العنف يتواصل في جامعة الأزهر لتأجيل الامتحانات.. ورئيسها لـ«الشرق الأوسط»: لن تؤجل

العنف يتواصل في جامعة الأزهر لتأجيل الامتحانات.. ورئيسها لـ«الشرق الأوسط»: لن تؤجل
TT

العنف يتواصل في جامعة الأزهر لتأجيل الامتحانات.. ورئيسها لـ«الشرق الأوسط»: لن تؤجل

العنف يتواصل في جامعة الأزهر لتأجيل الامتحانات.. ورئيسها لـ«الشرق الأوسط»: لن تؤجل

قالت مصادر مسؤولة في جامعة الأزهر اليوم (الأحد)، إنه "تم القبض على 129 من مثيري الشغب من طلاب جماعة الإخوان المسلمين في أحداث اليوم وأمس"، لافتة إلى أن جامعة الأزهر عقدت لجنة للطلاب المحبوسين في مستشفي باب الشعرية التابعة لها".
وأوضحت المصادر المسؤولة أن "هناك ما يقرب من ألف طالب من المحبوسين سواء المعتقلين سياسيا على ذمة قضايا أو المحبوسين ولم تثبت إدانتهم منذ فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة" في أغسطس (آب) الماضي، وقررت الجامعة إجراء الامتحانات لهم بالتنسيق مع أجهزة الأمن في مكان تابع لجامعة الأزهر بمدينة نصر (شرق القاهرة)". لكن المصادر لم تحدد المكان الذي ستجري فيه امتحانات الطلاب المسجونين، قائلة إن "الجامعة كانت تنوي عقد الامتحانات داخل الحرم الجامعي بمدينة نصر، لكن أحداث العنف التي تشهدها الجامعة، جعلتها تتراجع وتقرر عقدها في أحد المراكز الهندسية أو الورش التابعة للجامعة بالقرب من مقر الجامعة.. وأن جميع أوراق الأسئلة والمراقبين مستعدون في انتظار تحديد المكان".
وشهدت الجامعات المصرية اليوم، مظاهرات نظمها طلاب جماعة الإخوان، للمطالبة بوقف امتحانات الفصل الدراسي الأول، وعودة شرعية الرئيس السابق محمد مرسي، والإفراج عن الطلاب المقبوض عليهم في الأحداث التي شهدتها البلاد أخيرا.
وأسفرت تحركات طلاب الإخوان داخل عدد من الجامعات عن وقوع اشتباكات عنيفة بـ"المولوتوف والشماريخ وقنابل الغاز في جامعة الأزهر، وحرق أجزاء من مبني كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وقطع الطريق وحرق سيارة شرطة في أسيوط، وإصابة العشرات في جامعة المنصورة"، فيما قال مسؤول أمني لـ«الشرق الأوسط»، إن "قوات الشرطة دفعت بمزيد من رجالها لتفادي أعمال شغب وحرق لبعض الكليات"، مشيرا إلى أنه وضعت خطة أمنية محكمة، من أجل أن تسير الامتحانات في هدوء وتأمين الطلاب"، لافتا إلى وضع إجراءات أمنية شديدة على أبواب الجامعات وتفتيش الطلاب والطالبات ذاتيا، لتأمينهم من تسلل بعض عناصر الإخوان، ولمنع دخول أي أدوات تستخدم في تعطيل الامتحانات، كزجاجات المولوتوف والأسلحة البيضاء.
وأما جامعة القاهرة وأسيوط والمنصورة بدلتا مصر، فقد شهدت مظاهرات لطلاب الإخوان، جرت خلالها مناوشات بينهم وبين معارضيهم.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.