استأنفت إسرائيل وحماس أمس الهجمات المتبادلة فورا بعد انتهاء هدنة 72 ساعة، وتعثر جهود تمديدها ثانية. وقتلت إسرائيل في قطاع غزة خمسة فلسطينيين على الأقل، بينهم طفل، في حين أطلق الفلسطينيون عشرات الصواريخ التي سقطت على مستوطنات ومدن إسرائيلية في محيط القطاع.
وقالت إسرائيل، إنها شنت غارات جوية على القطاع ردا على تعرضها لإطلاق صواريخ. وقال اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر في بيان: «سنستمر في ضرب حماس وبنيتها التحتية وناشطيها حتى إعادة الأمن إلى دولة إسرائيل». وأضاف: «حماس اتخذت قرارا خاطئا باستئناف قصفها لجنوب البلاد وستدفع الثمن».
ودعا وزراء ومسؤولون إسرائيليون إلى ضرب حماس بقوة. وتحدث وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي يوفال شتاينتز في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي عن إمكانية إلى أن تعيد إسرائيل إطلاق عملية برية من «أجل السيطرة على قطاع غزة في سبيل الإطاحة بنظام حماس».
وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست زئيف ألكين، إنه يجب الرد وبصرامة على حماس. وأضاف: «يبدو أن اللغة الوحيدة التي تفهمها حماس هي لغة الضربات العسكرية ولا طائل تحت مواصلة المحادثات في القاهرة».
وتركت إسرائيل الباب مفتوحا من أجل جميع الخيارات. وقال مصدر أمني رفيع، إن إسرائيل سترد بقوة على القصف من القطاع وبحسب التطورات. وأضاف: «إن قوات معززة من جيش الدفاع ما زالت منتشرة على حدود قطاع غزة تحسبا لأي طارئ.. لم يجر بعد تسريح 50 في المائة من جنود الاحتياط الذين جرى استدعاؤهم والبالغ عددهم 82 ألفا». وقضى طفل فلسطيني عمره عشر سنوات كأول ضحية بعد انتهاء الهدنة. وقالت مصادر طبية، إن القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل الطفل إبراهيم الدواوسة (عشر سنوات) في حي الشيخ رضوان، وأحمد نعيم عوكل في رفح، وسليمان وأحمد ومحمود أبو هداف في القرارة في خان يونس، وإصابة العشرات بجراح. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أعطى أوامر أمس للجيش الإسرائيلي بالرد بقوة على «خرق وقف إطلاق النار من قبل حماس».
وقال مكتب نتنياهو في بيان: «إن إسرائيل كانت قد أبلغت مصر باستعدادها لتمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة باثنتين وسبعين ساعة قبل انتهاء مفعوله صباح اليوم (الجمعة)، لكن حركة حماس خرقت وقف إطلاق النار قبل انتهائه». وأضاف البيان: «إن حماس تواصل إطلاق النار باتجاه الأراضي الإسرائيلية، مما أدى إلى إصابة مدنيين إسرائيليين، ورغم ذلك فإن إسرائيل ستواصل نقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع كلما كان الأمر ممكنا».
وتابع: «إن إسرائيل ستعمل بجميع الوسائل لحماية مواطنيها وفي الوقت نفسه ستسعى إلى تجنب المس بسكان غزة».
غير أنه بخلاف ما يقول نتنياهو اضطر آلاف من الفلسطينيين في شمال وشرق وجنوب القطاع، للنزوح مجددا من منازلهم التي عادوا إليها في اليومين الماضيين.
ولجأت العائلات إلى منازل أقارب لهم وسط القطاع وإلى مراكز الإيواء التي تفتحها الأمم المتحدة (الأونروا) في أماكن مختلفة في غزة. ويوجد عشرات الآلاف النازحين حتى الآن في هذه المراكز. وفي المقابل، أطلق الفلسطينيون 50 صاروخا على مدن وتجمعات في محيط القطاع.
وكانت كتائب القسام التابعة لحماس أعلنت أنها لن تقبل بتمديد الهدنة إذا لم توافق إسرائيل فورا على رفع الحصار.
وأعلنت حماس بعد استئناف القتال، أن الفصائل الفلسطينية لم توافق على تمديد الوقف المؤقت لإطلاق النار، لكنها أكدت أن المفاوضات في القاهرة لا تزال مستمرة. وأصابت صواريخ حماس والفصائل إسرائيليين بجراح. وسقطت صواريخ في أسدود وعسقلان وأشكول وبئر السبع وأوفاكيم وسيغف شالوم.
وأعلنت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية أنه يجب إعادة فتح الملاجئ في التجمعات السكنية التي تقع حتى مسافة أقصاها 80 كيلومترا من قطاع غزة. وقالت الجبهة إنها «تحظر تنظيم تجمعات بمشاركة أكثر من خمسمائة شخص في المناطق التي تبعد حتى 40 كيلومترا عن القطاع وألف شخص في الخلاء في التجمعات السكنية التي تبعد ما بين 40 كيلومترا و80 كيلومترا». وبحسب التعليمات فإنه «لا يجوز إقامة نشاطات إلا قرب الغرف المحصنة».
وبدت الهجمات المتبادلة من الطرفين أقل حدة من الأيام السابقة، وقالت مصادر أمنية في غزة لـ«الشرق الأوسط»، إن مصر طلبت من جميع الأطراف الالتزام بوقف إطلاق النار حتى لو لم يكن ذلك معلنا. وسجلت هدنة أمر واقع معظم أوقات يوم أمس، وتخللها خروقات، قبل أن يكشف الطرفان القصف مع حلول المساء.
ومن غير المعروف إذا ما كان القتال سيشتد في الأيام القليلة المقبلة. وقال نتنياهو في حديث لشبكة «فوكس» الأميركية، إنه غير مقتنع بانتهاء القتال في غزة، مضيفا: «صحيح يوجد فرصة لتحقيق حل سلمي، لكن الأمر يتوقف على حماس».
لكن حماس ردت بقولها، إنها مستعدة لكل الخيارات، حرب جوية أو برية طويلة.
إسرائيل تهدد باستئناف العملية البرية.. وحماس مستعدة لحرب طويلة
مقتل خمسة فلسطينيين وإصابة إسرائيليين ونزوح الآلاف في تجدد القصف على غزة
إسرائيل تهدد باستئناف العملية البرية.. وحماس مستعدة لحرب طويلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة