هولاند يدعو إلى وقف المجازر.. وبريطانيا تراجع تراخيص تصدير الأسلحة لإسرائيل

إدانات دولية واسعة للعدوان على غزة واستهداف مدارس الأونروا

هولاند يدعو إلى وقف المجازر.. وبريطانيا تراجع تراخيص تصدير الأسلحة لإسرائيل
TT

هولاند يدعو إلى وقف المجازر.. وبريطانيا تراجع تراخيص تصدير الأسلحة لإسرائيل

هولاند يدعو إلى وقف المجازر.. وبريطانيا تراجع تراخيص تصدير الأسلحة لإسرائيل

تصاعدت حدة الانتقادات الدولية ضد إسرائيل جراء العدوان على قطاع غزة الذي دخل أمس يومه الـ28. وكانت تصريحات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الأشد حين دعا إلى التحرك لوقف «المجازر» في غزة. وتزايدت تلك الانتقادات على خلفية استهداف إسرائيل المتكرر لمدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والتي لجأ إليها أكثر من ربع مليون فلسطيني هربا من الغارات الإسرائيلية. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ردا على قصف مدرسة أول من أمس في رفح إن الأمم المتحدة «محقة» في إدانتها، وأعلنت حكومته لاحقا عن قرارها مراجعة كل تراخيص تصدير الأسلحة لإسرائيل.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وصف قصف المدرسة «بالانتهاك الجديد الفاضح للقانون الإنساني الدولي» وتحدث عن «فضيحة من وجهة النظر الأخلاقية وعن عمل إجرامي».
بينما أدانت الولايات المتحدة ذلك «القصف المشين».
ودعا هولاند إلى «التحرك» لوقف «المجازر» في غزة، وذلك على هامش إحياء ذكرى الحرب العالمية الأولى في لييج. وقال: «عندما أرى ما يحصل لمسيحيي العراق والأقليات في سوريا والمجازر كل يوم، وما يحصل أيضا من مجازر في غزة، 26 يوما من النزاع، علينا أن نتحرك».
وجاءت تعليقات هولاند متزامنة مع بيان أصدره وزير خارجيته لوران فابيوس قال فيه إن على القوى العالمية فرض حل سياسي لوقف الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وأضاف فابيوس في البيان: «نحن بحاجة إلى حل سياسي تكون عناصره معروفة والذي أعتقد أنه يجب أن يفرضه المجتمع الدولي لأن الطرفين - بصرف النظر عن الجهود التي لا تحصى - أوضحا أنهما غير قادرين على استكمال المحادثات. وقف إطلاق النار وفرض حل الدولتين وأمن إسرائيل ولا يوجد خيار آخر».
من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني إن الأمم المتحدة «محقة» في إدانتها قصف المدرسة التابعة لوكالة (الأونروا) في قطاع غزة لكنه لم يقل ما إذا كان ذلك يشكل «انتهاكا للقانون الدولي».
وأوضح كاميرون بحذر كبير: «أعتقد أن الأمم المتحدة محقة في إدانة (ذلك القصف) لأن القانون الدولي واضح جدا بشأن عدم استهداف المدنيين والمدارس، إذا تبين أن ذلك صحيح».
ورغم تكرار صحافي «بي بي سي» السؤال، رفض كاميرون أن يستعمل عبارات قوية داعيا باستمرار إلى الاقتداء بالأمم المتحدة التي قال: إنها «أعربت بطريقة واضحة وصائبة» عن المسألة.
وردا على سؤال حول ما إذا كان القصف انتهاكا للقانون الدولي قال: «لست قانونيا متخصصا في القانون الدولي وأترك هذا النقاش للقانونيين المتخصصين».
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بأن الوضع في غزة أصبح «لا يحتمل» بالنسبة للمدنيين معربا عن خوفه من أن يؤدي إلى «ارتفاع مظاهر معاداة السامية» في بريطانيا.
وفي سياق متصل، قالت متحدثة باسم الحكومة البريطانية بأن بلادها تراجع كل تراخيص تصدير الأسلحة لإسرائيل بسبب الصراع المتصاعد بين الدولة العبرية وحماس في قطاع غزة.
وقالت متحدثة باسم كاميرون: «نراجع حاليا كل تراخيص التصدير إلى إسرائيل لنؤكد ما نعتقده بأنها ملائمة». وأضافت أن قرار إجراء المراجعة اتخذ الأسبوع الماضي.
ووفقا لتقرير أعدته لجنة برلمانية بريطانية الشهر الماضي فإن عقودا كبيرة وافقت عليها الحكومة لتصدير بضائع عسكرية أو ثنائية الاستخدام إلى إسرائيل قيمتها أكثر من 8.‏7 مليار جنيه إسترليني (12.‏13 مليار دولار). وتشمل هذه عقودا لتصدير دروع واقية للجسم ومكونات طائرات من دون طيار وأجزاء من صواريخ.
وقالت المتحدثة: «تغير الوضع الحالي بوضوح مقارنة بما كان عندما كانت تمنح بعض التصاريح ونحن نراجع التصاريح الحالية وفقا للوضع الحالي لكن لم تتخذ أي قرارات أخرى سوى إجراء المراجعة».
وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية أن مدريد «تدين بشدة» «الهجوم البالغ الخطورة» الذي تسبب بمقتل عشرة فلسطينيين بينهم طفل في مدرسة الأونروا في غزة، وتؤكد مجددا مطالبتها بوقف إطلاق نار «عاجل ودائم» في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقالت الوزارة في بيان «إن هذا الهجوم البالغ الخطورة هو الثالث الذي أصاب مركزا للأمم المتحدة في قطاع غزة لجأ إليه آلاف الفلسطينيين». وأضافت: «يتوجب على القوات المسلحة الإسرائيلية مضاعفة الجهود لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين الأبرياء».
وتابعت: «إن إسبانيا تجدد دعوتها العاجلة إلى احترام القانون الإنساني الدولي وبخاصة واجب تجنب التسبب بخسائر في صفوف المدنيين». كما تدعو أيضا إلى «احترام حرمة مقار الأمم المتحدة، المنظمة التي يتوجب شكرها لعملها الهائل من أجل حماية المدنيين الفلسطينيين».
وطالبت الحكومة الإسبانية مجددا بـ«بدء مفاوضات تتيح التوصل إلى وقف إطلاق نار عاجل ودائم». وخلصت الوزارة إلى القول بأن إسبانيا «تؤكد مرة أخرى دعمها لمبادرة الحكومة المصرية والأمين العام للأمم المتحدة في هذا المنحى».
بدورها، طالبت روسيا بـ«وقف إطلاق نار إنساني كخطوة أول نحو تهدئة دائمة» في قطاع غزة.
وشدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أيضا على «ضرورة التوصل إلى اتفاق (بين طرفي النزاع) لاستبعاد تكرار العمليات (العسكرية) التي يكون معظم ضحاياها من المدنيين الأبرياء».
وجاء ذلك في محادثة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان كما ورد في بيان في موسكو.
وفي تلك الأثناء، دافعت الحكومة الألمانية عن نفسها ضد اتهامها بأنها لا تبذل ما يكفي من المساعي من أجل وقف نزيف الدم في غزة. وقالت متحدثة باسم الخارجية الألمانية: «لا أرى أن الحكومة الألمانية التزمت الصمت في الأسابيع الأخيرة». وأكدت في الوقت ذاته أهمية
البدء في التفكير من الآن بشأن الوضع السياسي في غزة عقب انتهاء الحرب.
وقالت: إن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير «يرى أنه من الضروري من أجل تحقيق سلام دائم تحسين ظروف المعيشة لسكان غزة وأنه من الضروري إعادة فتح الحدود ولكنه شدد على أنه من غير الممكن ترك مسؤولية إدارة المعابر لحركة حماس». ودعا شتاينماير إلى إعادة وضع المعابر تحت رقابة دولية مع إشراك السلطة الفلسطينية في إدارتها.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.