أسر الإسرائيليين في الداخل والخارج بدأ منذ أكثر من 50 عاما

بين 15 و30 محاولة اختطاف تسجل كل عام

الجندي جلعاد شاليط الذي اختطف عام 1996 وأفرج عنه في صفقة تبادل كبيرة (يمين) و الجندي هدار غودين الذي اختطف أمس من لواء جفعاتي  (وسط)  و شاؤول آرون جندي في جولاني أسرته حماس بتاريخ 20 من الشهر الماضي
الجندي جلعاد شاليط الذي اختطف عام 1996 وأفرج عنه في صفقة تبادل كبيرة (يمين) و الجندي هدار غودين الذي اختطف أمس من لواء جفعاتي (وسط) و شاؤول آرون جندي في جولاني أسرته حماس بتاريخ 20 من الشهر الماضي
TT

أسر الإسرائيليين في الداخل والخارج بدأ منذ أكثر من 50 عاما

الجندي جلعاد شاليط الذي اختطف عام 1996 وأفرج عنه في صفقة تبادل كبيرة (يمين) و الجندي هدار غودين الذي اختطف أمس من لواء جفعاتي  (وسط)  و شاؤول آرون جندي في جولاني أسرته حماس بتاريخ 20 من الشهر الماضي
الجندي جلعاد شاليط الذي اختطف عام 1996 وأفرج عنه في صفقة تبادل كبيرة (يمين) و الجندي هدار غودين الذي اختطف أمس من لواء جفعاتي (وسط) و شاؤول آرون جندي في جولاني أسرته حماس بتاريخ 20 من الشهر الماضي

يظهر تاريخ محاولات أسر جنود ومستوطنين إسرائيليين أن جميع العمليات التي جرت في الضفة الغربية انتهت إلى مقتل المخطوفين، وأحيانا الخاطفين، ونجحت عملية واحدة في قطاع غزة، في حين أن مصير جنديين أصبحا في يد حماس داخل القطاع لا يزال مجهولا.
ولم تبدأ عمليات أسر الجنود الإسرائيليين داخل الأراضي الفلسطينية وحسب، بل سجلت للفلسطينيين عدة محاولات «ناجحة» خارج الأراضي الفلسطينية إبان سنوات الستينات والسبعينات والثمانينات. لم تتوقف محاولات أسر جنود أو مستوطنين إسرائيليين من قبل مقاتلين فلسطينيين خلال العقود القليلة الماضية، لكنها تظل محدودة جدا، نظرا لصعوبة تنفيذها على الأغلب.
وحتى أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط من غزة كانت كل العمليات التي نفذت داخل الأراضي الفلسطينية انتهت إلى فشل، قبل أن تنجح صفقة شاليط.
وخلال الحرب الحالية على غزة، نجح الفلسطينيون مرة ثانية في اختطاف جنود خلال اشتباكات مباشرة، رغم الاحتياطات الإسرائيلية الشديدة، أمس، عندما اختطفت القسام التابعة لحماس الضابط الذي ما زال على قيد الحياة، كما يبدو. وتقول إحصائيات إسرائيلية إن بين 15 و30 محاولة اختطاف تسجل كل عام.
خلال الحرب الحالية على غزة، وتحديدا فجر يوم الأحد الـ20 من يوليو (تموز) الماضي نجحت حماس باختطاف جندي في وحدة غولاني شاؤول آرون، في اشتباك انتهى بمقتل 14 جنديا إسرائيليا في شرق حي التفاح شرق غزة.
وأعلنت القسام عن اختطاف الجندي، واعترف الجيش الإسرائيلي بعد يومين، وما زال لم يعرف إذا ما كان حيا أو ميتا، لكن الجيش عده، الأسبوع الماضي، ميتا، ومكان دفنه غير معروف.
وأمس فقط، أي في الأول من أغسطس (آب)، نجحت «القسام» التابعة لحماس، في أسر الجندي هدار غولدين، من لواء غفعاتي في اشتباكات في رفح، جنوب القطاع.
وفي 14 يونيو (حزيران) 2014، جرى اختطاف ثلاثة مستوطنين في منطقة الخليل في الضفة الغربية المحتلة، واتهمت إسرائيل حماس بخطفهم، ونفت حماس، وبعد نحو 20 يوما وجدت جثثهم في منطقة حلحول القريبة من الخليل.

* أشهر محاولات الاختطاف منذ عام 1987
* سجلت أول عملية في 17 فبراير (شباط) عام 1989، عندما أسر مقاتلون في حماس الرقيب آفي سبورتاس، داخل الخط الأخضر، لكن خاطفيه لم يستطيعوا الاحتفاظ بجثته، وقتلوه، ثم دفنوه، وبعد ثلاثة أشهر وجدت إسرائيل جثته.
بعد شهرين فقط، في الثالث من مايو (أيار) من العام نفسه، أسر الفلسطينيون الجندي إيلان سعدون، وتحت الضغط قتله خاطفوه بسرعة، قبل أن تعثر إسرائيل على جثته بعد وقت طويل. وبتاريخ 18 سبتمبر (أيلول) 1992 أسرت «القسام»، الجندي آلون كرفاتي من وسط قطاع غزة، وقتلته فورا.
بعد ثلاثة شهور في منتصف ديسمبر (كانون الأول) 1992، اختُطف الرقيب أول نسيم طوليدانو من داخل الخط الأخضر، واحتفظت به حماس حيا ليومين فقط، طالبت فيهما بالإفراج عن مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين، ورفضت إسرائيل ذلك، ولم تستطع المجموعة الانتظار طويلا، فقتلت الجندي تحت الضغوط، على طريق القدس - أريحا.
وتسبب هذه العملية بإبعاد 400 من قادة حماس إلى مرج الزهر في لبنان. ومع بدايات عام 1993، حاول مسلحون اختطاف حافلة كاملة في القدس، لكن الجيش الإسرائيلي تنبه وأجرى مطاردة ساخنة انتهت بقتل الخاطفين. وفي السابع من مارس (آذار) 1993، أسر كتائب القسام الجندي «يوهوشع فريدبرغ» من القدس، وقتلته فورا، وألقت جثته على طريق تل أبيب.
وفي العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) 1994 اختطفت كتائب القسام الرقيب ناخشون فاكسمان، وأخفت آثاره في أحد أكبر العمليات نجاحا في الضفة، وبعد أيام وزع منفذو العملية شريط فيديو يظهر الجندي محتجزا، ويطالب بإطلاق سراح أسرى، وبعد أيام، نجحت إسرائيل في تحديد مكان الاحتجاز، واقتحمت المنزل الكائن في بير نبالا قرب رام الله، وقتلت جميع المتورطين في العملية. وفي العام نفسه، اختطف مسلحون الجندي اريك فرنكتل، من القدس، لكن مطاردة واسعة من قبل الجيش أجبرتهم على قتله. وفي عام 1996، اختطفت حماس الجندي شارون أدري من القدس، وقتلته، وأخفت جثته أشهرا عدة، قبل أن تعتقل إسرائيل الخلية كاملة. وفي 12 سبتمبر 2005، استدرج فلسطينيون ضابطا إسرائيليا يدعى ساسون نورائيل إلى منطقة قريبة من رام الله، حاولوا نقله حيا إلى رام الله، لكنهم فشلوا فقتلوه.
وفي 25 يونيو (حزيران) 2006. نجح مسلحون في غزة باختطاف الجندي جلعاد شاليط عند الحدود، وأخفوه سنوات، ومن ثم نجحوا بعقد صفقة جرى بموجبها إطلاق سراح ما يزيد عن ألف أسير فلسطيني، وتعد عملية غزة الوحيدة التي نفذت داخل الأراضي الفلسطينية، وانتهت بصفقة ناجحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

* عمليات الاختطاف في الخارج
* في يوليو (تموز) 1968، نجح فلسطينيون من «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، باختطاف لطائرة تابعة لشركة طيران «العال» الإسرائيلية، وهي في طريقها من العاصمة الإيطالية روما إلى تل أبيب، وأجبروها على التوجه إلى الجزائر، وجرى الاتفاق على صفقة للإفراج عن الطائرة أُطلق خلالها سراح 37 أسيرا فلسطينيا.
في نهاية عام 1969، أسرت «فتح» الجندي الإسرائيلي «شموئيل فايز»، وفي 28 يناير (كانون الثاني) 1971م، جرت صفقة تبادل أسرى بين الحركة والاحتلال، بوساطة «اللجنة الدولية للصليب الأحمر»، أطلق بموجبها سراح الأسير محمود بكر حجازي.
في الخامس من سبتمبر 1972 أثناء دورة الأولمبياد الصيفية في ميونيخ بألمانيا نجحت منظمة أيلول الأسود التابعة لـ«فتح» في اختطاف 13 رياضيا إسرائيليا واحتجزتهم داخل غرفتهم، وطلبت المنظمة الإفراج عن 236 معتقلا في السجون الإسرائيلية، ولكن العملية انتهت بمقتل 11 رياضيا إسرائيليا وخمسة من منفذيها وشرطي وطيار مروحية ألمانيين.
في أبريل (نيسان) 1978، أسرت الجبهة الشعبية (القيادة العامة)، الجندي الإسرائيلي أبراهام عمرام، وبعد عام جرت عملية تبادل أسفرت عن الإفراج عن 76 أسيرا فلسطينيا.
في الرابع من سبتمبر 1982، أسرت حركة فتح ستة جنود إسرائيليين من قوات «الناحل» جنوب لبنان وفي 23 نوفمبر (تشرين الثاني) 1983م جرت عملية تبادل، أطلق الاحتلال بموجبها سراح جميع أسرى «معتقل أنصار» في الجنوب اللبناني، وهم 4700 أسير فلسطيني ولبناني، إضافة إلى 65 أسيرا من السجون الإسرائيلية.
في 20 مايو 1985، أجرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة)، مع إسرائيل، عملية تبادل أسفرت عن إطلاق سراح 1100 أسير فلسطيني مقابل تسليم ثلاثة جنود كانت اختطفتهم في 1982.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.