوف أصاب الأطفال من أن تعود الحرب تشل حياتهم وتحرمهم من اللعب واللهو في أزقة الشوارع الصغيرة هنا، أمام كل منزل في غزة.
من أمام منزل أحد جيراننا في مخيم الشاطئ، أثناء خروجي لصلاة الجمعة، كان مجموعة من الأطفال يلهون وهم يسمعون صوت الغارات والقصف، فإذا بطفلة لا تتعدى الأعوام السبعة من عمرها، توجه لي سؤالا ببراءة الأطفال الذين أفقدتهم طفولتهم تلك الطائرات والصواريخ، فقالت لي: «عمو، ليش رجعوا يقصفوا، مش فيه تهدئة وإلا بكذبوا علينا». لم أجد جوابا بسيطا لهذا السؤال من طفلة باتت تعرف مصطلحات السياسة والحرب في هذا الزمان الصعب، وما كان مني إلا أن طلبت منها أن لا تخاف، وأن تبقى تلهو أمام منزل عائلتها، ولا تأبه لشيء ثم واصلت طريقي نحو المسجد.
ولم تخرج خطبة صلاة الجمعة في المساجد عن الوضع القائم الذي يسيطر على حياة كل فلسطيني في غزة، فالمساجد امتلأت بالمصلين، والخطباء طالبوا المواطنين بمزيد من الصبر والصمود من أجل تحقيق المطالب الفلسطينية، والمصلون أدوا صلاة الغائب على أرواح الضحايا الذين قُتلوا خلال الحرب المتواصلة.
ولعل ما ينعش الحياة مجددا في غزة إصلاح بعض خطوط الكهرباء، بحيث باتت تصل إلى السكان نحو ساعتين أو ثلاث ساعات كل 24 ساعة، وهو أمر مقبول في ظل عدم توفرها نهائيا خلال 18 يوما متواصلة، منذ أن قصفت المحطة وخطوط الكهرباء المختلفة المقبلة من مصر وإسرائيل. وتمنح هذه الساعات القليلة ربات المنازل فرصة إتمام أمورهن البيتية، وتمنح الكثير من الناس شحن هواتفهم الجوالة وبعض الأجهزة الكهربائية التي تساعدهم في التواصل مع الخارج، ومعرفة الأحداث المختلفة في غزة وخارجها، وخاصة القاهرة التي تدور فيها حوارات التهدئة التي يأمل الفلسطينيون أن تعلن قريبا.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.