واصلت عدة دول إجلاء رعاياها وطواقمها الدبلوماسية من ليبيا بسبب توتر الوضع الأمني، في حين خرج الآلاف في بنغازي في مظاهرة للمطالبة بفرض الأمن في المدينة. ودعت السلطات التونسية رعاياها في ليبيا للخروج من هناك على وجه السرعة، كما قررت إغلاق معبر رأس جدير على حدودها مع ليبيا، عقب تدافع آلاف نحو المعبر للدخول إلى تونس. واضطر حرس الحدود التونسي لإطلاق الرصاص في الهواء، واستخدام الغاز المدمع، لمنع محاولة مئات المصريين من دخول تونس بالقوة، قبل أن تقرر السلطات التونسية إغلاق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا بشكل مؤقت. كما دعت تونس الليبيين الذين دخلوا أراضيها إلى «الالتزام بعدم ممارسة أي أنشطة سياسية من شأنها أن تسيء للعلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين أو أن تخل بالنظام العام».
وفي الأثناء، أعلن السفير البريطاني لدى ليبيا أنه قرر «بأسف» مغادرة السفارة في طرابلس، بسبب المواجهات المستمرة في العاصمة، وانعدام الأمن. وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية، وكتب آرون على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «قررنا بأسف مغادرة ليبيا وتعليق أنشطة السفارة مؤقتا»، وأضاف: «سنعود ما إن تسمح الظروف الأمنية» بذلك، مضيفا أن «المعارك بلغت المنطقة التي نقيم فيها في السراج، ومن الخطر أن يحاصرنا تبادل إطلاق نار كبير جدا. إنه أمر محزن جدا».
وأمس الاثنين، وصلت السفينة «إنتربرايز» التابعة للبحرية البريطانية إلى مالطا، وعلى متنها نحو 110 أشخاص، أغلبهم بريطانيون جرى إجلاؤهم من ليبيا حيث احتدم القتال بين الفصائل المسلحة المتناحرة وامتد للعاصمة.
وقال السفير البريطاني لدى ليبيا مايكل أرون، في رسالة على موقع «تويتر» على الإنترنت، إن المجموعة تضم 30 طفلا و12 رضيعا وأربع نساء حوامل، وشخصا مسنا ومريضا. وأجليت المجموعة مع استمرار تدهور الوضع الأمني في ليبيا.
وتضم المجموعة كذلك عددا صغيرا من الآيرلنديين والألمان.
وقال روب لوك المفوض السامي البريطاني في مالطا الذي كان في الميناء يشرف على العملية: «قاموا برحلة طويلة. وتركوا خلفهم ظروفا مروعة في ليبيا».
وأضاف: «أولويتنا الأولى الآن هي تقديم الرعاية والدعم لهم لدى وصولهم إلى هنا. وضمان أن يعاملوا بأقصى رعاية ممكنة، وأن يتلقى المعرضون للخطر منهم ما يحتاجون إليه منا، وأن يتلقوا المساعدة في بقية رحلتهم إلى بريطانيا».
وتتقاتل الفصائل منذ نحو ثلاثة أسابيع للسيطرة على مطار طرابلس في أسوأ اندلاع للعنف منذ الحرب الأهلية عام 2011، التي أطاحت بمعمر القذافي، مما يزيد المخاوف الدولية بأن تصبح ليبيا دولة فاشلة. وبعد مرور ثلاث سنوات على اندلاع الحرب تعجز الحكومة المركزية والجيش ذوا الإمكانات المحدودة عن السيطرة على الكتائب المسلحة. وتهاجم الكتائب الإسلامية المتحالفة مع ألوية في مدينة مصراتة الغربية الساحلية المطار بالصواريخ ونيران المدفعية لإخراج منافسيهم من مدينة الزنتان الجبلية، حيث سيطروا على المطار منذ سقوط نظام القذافي في مدينة طرابلس عام 2011. وحارب مقاتلو مصراته والزنتان جنبا إلى جنب في الماضي للإطاحة بالقذافي ولكن بعد ثلاث سنوات ما زالوا يرفضون تسليم سلاحهم إلى الدولة، وخاضوا نزاعات مسلحة مع الكتائب الأخرى من أجل السيطرة على ليبيا. وفي وقت متأخر، أول من أمس، قالت بريطانيا، وهي من أواخر الدول الغربية التي تبقي على سفارتها مفتوحة، إنها تجلي بعثتها الدبلوماسية إلى تونس وستغلق السفارة.
وأخلت معظم الحكومات الغربية سفاراتها بعد اندلاع الاشتباكات في طرابلس وفي مدينة بنغازي في شرق البلاد، قبل أكثر من أسبوعين.
من جهة أخرى، أفادت تقارير كورية جنوبية بأن الحكومة تدرس إغلاق سفارتها لدى ليبيا مع اكتمال إجلاء الكوريين المقيمين فيها. ونقلت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية عن مصادر حكومية القول إن «الحكومة تخطط لخفض عدد عمال سفارتها لدى ليبيا تدرجيا تماشيا مع إجراءات انسحاب الكوريين المقيمين هناك، كما ستنظر في نهاية المطاف في إغلاق السفارة مع اكتمال عملية سحب الكوريين».
وأشارت إلى أن قرار سحب البعثة الدبلوماسية من ليبيا (التي جرى تصنيفها ضمن الدول المحظور السفر إليها) يأتي نظرا لما تشهده ليبيا من اشتباكات عنيفة بين جماعات مسلحة إسلامية «في حالة حرب أهلية حقيقية».
وقد وضعت حكومة سيول ليبيا على قائمة الدول المحظور السفر إليها نهاية الشهر الماضي، وبموجب القرار تجري حاليا عملية إعادة نحو 510 من الكوريين الجنوبيين المقيمين في ليبيا.
وتمكن نحو 70 من الكوريين في ليبيا من الذهاب إلى مالطا وتونس حتى الآن. وتخطط الحكومة لإجلاء عدد أكبر من مواطنيها خلال الأسبوع الحالي. وصل 110 بريطانيين وأوروبيين، من بينهم نساء حوامل وأطفال، إلى مالطا، أمس، بعد إجلائهم من ليبيا عن طريق البحرية البريطانية هربا من الوضع الأمني المتدهور، كما أعلن مسؤولون بريطانيون.
وقال المسؤولون إن غالبية هؤلاء من البريطانيين، ومن بينهم أيضا آيرلنديون وألمان، وقد وصلوا إلى العاصمة فاليتا على متن السفينة «إتش إم إس إنتربرايز»، في رحلة نظمتها الحكومة البريطانية.
إلى ذلك، تشمل المجموعة أربع نساء حوامل و30 طفلا و12 رضيعا وعجوزا واحدا. وقد استقبلهم على الميناء أقاربهم والمفوض البريطاني إلى مالطا روبرت لوك. وقال لوك إن الأمر «لا يتعلق بعملية إجلاء بل بمغادرة بمساعدتنا» للمواطنين البريطانيين.
ولم تأمر بريطانيا بإجلاء جميع مواطنيها من ليبيا رغم تعليق عمل سفارتها في طرابلس. والسفينة البريطانية هي الثانية التي تنقل أجانب من ليبيا إلى مالطا هربا من الفوضى الأمنية. وقد وصل إلى فاليتا السبت سفينة تنقل على متنها 250 موظفا من شركة «هيونداي» الكورية، غالبيتهم من الهنود والفلبينيين.
آلاف الأجانب يفرون من «حرب الميليشيات المسلحة» في ليبيا
وصول 110 من البريطانيين والأوروبيين بينهم حوامل وأطفال إلى مالطا.. وكوريا الجنوبية تدرس إغلاق سفارتها
آلاف الأجانب يفرون من «حرب الميليشيات المسلحة» في ليبيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة