محكمة مصرية تحيل أوراق مرشد «الإخوان» للمفتي للمرة الثانية

ضمن 14 متهما من بينهم البلتاجي وحجازي في قضية «مسجد الاستقامة»

قيادي جماعة الإخوان صفوت حجازي خلف القضبان (رويترز)
قيادي جماعة الإخوان صفوت حجازي خلف القضبان (رويترز)
TT

محكمة مصرية تحيل أوراق مرشد «الإخوان» للمفتي للمرة الثانية

قيادي جماعة الإخوان صفوت حجازي خلف القضبان (رويترز)
قيادي جماعة الإخوان صفوت حجازي خلف القضبان (رويترز)

قررت محكمة جنايات الجيزة في مصر بجلستها المنعقدة أمس برئاسة المستشار محمد ناجي شحاتة، إرسال أوراق 14 متهما من قيادات وأعضاء تنظيمي الإخوان والجماعة الإسلامية، إلى مفتي البلاد، وذلك للمرة الثانية، لاستطلاع الرأي الشرعي في شأن إصدار حكم بإعدام المتهمين جميعا، وذلك في قضية اتهامهم بارتكاب وقائع العنف وقتل المواطنين والتحريض عليها والإرهاب والتخريب، التي جرت في محيط مسجد «الاستقامة» بالجيزة في أعقاب ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، التي أفضت إلى عزل محمد مرسي عن منصبه كرئيس للبلاد.
وحددت المحكمة جلسة 30 أغسطس (آب) الحالي للنطق بالحكم عقب ورود رأي المفتي في شأن طلب المحكمة بإعدام المتهمين عما أسند إليهم من جرائم.
وسبق للمحكمة أن قررت في يونيو الماضي، إحالة أوراق المتهمين جميعا إلى المفتي، لاستطلاع الرأي الشرعي في شأن إصدار حكم بإعدامهم، وجاء تقرير المفتي رافضا توقيع عقوبة الإعدام بحق المتهمين في القضية، بدعوى عدم كفاية الأدلة بالقضية ضدهم، مما دعا المحكمة لإحالة الأوراق للمفتي مرة أخرى.
وقال مصدر قضائي مسؤول، إن إرسال أوراق المتهمين إلى المفتي للمرة الثانية، بغية استطلاع الرأي في شأن إصدار حكم بإعدامهم يأتي للوقوف على الرأي الشرعي للمفتي في شأن القصاص من المتهمين، موضحا أن الرأي الفني في وقائع القضية وملابساتها والاتهامات المسندة إلى المتهمين، يكون لقضاة المحكمة وحدهم، كونهم هم من حققوا أدلتها والاتهامات فيها.
وأشار المصدر إلى أن القانون أوضح أن استطلاع رأي المفتي يكون في الجانب الشرعي للقضية فقط، باعتبار أن دار الإفتاء هي الجهة المخولة بهذا الأمر وحدها، وأنه ما كان يجب أن يخوض التقرير الصادر من دار الإفتاء في شأن التفاصيل الجنائية للقضية، باعتبار أن هذا الأمر هو «أمر فني» من اختصاص محاكم الجنايات فقط، وخاصة أن شهود الرؤية لوقائع القضية أثناء وقوع أحداثها قد أكدوا أمام المحكمة في شهاداتهم ارتكاب المتهمين لما هو منسوب إليهم من جرائم موضوع القضية.
والمتهمون هم كل من: محمد بديع، المرشد العام لتنظيم الإخوان، وقيادات التنظيم محمد البلتاجي، وعصام العريان، وعاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى تنظيم الجماعة الإسلامية، وصفوت حجازي، وعزت جودة، وأنور شلتوت، والحسيني عنتر محروس وشهرته (يسري عنتر) وعصام رشوان، ومحمد جمعة حسين حسن، وعبد الرازق محمود عبد الرازق، وعزب مصطفى مرسي ياقوت، وباسم عودة (وزير التموين الأسبق) ومحمد علي طلحة رضوان.
وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين أنهم تسببوا في مقتل عشرة أشخاص وإصابة 20 آخرين جراء ارتكابهم للجرائم المنسوبة إليهم.
وأشار قرار الاتهام إلى أن المتهمين من الأول إلى الثامن، دبروا تجمهرا الغرض منه ارتكاب جرائم القتل العمد، والتخريب، والإتلاف العمد للممتلكات. وأضاف أن المتهمين من التاسع وحتى الـ14 اشتركوا في تجمهر من شأنه أن يجعل السلم العام في خطر غرضه ارتكاب جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والإتلاف العمد للممتلكات العامة والخاصة.
وذكر قرار الاتهام أن المتهمين استعرضوا القوة ولوحوا بالعنف، بأن تجمعوا وآخرون من أعضاء الجماعة والموالين لهم في مسيرات عدة بمحيط مسجد الاستقامة بالجيزة، حال حمل بعضهم لأسلحة نارية وبيضاء.
الجدير بالذكر، أن أحكاما أخرى بالإعدام كانت قد صدرت في يونيو الماضي في حق مرشد جماعة الإخوان محمد بديع وقيادات أخرى من جماعة الإخوان، بعد إحالة أوراقهم للمفتي، أبرزها قضية أحداث عنف مركز شرطة العدوة بالمنيا، وقضية أحداث الاعتداء على مركز شرطة مطاي بنفس المحافظة.
في سياق متصل، أصدرت محكمة جنايات سوهاج بصعيد مصر أحكاما على 20 متهما ينتمون لجماعة الإخوان، تفاوتت بين أحكام بالمؤبد والسجن المشدد، وبراءة ثلاثة متهمين آخرين من إجمالي 23 متهما، من بينهم 13 متهما محبوسا في قضايا الدعوة للعصيان المدني والتظاهر وتمويل جماعة محظورة والتحريض على العنف وطباعة منشورات بقصد تعطيل القانون وإشاعة الفوضى. وشملت الأحكام معاقبة ثلاثة متهمين بالسجن المؤبد ومتهم واحد بالسجن المشدد عشر سنوات، و16 متهما بالسجن المشدد خمس سنوات وبراءة ثلاثة متهمين آخرين.
وفي سياق ملاحقة الإرهابيين، ألقت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية أمس القبض على 52 متهما من العناصر الإرهابية لتورطهم في الاعتداء على المقار الشرطية والتحريض على العنف في ست محافظات.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».