الحكومة اللبنانية تلاقي الدعم السعودي بإقرار تجنيد عشرة آلاف عسكري

إشادة سياسية بمبادرة خادم الحرمين.. وجنبلاط: تثبت انحياز المملكة الدائم لاستقرار لبنان

الحكومة اللبنانية تلاقي الدعم السعودي بإقرار تجنيد عشرة آلاف عسكري
TT

الحكومة اللبنانية تلاقي الدعم السعودي بإقرار تجنيد عشرة آلاف عسكري

الحكومة اللبنانية تلاقي الدعم السعودي بإقرار تجنيد عشرة آلاف عسكري

لاقت الحكومة اللبنانية مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والمتمثلة بتقديم مليار دولار لتسليح القوى العسكرية اللبنانية لدعمها في مكافحة الإرهاب، على خلفية مواجهات بلدة عرسال البقاعية، بموافقتها أمس على تطويع عشرة آلاف عنصر جديد في صفوف الجيش والقوى الأمنية.
وعد رئيس الحكومة تمام سلام، وفق ما نقله عنه وزير الإعلام رمزي جريج الذي تلا مقررات اجتماع مجلس الوزراء، أن المبادرة السعودية «تعبير جديد عن الموقع الخاص الذي يحتله لبنان في وجدان الملك عبد الله وحرصه الدائم على الوقوف بجانبه في الملمات، وتقديم كل ما يؤدي إلى تدعيم ركائز الدولة اللبنانية وتقوية مؤسساتها الشرعية».
وأشاد سلام بالدور الذي قام به رئيس الحكومة الأسبق ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري، واصفا موقفه بأنه «متقدم ويستحق التقدير لما يعكسه من روح وطنية عالية في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به لبنان».
وكان مجلس الوزراء، وافق أمس على تطويع أربعة آلاف عنصر في قوى الأمن الداخلي و500 عنصر في أمن الدولة وألف عنصر في الأمن العام، إضافة إلى تطويع خمسة آلاف جندي في الجيش اللبناني، و369 «تلميذ ضابط» في مختلف الأسلاك، و200 «تلميذ رتيب» في الجيش. ولاقى الدعم السعودي للجيش اللبناني مواقف مقدرة من المسوؤلين اللبنانيين، جاء أبرزها على لسان رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط الذي عد أنه «مرة جديدة تثبت المملكة العربية السعودية انحيازها الدائم إلى استقرار لبنان وأمنه، وهي التي سعت طوال العقود الماضية إلى تقديم كل أشكال الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي والاجتماعي، ووقفت إلى جانبه خلال الحرب الأهلية وقدمت الكثير من المبادرات السياسية والتي توجت باتفاق الطائف الذي وضع حدا للحرب الطويلة والقاسية».
وأكد جنبلاط، أن «المملكة واكبت إعادة الإعمار والنهوض وساعدت اللبنانيين على تخطي صعاب الحرب وآثارها المدمرة على كل المستويات، دون تمييز بين منطقة وأخرى. ولا ينسى اللبنانيون كذلك سعي المملكة الدائم لحماية الاستقرار النقدي في لبنان ودعمها المتواصل بعد كل عدوان إسرائيلي، ولا سيما بعد حرب 2006، إذ ساهمت في إعادة بناء قرى الجنوب والمناطق اللبنانية الأخرى التي تضررت بفعل ذاك العدوان الغاشم». وقال إنه «حتى يومنا هذا، لا تزال المملكة تدعم مشروع الدولة في لبنان من خلال وقوفها على مسافة واحدة بين اللبنانيين جميعا، ودعم الأجهزة الرسمية وفي طليعتها المؤسسة العسكرية، وذلك عبر الاتفاق السعودي - الفرنسي - اللبناني بقيمة ثلاثة مليارات دولار لدعم الجيش، وأخيرا هبة بقيمة مليار دولار لمساعدة لبنان على دحر الإرهاب». وفي موازاة شكره خادم الحرمين الشريفين وقيادة المملكة على مواكبتها المستمرة للبنان ودعمها لشعبه ومؤسساته ودولته، نوه جنبلاط بالمواقف السياسية الوطنية الشجاعة التي أطلقها ويطلقها الرئيس سعد الحريري وتصديه المباشر والفوري لأي محاولة للتشويش على الجيش اللبناني في مواجهته للإرهاب وابتعاده عن التأويلات والتفسيرات المتعلقة بأسباب قدوم الإرهاب إلى لبنان وتركيزه على معالجة الخطر الداهم الذي يهدد الكيان اللبناني بعمق تكوينه واستمراره، ولا سيما بعدما اتخذت الأحداث الإقليمية منعطفات في غاية السلبية تؤدي إلى إعادة رسم الجغرافيا السياسية في المنطقة برمتها.
وفي سياق متصل، أبرق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى خادم الحرمين الشريفين، وقال: «نثمن عاليا موقفكم المشرف لجهة سيادة لبنان واستقلاله وحرية شعبه وإعلانكم العزم على المسارعة في تنفيذ الدعم الاستثنائي للجيش اللبناني الذي ما لبثتم أن أقرنتموه بالفعل عبر إصداركم الأمر بتقديم مساعدة للجيش اللبناني وقوى الأمن بقيمة مليار دولار أميركي».
وتابع جعجع في برقيته: «نحيي ما تمثلونه من اعتدال ومن صورة للإسلام الحق في وجه من يحاولون، بحسب قولكم، اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف، والكراهية، والإرهاب، وندعو لكم بالعمر المديد في قيادة المملكة العربية السعودية وتعزيز الدور الرائد الذي تضطلع به على الصعيدين العربي والدولي».
من ناحيته، رأى رئيس حزب الكتائب اللبنانية، الرئيس اللبناني الأسبق، أمين الجميل، أنه «لا يمكن إلا أن نوجه كلمة شكر وامتنان إلى خادم الحرمين الشريفين على المكرمة الأخيرة التي قدمها إلى لبنان بقيمة مليار دولار لدعم الجيش والقوى الأمنية بعد مكرمة سابقة بثلاثة مليارات دولار». وعد بعد زيارته الرئيس اللبناني ميشال سليمان، أن «إعلان الرئيس سعد الحريري عن هذه المكرمة شيء مهم جدا خصوصا في هذا الظرف»، لافتا إلى أن «هذه المبادرة لم تفاجئنا، فالملك عبد الله يساعد لبنان من دون أي مقابل لتجاوز كل المحن وهذه مناسبة جديدة لشكره لتضامنه معنا ومحبته للبنان ونحن نبادله المحبة والشكر».
وكان سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري، زار أمس رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، ونقل عنه وفق بيان للسفارة «تحياته وشكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على المواقف الأخوية التي يتخذها تجاه لبنان ورعايته ودعمه الدائم له، ولا سيما المكرمة السخية التي أمر بها للجيش والتي سيكون لها الأثر الإيجابي المباشر في تحصين الأمن والاستقرار وتعزيز الوحدة الوطنية في ظل هذه الظروف».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».