أكد رئيس مجلس محافظة نينوى أمس أن قوات داعش سيطرت تماما على سد الموصل، بعد انسحاب قوات البيشمركة منه، وأضاف أن منطقة السد شهد خلال الأيام الماضية معارك طاحنة بين البيشمركة ومسلحي داعش انسحبت على غرارها قوات البيشمركة.
وقال بشار كيكي رئيس مجلس المحافظة في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «سيطر مسلحو داعش مساء أول من أمس على سد الموصل، بعد عدة معارك خاضتها قوات البيشمركة مع التنظيم وقتلت عددا من قادة داعش في معارك السد، إلا أنها اضطرت إلى الانسحاب لأن السد يقع في العمق العربي لمحافظة نينوى وهو محاط بأكثر من 40 قرية عربية تحالف سكانها مع داعش للسيطرة على السد ومحاربة البيشمركة، لذا لم تستطع البيشمركة أن تصمد وتقاوم أكثر من ذلك».
وأضاف كيكي «مع الأسف الشديد، القرى العربية لم ترد الجميل الذي قدمته لها قوات البيشمركة خلال السنوات العشر الماضية، حيث حمتهم من (القاعدة) وكانت مناطقهم آمنة بفضل البيشمركة، لكنهم الآن يساعدون داعش ويساندونها في حربها ضد البيشمركة وكردستان».
وأشار كيكي إلى أن تنظيم داعش فرض سيطرته خلال اليومين الماضيين على قضاء الحمدانية وتلكيف والنواحي والقرى التابعة لهذين القضاءين، وبرطلة وبعشيقة ولكن ما زالت ناحية القوش خارج سيطرتهم، وهي خالية تماما الآن، لكنها تقع خلف نقطة سيطرة لقوات البيشمركة، فلم يسيطر داعش عليها، وآخر نقاط قوات البيشمركة تقع في قرية ختاري الإيزيدية التي أصبحت خالية الآن من وجود المواطنين وهي تحت سيطرة البيشمركة، حتى قريتي مسكلات سقطت أمس بيد داعش، ونهب مسلحو التنظيم منزلي ومنازل أقاربي وأهالي القرية»، وأشار كيكي أن داعش تنظيم خطر ويشكل خطرا كبيرا على كل أنحاء المنطقة بما فيه إقليم كردستان.
ومع استمرار المعارك بين البيشمركة ومسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، تتواصل في الوقت ذاته معاناة النازحين الذين فاق عددهم خلال الأيام الماضية الـ500 ألف حسب المصادر الرسمية، فيما تتواجد الآلاف من العوائل الإيزيدية المحاصرة في جبل سنجار من دون مياه وطعام كافيين، في حين أكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الجبل يشهد يوميا وفاة أكثر من 15 طفلا جراء الجوع والعطش، إلى جانب وفاة العشرات من النساء وكبار السن.
وقال الناشط الإيزيدي خضر دوملي في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «النازحون الذين التجأوا إلى أطراف دهوك وزاخو، بدأوا منذ أمس بالنزوح مرة أخرى إلى داخل قضاء زاخو ومركز مدينة دهوك، بسبب الإشاعات التي انتشرت أول من أمس حول اقتراب داعش من دهوك، هناك حالة من الخوف والذعر في صفوف هؤلاء، لم تبق مدرسة أو قاعة أو بناية فارغة حتى الجامعات امتلأت بالنازحين في دهوك وزاخو، وتوجه البعض الآخر منهم إلى الجبال، في حين أن داعش بعيدة جدا من دهوك لكن الإشاعات أثرت على هؤلاء النازحين، هناك كارثة إنسانية حقيقية في المنطقة».
وأشار دوملي إلى وجود أعداد أخرى من النازحين لم تصلهم يد المعونة بعد، عادا ذلك بسبب استمرار النزوح من نينوى إلى الإقليم وتزايد النازحين المتواجدين في الإقليم بحيث لا يمكن إيصال المساعدات بشكل منتظم إليهم، مبينا أن هناك محاولات لنجدة العوائل المحاصرة من قبل الإقليم حيث يتم بين مدة وأخرى نجدة عدد منها، لكن هناك مأساة كبيرة في الجبل وموت مستمر خاصة المحاصرين في جنوب الجبل باتجاه سنجار وبعاج الذين لم تصلهم لحد الآن أي مساعدات بسبب حصار داعش.
رئيس مجلس محافظة نينوى يؤكد سقوط سد الموصل بيد داعش
قال إن القوى العربية لم تساعدنا للدفاع عن مدنهم
رئيس مجلس محافظة نينوى يؤكد سقوط سد الموصل بيد داعش
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة