لم تصمد هدنة 72 ساعة التي بدأت أمس تمام الساعة 8 صباحا بتوقيت فلسطين، أكثر من 90 دقيقة، بعدما بدأت إسرائيل نحو التاسعة والنصف صباحا، أي بعد ساعة ونصف الساعة من الهدنة قصفا مجنونا على مدينة رفح جنوب القطاع، اتضح لاحقا أنه جاء بعد اشتباكات عنيفة بين عناصر من كتائب القسام التابعة لحماس والجيش الإسرائيلي في منطقة أبو الروس شرقا.
لم يفهم أحد لماذا كل هذه النار فيما بدأت هدنة متفق عليها، لكن حجم النار التي استخدمته إسرائيل ضد الأهالي كان يشير إلى حادث كبير.
وخلال نصف ساعة، أي تمام الساعة العاشرة، كان هناك عشرات القتلى والجرحى، بسبب ما وصفته إسرائيل بـ«حادث أمني خطير»، واستمر القصف بعد ذلك بشكل أعنف مع محاولات لتوغل بري.
قبل منتصف النهار، وبينما كان الناس ما زالوا يأملون في تهدئة، تسربت أنباء عن اختطاف القسام لضابط جديد من الجيش الإسرائيلي. وبعد انتصاف نهار الأمس أعلن الجيش الإسرائيلي اختفاء جندي.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي: «هناك جندي مفقود وهو هدار جولدين (23 عاما) قائد في جفعاتي. وتوجد جهود عملياتية واستخباراتية واسعة لتحديد موقعه».
وقبل ذلك كان الجيش أبلغ أسرته بفقدانه. واتهمت إسرائيل حماس بخرق الهدنة وقالت إنها ستواصل العمل في غزة وردت حماس بالقول إن عمليتها نفذت قبل الثامنة صباحا.
ولم يعرف بعد ما هو مصير الجندي المختفي. وروت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» ماذا حدث في رفح. وقالت المصادر، إن قوات إسرائيلية ظلت تتقدم نحو منازل المواطنين في رفح منذ الساعة الثانية فجرا تحت رصد من المقاومين الذين قرروا التحرك تمام الساعة السادسة والنصف نحو الوحدات الإسرائيلية المتقدمة.
وأضافت المصادر: «بعد الساعة السابعة خرجت مجموعة من القسام عبر أحد الأنفاق، نفذ استشهادي عملية تفجير في القوة الإسرائيلية وهاجمها الآخرون عبر الأسلحة الأوتوماتيكية وتمكنوا من خطف جندي كما يبدو وسط حالة الدربكة التي سببوها لإسرائيل».
وتابعت: «بعد نحو ساعة ونصف الساعة ردت إسرائيل بنيران قوية ومركزة وقتلت العشرات في محيط المنطقة بعدما أدركت كما يبدو أن جنديا قد اختفى». وأعلنت كتائب القسام في بيان، أنها نفذت صباحا عملية تسلل نوعية، مستهدفة منزلا تحصنت به قوات خاصة إسرائيلية.
وقالت القسام في بيان: «إنها لن تسمح للاحتلال الإسرائيلي بالتوغل في أراضي المواطنين الفلسطينيين ولن تسمح بالاعتداء على الفلسطينيين».
وأضافت القسام: «توغل في تمام الساعة 02:00 من صباح اليوم شرق رفح مسافة 2.5 كلم عدد من الآليات، وهو ما يوضح بما لا يدع مجالا للشك النية المبيتة لدى الاحتلال لخرق التهدئة والتعدي على أرضنا وأبناء شعبنا العزل، وأمام هذا التقدم الصهيوني فقد قام مجاهدونا في تمام الساعة 07:00 صباحا بالاشتباك مع القوات المتوغلة وأوقعوا في صفوفهم عددا كبيرا من القتلى والجرحى».
وتابعت القسام: «إننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام وإزاء هذه العدوان الصهيوني والتغول على أبناء شعبنا والخرق الفاضح لاتفاق التهدئة، فإننا نؤكد أن أي قوات صهيونية تنتهك أرضنا المحررة ستكون عرضة لنيران مجاهدينا وهدفا مشروعا لنا، ولن نسمح بأن تستباح أرضنا أو دماء أبناء شعبنا».
لكن إسرائيل اتهمت حماس بتنفيذ العملية مع دخول التهدئة حيز التنفيذ.
وقال أوفير جندلمان، الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن حماس خرقت الهدنة ونفذت عملية بعد ساعة ونصف الساعة من التهدئة لأنها لا تكترث بأمر السكان.
وفورا أبلغ منسق عام شؤون المناطق في الحكومة الإسرائيلي يوآف مردخاي، المبعوث الأممي للمنطقة روبرت سيري بانتهاء التهدئة في أعقاب تنفيذ العملية.
كيف انهارت هدنة 72 ساعة في 90 دقيقة؟
عملية أنفاق تضمنت تفجيرا ذاتيا واشتباكات وانتهت بخطف ضابط إسرائيلي

كيف انهارت هدنة 72 ساعة في 90 دقيقة؟

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة