النجيفي ينفي التنسيق مع إيران ويدعو إلى تطبيق نظام اللامركزية أو الأقاليم

شيوخ عشائر الأنبار والموصل يتعهدون بطرد «داعش» لكنهم بحاجة إلى دعم الدولة

أسامة النجيفي
أسامة النجيفي
TT

النجيفي ينفي التنسيق مع إيران ويدعو إلى تطبيق نظام اللامركزية أو الأقاليم

أسامة النجيفي
أسامة النجيفي

نفى رئيس البرلمان العراقي السابق أسامة النجيفي أن تكون الكتائب التي شكلها مع شقيقه محافظ نينوى أثيل النجيفي تلقت تدريبات في إيران أو إقليم كردستان بهدف طرد «داعش» من الموصل. وكان بيان منسوب إلى النجيفي بثته عدة وكالات أنباء عراقية على لسان النجيفي قال إن «أهالي الموصل اختاروني لأكون قائدا لكتائب الموصل التي شكلت لمحاربة تنظيم (داعش)»، مبينا أن «عناصر تلك الكتائب تلقت تدريبات سريعة في إقليم كردستان وإيران وهدفها هو تحرير الموصل من التنظيم». وطبقا للبيان فإن كتائب أخرى من بينها جيش المجاهدين ورجال الطريقة النقشبندية أعلنوا انضمامهم إلى الكتائب التي شكلها النجيفي.
وقال القيادي في كتلة «متحدون للإصلاح» محمد الخالدي والمقرب من النجيفي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه «لم يصدر عن أسامة النجيفي أي بيان بهذا الشأن على الإطلاق، وما صدر هو كذب محض والهدف منه هو خلط الأوراق وتقف خلفه بالتأكيد عناصر لا تعيش إلا في الظلام». وأضاف أن «الكتائب التي جرى تشكيلها لمقاتلة (داعش) في الموصل لم تتلق لا مساعدات ولا تدريبات لا في إيران ولا في إقليم كردستان، بل جرى تشكيلها بجهود وتمويل ذاتيين». وأضاف أن «هذه الكتائب لم تتلق أي دعم حكومي أيضا ولا صلة لها بأية جهة». كما نفى الخالدي أن «تكون لكتائب الموصل أي علاقة بأي فصائل مسلحة أخرى لا من قريب ولا من بعيد».
وبشأن ما أعلنه زهير الجلبي، رئيس مجلس إسناد أم الربيعين، من أن النجيفي يحاول ركوب موجة الثوار بعد أن أفلس سياسيا قال الخالدي، إن «زهير الجلبي لا يستحق الرد لأنه معروف بعدائه ليس لآل النجيفي فقط وإنما لأهالي الموصل». ويأتي تشكيل كتائب الموصل بقيادة أسامة النجيفي كجزء من الانتفاضة العشائرية التي بدأت ضد تنظيم «داعش» في المحافظات الغربية.
وفي حين عدّ الشيخ غسان العيثاوي أحد شيوخ محافظة الأنبار ورجال الدين فيها في، أن «الحل الوحيد لطرد (داعش) و(القاعدة) يتمثل في تشكيل صحوات وكتائب عشائرية مسلحة من بين أبناء العشائر في المحافظات الغربية، لا سيما نينوى وصلاح الدين على غرار ما حصل في الأنبار»، فقد أكد الشيخ خميس الجبارة شيخ عشائر الجبور في محافظة صلاح الدين، أن «عشائر الجبور في المحافظة وقفت منذ اليوم الأول ضد هذه العصابات المجرمة، بينما انطلت حيلها وأساليبها على البعض مع الأسف الشديد».
وفي تصريحين منفصلين لـ«الشرق الأوسط» فقد أكد الشيخ جبارة، أن «(داعش) تستهدف الآن في كل أرجاء محافظة صلاح الدين عشيرة الجبور لأنها وقفت منذ البداية ضدها لأننا نعرف أساليبها وأهدافها»، مبينا أنها «لم تتمكن من الدخول في المناطق، لا سيما الأقضية والنواحي التي توجد فيها عشيرة الجبور بسبب تشكيلنا فصائل ضدها». وأشار إلى أنه «في الضلوعية مثلا هناك عدة عشائر أخرى غير عشيرة الجبور مثل الخزرج والبوجواري، ولكن في حقيقة الأمر أن من يتصدى لـ(داعش) في تكريت هي عشيرة الجبور، حيث إن الشرطة المحلية انهزمت أول ما دخلت (داعش) ولم يتبق سوى دور العشيرة»، مبينا أن «العشائر تحتاج إلى دعم، حيث لا توجد الآن خدمات ولا أموال، وبالتالي فإن هذه الأمور لا يمكن أن تستمر لمجرد أننا نريد أن نتحدث في الإعلام عنها وهي مسؤولية يجب أن تتحملها الحكومة، سواء الحالية التي تقوم بمهمة تصريف الأعمال أو الحكومة التي سوف تتشكل في المستقبل القريب».
من جهته، أكد الشيخ غسان العيثاوي من الأنبار في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «فكرة الصحوات ناجحة من حيث المبدأ وقد حققت مستوى جيدا عند أول تأسيسها عام 2007 لطرد (القاعدة) من الأنبار وقد تمكنت من تحقيق نتائج مهمة غير أن المشكلة تكمن في الخلافات داخل قيادات هذه الصحوات وبين شيوخ العشائر والتي من شأنها الحد من فاعليتها». وأضاف العيثاوي أن «ما يحصل الآن من هبة عشائرية أمر مطلوب، سواء لطرد (داعش) أو لتبيان أن أهالي السنة هم ضد هذه العصابات وهم أول من اكتوى بنارها، حيث إن الجرائم التي ترتكبها (داعش) الآن هي بحق أهالي السنة دون مراعاة أي حرمة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.