ولد عبد العزيز يؤدي اليمين الدستورية رئيسا لموريتانيا لولاية ثانية

المعارضة تحتج على تنصيبه وتعده فاقدا للشرعية

الرئيس محمد ولد عبد العزيز خلال قيامه بحملته الانتخابية (أ. ف. ب)
الرئيس محمد ولد عبد العزيز خلال قيامه بحملته الانتخابية (أ. ف. ب)
TT

ولد عبد العزيز يؤدي اليمين الدستورية رئيسا لموريتانيا لولاية ثانية

الرئيس محمد ولد عبد العزيز خلال قيامه بحملته الانتخابية (أ. ف. ب)
الرئيس محمد ولد عبد العزيز خلال قيامه بحملته الانتخابية (أ. ف. ب)

أدى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، مساء أمس، اليمين الدستورية رئيسا للبلاد في ولاية ثانية، خلال حفل حضره خمسة رؤساء أفارقة، وأكثر من أربعين وفدا عربيا وأجنبيا، وقاطعته المعارضة الموريتانية الرافضة لنتائج الانتخابات الرئاسية، والتي تصف ولد عبد العزيز بأنه «فاقد للشرعية».
وبعيد أدائه اليمين الدستورية أمام أعضاء المجلس الدستوري، ألقى الرئيس الموريتاني خطابا ركز فيه على ما عده «إنجازات تحققت خلال ولايته الماضية». وبالتزامن مع أداء ولد عبد العزيز لليمين الدستورية، نظمت المعارضة اعتصاما أمام مقر حزب تكتل القوى الديمقراطية المعارض، شاركت فيه أغلب قياداتها السياسية والنقابية، أكدت خلاله رفضها لتنصيب ولد عبد العزيز رئيسا للبلاد، بناء على نتائج انتخابات وصفتها بالأحادية، وقالت إن «ولد عبد العزيز فاقد للشرعية مهما نظم من حفلات ومهما دعا من وفود دولية».
وهذه هي المرة الثانية التي تقاطع فيها المعارضة تنصيب ولد عبد العزيز، إذ سبق للجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية وحزب التكتل أن قاطعا حفل تنصيب ولد عبد العزيز عام 2009، واتهماه آنذاك بتزوير الانتخابات الرئاسية من أجل إعطاء شرعية لانقلابه على الرئيس المدني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله.
وكان الأمن الموريتاني قد أوقف فجر أمس عددا من الناشطين الشباب في صفوف المعارضة، بعد أن اشتبه في قيامهم بكتابة شعارات رافضة لتنصيب ولد عبد العزيز رئيسا للبلاد، على جدران بعض المؤسسات العمومية، وأسوار المركب الأولمبي حيث ينظم الحفل. ورافقت حفل التنصيب إجراءات أمنية مشددة سخرت فيها السلطات أكثر من عشرة آلاف عنصر أمن من مختلف الوحدات، بهدف تأمين المركب الأولمبي الذي يحتضن حفل التنصيب، وتأمين مقرات إقامة أكثر من 45 وفدا من مختلف الدول العربية والأفريقية وبعض الدول الآسيوية والأوروبية.
وشارك في حفل تنصيب ولد عبد العزيز، الذي يشغل أيضا منصب الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي، الرئيس المالي إبراهيما بوبكر كيتا، والرئيس السنغالي ماكي صال، والرئيس التشادي إدريس ديبي، بالإضافة إلى الرئيس الغامبي يحيى جامي، ورئيس غينيا بيساو خوسي ماريو فاز؛ وكذا نائب رئيس جنوب أفريقيا ممثلا عن جاكوب زوما.
وتمثل الحضور العربي في محمد بن فيصل أبو ساق وزير الدولة عضو مجلس الشورى السعودي، ورشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب المغربي، وبكري حسن صالح نائب رئيس الجمهورية السودانية، وجاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات القطري، ومحمد ضيف الله شرار مستشار أمير دولة الكويت، وسهيل محمد فرج فارس وزير الطاقة الإماراتي، وفيصل قويعة كاتب الدولة التونسي للشؤون الخارجية، وعادل البلتاجي وزير الزراعة المصري، وعبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة الجزائري.
كما كان من بين المشاركين في حفل تنصيب الرئيس الموريتاني كل من رئيس وزراء النيجر، والوزير المنتدب لدى وزير خارجية نيجيريا، ونائب رئيس البرلمان الغابوني، ووزير الصحة الصيني، ومبعوث خاص من الحكومة اليابانية. ويعد ولد عبد العزيز ثامن رئيس في تاريخ الجمهورية الإسلامية التي نالت استقلالها عن فرنسا عام 1960، وسادس عسكري يحكم البلاد بعد انقلاب عسكري، وهو ثاني عسكري يلجأ إلى الانتخابات لتشريع سلطته، بعد الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.