اليمن يقر إجراءات لتخفيف أعباء رفع دعم الوقود بعد الاحتجاجات

وزير الداخلية يعود إلى عمله بعد رفض استقالته

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي
TT

اليمن يقر إجراءات لتخفيف أعباء رفع دعم الوقود بعد الاحتجاجات

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي

أقر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، حزمة قرارات لمواجهة الأعباء الاقتصادية على اليمنيين، نتيجة رفع الدعم عن المشتقات النفطية، وتتضمن إصلاحات اقتصادية ومالية وتقشفية، بعد أيام من موجة سخط ومظاهرات للشارع اليمني رفضا لرفع أسعار الوقود.
وقال هادي، في اجتماع حكومي مصغر ضم رئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة «إن الإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها الحكومة تمت بإجماع كل القوى السياسية المشاركة في الحكومة، وفرضتها الضرورة القصوى التي تقتضي إنقاذ الاقتصاد الوطني من الانهيار ومنع أي استنزاف للاحتياطي من النقد الأجنبي».
ودعا هادي مواطنيه إلى «عدم الانجرار وراء من فقدوا مصالحهم من خلال فسادهم العابث، وتهريبهم للمشتقات النفطية». وكان مئات اليمنيين تظاهروا في العاصمة صنعاء، الأربعاء الماضي، احتجاجا على رفع أسعار الوقود، الذي انعكس على أسعار وسائل المواصلات العامة وبعض السلع.
وذكرت وكالة الأنباء الحكومية أن الرئيس هادي أصدر 12 توجيها إلى الحكومة، بهدف التخفيف عن كاهل المواطن وتحقيق المزيد من الإصلاحات الاقتصادية والمالية والدفع بعجلة التنمية، تتضمن رفع تنفيذ العلاوات في رواتب الموظفين لعامي 2012 و2013، وكذا التسويات والترقيات القانونية المرصودة في موازنة عام 2014 لجميع موظفي وحدات الخدمة العامة (مدنيين وعسكريين) اعتبارا من أغسطس (آب) 2014، واعتماد تكلفة 250 ألف حالة ضمان اجتماعي جديدة، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة للبدء بإجراء المسح الميداني لعدد 250 ألف حالة جديدة أخرى، واستكمال نظام البصمة والصورة البيولوجية والبطاقة الوظيفية لتشمل منتسبي القوات المسلحة والأمن، وعلى ألا يتجاوز تنفيذ ذلك نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2014.
وفي مجال الثروة النفطية، وجه هادي وزارة النفط والمعادن بزيادة الإنتاج في الحقول البترولية، وتطوير عملها. وتتضمن التوجيهات تطوير ودعم قطاعي الزراعة والأسماك، وتوفير وحدات ري تعمل بالطاقة الشمسية، إضافة إلى دعم الصيادين، إضافة إلى اتخاذ إجراءات لمكافحة التهريب الجمركي، ورفع كفاءة التحصيل للضريبة العامة على المبيعات وزيادة معدلات الامتثال الضريبي لتصل إلى 75 في المائة من عدد المكلفين بنهاية عام 2014.
في سياق آخر، وتأكيدا لما نشرته «الشرق الأوسط»، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية عودة وزيرها اللواء عبده حسين الترب لمزاولة مهامه مع بداية الدوام الرسمي أمس الأحد، بعد أن رفض الرئيس عبد ربه منصور هادي استقالته التي قدمها في 17 يوليو (تموز) الماضي. وذكرت الوزارة في بيان صحافي نشره موقعها الإلكتروني، أن اللواء الترب عاد أول من أمس السبت إلى العاصمة صنعاء، بعد زيارة خاصة إلى المملكة العربية السعودية أدى خلالها مناسك العمرة.
ورفض الرئيس هادي استقالة الوزير اللواء الترب، التي قدمها على خلفية الأحداث التي شهدتها صنعاء، ومحافظة عمران شمال البلاد، التي سيطرت عليها جماعة الحوثيين أخيرا. وأشارت الوزارة إلى أن هادي طلب من الترب العودة لممارسة مهامه الأمنية، بدءا من الأحد، موضحة أن عودة الوزير لعمله تأتي من حرصه على القيام بالواجبات المناطة به في حفظ الأمن والاستقرار والارتقاء بالأداء الأمني. وعين الترب وزيرا للداخلية في 7 مارس (آذار) الماضي. وبحسب مراقبين فقد شهدت الأوضاع الأمنية في عهده تحسنا ملحوظا، وانحسار معدل الجريمة عما كان في السابق، إضافة إلى تطور إمكانات الأجهزة الأمنية، وتحسين أوضاع منتسبيها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.