{الشرق الأوسط} ترصد فوضى النازحين على الحدود الليبية ـ التونسية

اشتباكات في معبر رأس جدير.. والشرطة تطلق النار لتفرقة آلاف المصريين

قوات الأمن التونسية تتصدى لنازحين مصريين يهربون من ليبيا إلى معبر راس جدير الحدودي أمس (إ.ب.أ)
قوات الأمن التونسية تتصدى لنازحين مصريين يهربون من ليبيا إلى معبر راس جدير الحدودي أمس (إ.ب.أ)
TT

{الشرق الأوسط} ترصد فوضى النازحين على الحدود الليبية ـ التونسية

قوات الأمن التونسية تتصدى لنازحين مصريين يهربون من ليبيا إلى معبر راس جدير الحدودي أمس (إ.ب.أ)
قوات الأمن التونسية تتصدى لنازحين مصريين يهربون من ليبيا إلى معبر راس جدير الحدودي أمس (إ.ب.أ)

أفادت مصادر أمنية أمس بإغلاق معبر رأس جدير الحدودي على الجانب التونسي، بسبب حالة الفوضى في ليبيا.
وأوردت وكالة الأنباء التونسية نقلا عن مصادر أمنية أنه تقرر غلق المعبر، أمس، بسبب حالة الفوضى، في الوقت الذي يرابط فيه الآلاف من الليبيين والجاليات الأجنبية المقبلة من ليبيا هربا من أعمال العنف والنزاع بين الميليشيات المسلحة هناك.
وكانت وزارة الداخلية التونسية ذكرت في وقت سابق أن أكثر من ستة آلاف شخص على الحدود حاولوا اقتحام المعبر بالقوة تصدت لهم الوحدات الأمنية والعسكرية، وقد أصيب خلال هذه الأحداث مسؤول أمني رفيع برصاصة طائشة على مستوى الساق من الجانب الليبي.
وكانت مصادر ليبية قد أفادت أمس نقلا عن وزارة الصحة الليبية بمقتل نحو 214 شخصا وجرح 981 آخرين في المعارك التي تدور رحاها منذ ثلاثة أسابيع، بين الميليشيات الليبية المتصارعة داخل مدينتي طرابلس وبنغازي.
وتواصل توافد آلاف الفارين من جبهة الصراع ببعض المناطق الليبية للمنفذ الحدودي برأس جدير من محافظة مدنين التونسية، الذي جرى إغلاقه بعد ظهر أمس من الجانبين التونسي والليبي، مع السماح لليبيين بالعودة إلى ليبيا، الشيء ذاته بالنسبة للتونسيين الراغبين في العودة إلى تونس.
وفي الوقت الذي يجتاز فيه يوميا خلال الأيام الماضية أعداد كبيرة من الليبيين هذا المعبر، الذي يعد من أهم المعابر في أفريقيا، نحو المدن التونسية، وبعد إتمام الإجراءات الأمنية والجمركية المعمول بها في مثل هذه الحالات، يبقي آلاف المصريين عالقين بهذا المنفذ من الجانب الليبي في انتظار الحصول على تراخيص القانونية للمرور نحو مطار جربة جرجيس الدولي الذي يبعد قرابة 208 كلم عن هذا المعبر.
وحسبما صرح به الدكتور المنجي سليم رئيس هيئة الهلال الأحمر بمحافطة مدنين، فإن 633 مصريا غادروا، إلى أول من أمس، مطار جربة جرجيس التونسي الدولي عبر رحلتين جويتين مباشرتين نحو مصر، وانطلقت الرحلة الأولى العاشرة صباحا ليوم الأربعاء، والثانية الساعة الخامسة و26 دقيقة صباحا من نهار أول من أمس، وجرى إيصال المواطنين المصريين على دفعات عبر حافلات جرى اكتراؤها، وتحت حراسة أمنية تونسية.
وأضاف أن أكثر من 15 ألف مواطن مصري ما زالوا عالقين بالمنفذ الحدودي من الجانب الليبي وفي ظروف صعبة، مشيرا إلى محاولة اقتحام بالقوة للتراب التونسي من طرف هؤلاء جرت في مناسبتين؛ الأولى بعد ظهر أول من أمس، مما جعل الأطراف الأمنية الليبية تستعمل الرصاص، هلك على أثرها سبعة مواطنين مصريين، والمحاولة الثانية للاقتحام بالقوة حدثت صباح أمس، وبسبب إصابة طائشة أصيب عنصر أمني تونسي، وجرى نقله إلى المستشفى بمدينة بن قردان لمحافظة مدنين لتلقي الإسعافات، وإصابته ليست بالخطيرة.
واقترح الدكتور المنجي سليم على السلطات المصرية أن تفكر في إجلاء مواطنيها بواسطة باخرة تنطلق من الميناء التجاري بمدينة جرجيس من محافظة مدنين، الذي يبعد 81 كلم عن الحدود التونسية - الليبية لتجنيب هؤلاء طول معاناة الانتظار، وتبقى الكلمة الأخيرة للسلطات المصرية المسؤولة.
علي صعيد آخر، تواصل يوم أمس وصول آلاف الليبيين للمنفذ الحدودي برأس جدير، للتوجه نحو المدن التونسية، وأغلب هؤلاء يرفضون الإدلاء بتصريحات عما يجري داخل التراب الليبي.
وأمكن لـ«الشرق الأوسط» الالتقاء بمواطن ليبي رفض الكشف عن اسمه، وأشار إلى أن الانفلات الأمني سيد الموقف ببعض المناطق القريبة بمطار طرابلس الدولي، وبالمطار نفسه، نتيجة المعارك التي تدور منذ فترة بين المجموعات المسلحة المتنازعة، وفي مدينة بنغازي هرب أيضا آلاف الليبيين متجهين نحو المدن التونسية انطلاقا من المنفذ الحدودي رأس جدير، مشيرا إلى أنه بقي ساعات طويلة في الانتظار حتى سمح له نظرا للأعداد الكبيرة من الليبيين الذين وصلوا مثله إلى هذا المعبر.
وعبر عن أمله في أن تنتصر لغة الحوار والعقل بين المجموعات المسلحة حتى يعيش المواطنين الليبيين في أمان، وإن حدث العكس، فإن مستقبلا مظلما ينتظر بلاده.
وتجدر الإشارة إلى أن العدد الإجمالي من الليبيين الذي اجتازوا الحدود التونسية خلال 24 ساعة الماضي تجاوز 20 ألف ليبي نحو المدن التونسية، وأن عدد الذين عادوا إلى ليبيا ليس الكبير، نظرا لاستمرار التوتر الأمني.
كما عرف هذا المعبر، وعلى غرار الأيام الماضية، ومنذ تأزم الوضع الأمني ببعض المناطق الليبية، عبور كثير من سيارات الإسعاف والناقلة للمرضي الليبيين الذين تتطلب وضعيتهم التدخل العلاجي في تونس.
وأكد مصدر من وزارة الصحة العمومية التونسية أن المؤسسات الصحية العمومية التونسية لم تستقبل أي جريح ليبي، وأن هؤلاء يتجهون إلى المصحات الخاصة بالمدن التونسية. وإضافة لسيارات الإسعاف، وصلت أيضا العديد من البعثات الدبلوماسية والمنظمات الأممية الإنسانية، التي غادرت ليبيا واتجهت إلى مطار جربة جرجيس الدولي، وهناك بعض المنظمات التي فضلت البقاء بإحدى مدن ولاية مدنين، وحسب مازن أبو شنب رئيس مكتب تونس للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، فإن جل المنظمات الإنسانية الأممية غادرت ليبيا لتدهور الوضع الأمني هناك.
وما دمنا نتحدث عن اللاجئين، فقد أفادنا الدكتور المنجي سليم رئيس هيئة الهلال الأحمر التونسي بمحافظة مدنين بأن فرقا من المتطوعين تابعون لهذه المنظمة، وبالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وموجودون ميدانيا بالمدن الراجعة بالنظر لمحافظة مدنين، التي يوجد بها الليبيون للتدخل عند الطلب.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.