«حوار استراتيجي» بين القاهرة وبكين تناول الخطط الاستثمارية المستقبلية

وزير الخارجية الصيني يدعو مصر لتجاوز «الحدود الثابتة»

جلسة «حوار  استراتيجي» بين وزيري خارجية مصر والصين ووفدي البلدين في مقر وزارة الخارجية المصرية بالقاهرة أمس (أ.ف.ب)
جلسة «حوار استراتيجي» بين وزيري خارجية مصر والصين ووفدي البلدين في مقر وزارة الخارجية المصرية بالقاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT

«حوار استراتيجي» بين القاهرة وبكين تناول الخطط الاستثمارية المستقبلية

جلسة «حوار  استراتيجي» بين وزيري خارجية مصر والصين ووفدي البلدين في مقر وزارة الخارجية المصرية بالقاهرة أمس (أ.ف.ب)
جلسة «حوار استراتيجي» بين وزيري خارجية مصر والصين ووفدي البلدين في مقر وزارة الخارجية المصرية بالقاهرة أمس (أ.ف.ب)

شهدت العاصمة المصرية، أمس، جلسة حوار استراتيجي بين وزيري خارجية مصر والصين، طرح خلاله الجانب المصري اهتمامه بدعم العلاقات الثنائية، وإحاطة الجانب الصيني بالخطط المستقبلية الاستثمارية في مصر.
وأشاد وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الصيني وانغ إي تشي، أمس، بالموقف الصيني الداعم لإرادة الشعب المصري في رسم مستقبله ودعم «خارطة المستقبل»، التي أعلنت في الثالث من يوليو (تموز) العام الماضي، وما أدت إليه من إنجاز، مؤكدا موقف مصر الثابت والمبدئي من انتهاج سياسة الصين، والرفض التام لسياسة التدخل في الشؤون الداخلية.. «وهو مبدأ لا بد من احترامه من جانب جميع الدول».
وأضاف شكري أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استقبل الوزير الصيني، حيث جرى تناول عدد من القضايا الثنائية، وتناول عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، مشيرا إلى حرص الجانبين المصري والصيني على تعزيز علاقات التعاون.
وأوضح أن تشي نقل رسالة شفهية من الرئيس الصيني إلى الرئيس السيسي، ووجه الدعوة للسيسي لزيارة الصين في أقرب فرصة ممكنة.
وقال شكري إن الجانبين عقدا جلسة الحوار الاستراتيجي، مساء أمس، وإن الجانب الصيني اهتم بالخطط المستقبلية الاستثمارية في مصر، وخاصة في مجال توليد الطاقة وتطوير قطاع النقل والمساهمة في البنية التحتية، حيث أكد الجانبان على مواصلة المشاورات لتفعيل التعاون بينهما، من خلال الزيارات المتبادلة على المستوى الوزاري، وأولها زيارة وزير الكهرباء المصري خلال الأسابيع المقبلة إلى الصين.
وطالب الوزير الصيني البلدين بالالتزام بالتوجه الاستراتيجي، وعدّهما شريكين استراتيجيين، بحيث تتجاوز العلاقات الحدود الثابتة، والعمل على رفع مستوى التعاون والتوجه نحو التواصل بما يحقق الازدهار.
وأضاف أن «التوجهات الثلاثة بين الجانبين تصب في كثير من المجالات، وهي السياسة والاقتصاد ومكافحة الإرهاب والثقافة والشؤون الدولية والإقليمية والتجارة»، مشيدا بموقع مصر الجغرافي ودورها المهم في الشراكة مع العرب وأفريقيا.
ونوه شكري بأن المشاورات كانت فرصة طيبة للاطلاع على رؤية الصين إزاء تطورات الوضع في آسيا وجنوب شرقي آسيا والباسفيك، والتطرق إلى «أهمية التعاون في مواجهة ظاهرة الإرهاب التي نعاني منها ولأنها تؤثر سلبا على الشعوب، وأيضا على التنمية».
كما أكد الوزير الصيني أنه تبادل وجهات النظر مع شكري حول القضايا الإقليمية والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، معربا عن تقديره للجهود الإيجابية التي يبذلها الجانب المصري.
وشدد على دعم الصين للدور المصري الحيوي للتوسط لوقف إطلاق النار، مؤكدا أن الاستخدام المفرط للقوة يعد أمرا غير مقبول، وأن بلاده تشعر بأسف شديد إزاء انهيار الهدنة بين الجانبين.
وأعلن تشي دعم بلاده لمبادرة التهدئة التي طرحتها مصر، معربا عن دعم بلاده أيضا لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته والتمسك بالمفاوضات كخيار استراتيجي وسرعة استئناف المفاوضات، مطالبا المجتمع الدولي بالتعاون لوقف الصراع.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».