أكبر سدود العراق في مرمى المسلحين

تحكم المسلحين فيه يهدد الموصل وحتى بغداد

أكبر سدود العراق في مرمى المسلحين
TT

أكبر سدود العراق في مرمى المسلحين

أكبر سدود العراق في مرمى المسلحين

رغم وجود أكثر من مائة سد وناظم في العراق فإن أهم سدين يتعرضان إلى مخاطر حقيقية بسبب السيطرة عليهما أو احتمال السيطرة من قبل الجماعات المسلحة، وهما سدا الموصل وحديثة.
ويعد سد الموصل، الذي أنشئ عام 1983 وكان يطلق عليه «سد صدام»، أكبر السدود في العراق ورابع أكبر سد في الشرق الأوسط. ويبعد السد عن مدينة الموصل نحو 50 كيلومترا على مجرى نهر دجلة، ويبلغ طوله نحو ثلاثة كيلومترات وارتفاعه 131 مترا. ولأنه بني على تربة ذات طبيعة غير قادرة على التحمل فقد أصبح خلال السنوات الأخيرة مثار جدل بين الخبراء والسياسيين بشأن إمكانية تعرضه للانهيار. وبينما طالب الكثيرون بوضع معالجات حقيقية للسد، فإن خبراء وزارة الموارد المائية يؤكدون أن عمليات التحشية من خلال حقن خرسانات السد بشكل دوري تضمن عدم انهياره.
ولم يكن أحد يتصور أن السد يمكن أن يصبح في يوم ما تحت رحمة جماعات مسلحة من شأنها التحكم فيه، ولكن منذ احتلال الموصل من قبل تنظيم داعش في العاشر من يونيو (حزيران) الماضي أضيفت مخاوف حقيقية فيما لو اقتربت التنظيمات المسلحة من هذا السد. وبينما كان ينظر لهذا السد على أنه ثروة زراعية وحيوانية وكهربائية وسياحية كبيرة، فقد تحول الآن إلى مصدر للخوف والقلق من سكان أهالي الموصل وأجزاء واسعة من العراق بما فيها العاصمة بغداد.
وفي سياق المخاطر المحتملة، يقول حسن الجنابي، ممثل العراق الدائم السابق في منظمة الأغذية والزراعة الدولية (فاو)، إن «لسد الموصل مخاطر حقيقية، وذلك بسبب كمية المياه الضخمة التي يخزنها، إذ إنه في حال انهياره فإنه يمكن أن يتسبب في غرق مدينة الموصل في غضون 3 ساعات، وقد يصل مستوى ارتفاع المياه إلى 20 مترا». ويضيف «كما أن الفيضان يمكن أن يصل إلى العاصمة بغداد في غضون يومين».
وأوضح الجنابي أن «هذه المخاطر تأتي في احتمالين، الأول هو فتح السد من قبل المسلحين لأي سبب كان، والثاني هو عرقلة عملية التحشية الدائمة للسد من خطر الانهيار»، مشيرا إلى أنه «لو بقيت منطقة السد غير مؤمنة ولا يمكن الوصول إليها من قبل الفنيين والخبراء فإن هذا يعني أن عمليات التحشية لن تحصل، وبالتالي فإن ضغط المياه قد يتسبب في انهياره فعلا».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.