في الوقت الذي لا تزال فيه الآراء متضاربة بشأن نحو ألفين من طلاب كلية القوة الجوية المختطفين في قاعدة «سبايكر» قرب تكريت في محافظة صلاح الدين، فإن العشرات من ذويهم تظاهروا أمس في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار جنوب العراق أمام مبنى المحافظة بهدف معرفة مصير أبنائهم الذين فقدوا منذ نحو شهرين، بعد سيطرة تنظيم داعش على محافظة صلاح الدين.
وبينما نشر تنظيم داعش شريط فيديو جرى تداوله على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر عملية إعدام جماعي لمئات من هؤلاء الجنود، أكد عضو البرلمان العراقي عن كتلة الأحرار الصدرية، حاكم الزاملي، أن «أعدادا كبيرة منهم وطبقا لمعلومات مؤكدة أودعوا من قبل المسلحين لدى عشائر هناك».
وخلال المظاهرة اتهم عدد من المتظاهرين بعض شيوخ عشائر صلاح الدين باحتجاز وتصفية أبنائهم. وقال عبد الله شمخي، أحد ذوي المفقودين، خلال المظاهرة إن «أكثر من 2000 مفقود من أبناء المحافظة من بينهم ابن عمي ضاعت أخبارهم، ولم نلمس أي تحرك جدي من الحكومة المركزية أو الحكومة المحلية لمعرفة ما حصل لهم، وهل هم على قيد الحياة أم هم أسرى»، لافتا إلى أن «المعلومات المتوافرة تفيد بأن عددا من المفقودين هم محتجزون عند عشائر الجبور والبوعجيل».
في السياق نفسه، أكد والد أحد الجنود المخطوفين أن «الطلبة فقدوا أثناء تدريبهم في قاعدة سبايكر، وهم غير مسلحين ولم يكونوا في مهمة قتالية»، مهددا في الوقت نفسه بمهاجمة «سجن الناصرية المركزي وتصفية الإرهابيين المحتجزين فيه ما لم يتم الإفراج عن الأسرى والمفقودين من قبل عشائر صلاح الدين والمجاميع المسلحة».
بدوره، أكد معاون محافظ ذي قار في تصريح أن «الحكومة المحلية في ذي قار ستتخذ إجراءات عدة لمعرفة مصير المفقودين، من بينها تشكيل غرفة عمليات لمتابعة آخر التطورات في ملف المفقودين، وإرسال وفد من المحافظة إلى الحكومة المركزية لغرض التوصل إلى معالجات سريعة لقضية المفقودين بالتنسيق مع عشائر ووجهاء صلاح الدين». وأضاف «كما سنطالب الحكومة المركزية باستمرار صرف رواتب المفقودين لذوي الضحايا ولحين معرفة مصيرهم»، مبينا أن «إدارة المحافظة وجهت الوحدات الإدارية التابعة لها بحصر أعداد المفقودين وجمع البيانات الرسمية عنهم لغرض متابعتها مع الحكومة المركزية».
من جهته، أكد النائب حاكم الزاملي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك معلومات تفيد بوجود المئات من المفقودين لدى إحدى العشائر في أطراف تكريت»، مشيرا إلى أن «هناك اتصالات بهذا الصدد مع شيوخ عشائر ومسؤولين من أجل تأمين سلامتهم حتى لا تترتب على ذلك عواقب وخيمة». وأوضح الزاملي أن «هؤلاء الطلبة المختطفين من قاعدة سبايكر كانوا يتدربون في دورة للعمل ضمن القوة الجوية، وهم موجودون في إحدى القرى بمحافظة صلاح الدين لدى الجماعات الإرهابية». واتهم الزاملي إحدى «عشائر محافظة صلاح الدين بالتورط في اختطاف هؤلاء الطلبة من خلال إيهامهم بأنها ستنقلهم إلى مناطقهم بأمان، لكنها أسهمت في إعدام عدد منهم واحتجاز الباقين»، مطالبا إياها «بإطلاق سراح بقية الطلبة فورا»، ومهددا برد «قاس على العشيرة المتورطة في حال التعرض لبقية الطلبة المختطفين».
وبينما لم يفصح الزاملي عن اسم العشيرة، فإن الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا ذكر في مؤتمر صحافي عقده في بغداد أمس اسم عشيرتين من عشائر صلاح الدين بأنهما متحالفتان مع داعش، وهما كل من عشيرة الخزرج والبوجواري.
أهالي ألفي متدرب اختفوا من قاعدة جوية قرب تكريت يطالبون بكشف مصيرهم
الحكومة تتهم عشيرتين بالتواطؤ مع «داعش» في احتجازهم
أهالي ألفي متدرب اختفوا من قاعدة جوية قرب تكريت يطالبون بكشف مصيرهم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة