سلفستر ستالون .. رجل محبط ووحيد في {المستهلكون}

من محارب إلى بطل من جديد في أجدد أعماله

ستالون كما يبدو في جديده «المستهلكون}
ستالون كما يبدو في جديده «المستهلكون}
TT

سلفستر ستالون .. رجل محبط ووحيد في {المستهلكون}

ستالون كما يبدو في جديده «المستهلكون}
ستالون كما يبدو في جديده «المستهلكون}

حين يطالعنا فيلم سلفستر ستالون المقبل «المستهلَـكون 3» في عروضه القريبة هذا الشهر، سنجد أمامنا شخصية رجل وحيد ومحبط، متمرّس ومرت عليه كل التجارب الحياتية الممكنة. على ذلك لا يدع مثل هذه الجوانب تقض مضجعه. ليس بالرجل العاطفي وهو أدرى من أنه تجاوز سن الإقلاع عن طلب الموت لتأسيس بيت مع من يحب. ومن سيحبّـه؟ صياغة الشخصية التي قادت بنجاح بطولة الجزأين السابقين (2010 و2012) وتعود الآن بعزيمة كبيرة لتقود بطولة هذا الجزء الثالث، تنص على أن بارني روس (أو ستالون) هو محارب قديم شهد من ويلات القتال ما يجعله غير قادر على خط حياة معتدلة أو عادية. شخص يمارس وحدته الوجدانية والمصيرية سواء أكان وحيدا بالفعل أم وسط مقاتلين باتوا كل ما يملك من معارف وأصدقاء. وهو حال كل واحد منهم في الوقت ذاته فالشخصيات التي يؤديها كل من جاسون ستاذام ودولف لنغرين وتيري كروز و- لأول مرّة- وسلي سنايبس وأنطونيو بانديراس، هي شخصيات متوحدة كل منها جزيرة في أرخبيل القائد ستالون.
«المستهلَـكون 3» هو الفيلم التاسع والسبعون بين أعمال ستالون، التي بدأت بأدوار عابرة (من يذكره في دور شاب يتقدّم من وودي ألن في «موز» ويلقي بثقل دمّـه عليه؟) ثم استوت على نحو بطولات متواصلة. بالنظر إلى أول دور بطولي له، وهو «روكي» سنة 1978 وذلك بعد اثني عشر فيلما من تلك الأدوار الصغيرة) فإن الصفة الملازمة أكثر من سواها في الشخصيات التي يؤديها ستالون هي صفة الرجل الوحيد. روكي بالباو في ذلك الفيلم الذي حققه جون ج. أفيلدسون، لم يكن شابا منطلقا يعيش حياته الاجتماعية على طريقة جون ترافولتا مثلا في «حمى ليلة سبت» أو العاطفية كما حال وورن بايتي في «شامبو» مثلا، بل كان انطوائيا وخجولا ليس سهلا عليه أن يقول للفتاة التي يتودد إليها (تاليا شاير) «أحبك». صراعه كان فرديا لإثبات أنه يستطيع انتزاع البطولة من الملاكم أبوللو (كارل وذرز) الذي لم يعره اهتماما في بادئ الأمر.
أبوللو حدث أنه ملاكم أسود، وقيام هذا الإيطالي الآتي من قاع الحياة بمواجهته كان نوعا من اللعب على سطح البشرة البيضاء - السوداء. ليس على نحو سلبي عنصريا، بل لتوظيف مقولة مفادها أن الرياضيين السود هم على القمّـة وهم أقسى ما يمكن أن يواجهه طارئ جديد أبيض البشرة من تحدّيات.
يكرر ستالون ذلك في الجزء الثاني من «روكي» (1979) وبعد أن أدّى نجاح الجزء الأول لانخراطه المباشر كبطل لفيلمين آخرين هما F‪.‬I‪.‬S‪.‬T لنورمان جويسون (1978) و«زقاق الفردوس» الذي كان أول إخراجه له (1978 أيضا). في كلا الفيلمين لعب الشخصية التي ناسبته ولازمته: الوحيد حتى ضمن المجموعة، وعندما عاد في «روكي 2» (من إخراجه أيضا) داوم الصورة الذاتية نفسها.
بلا صابون
وهو كذلك في باقي الأفلام التي مثلها إلى أن وجد ضالته التجارية في ثاني أهم شخصياته بعد روكي، وهي شخصية رامبو في «دم أول» (إخراج تد كوتشيف سنة 1982). هذه المرّة روكي يستبدل قفازيه بسلاح ناري. لكنه لم يعد ذلك المسكين الذي تكاد القطة أن تأكل عشاه، بل المحارب الصنديد الذي لا تود إزعاجه. أمر لم يكن يعرفه الشريف (برايان دونوهي) أو رجاله بقيادة غولت (جاك ستاريت). رامبو عائد من حرب فيتنام غير راض عن مسارها. لا يتفوّه في البداية بأي كلمة في هذا الصدد، بل يلقي خطابا في النهاية يتهم فيه المجتمع المدني بخذلان المحاربين أمثاله. حين يصل إلى بلدة شمالية تقع في السفوح يرفض طلب الشريف بمغادرة البلدة لأنه غريب عنها. هذا يقوده إلى معركة بينه وبين رجل البوليس السادي غولت الذي يصر على أن يحلق ذقن روكي بلا صابون. هنا تتردد في بال الضحية التعذيب الذي تلقاه على أيدي الفييتكونغ ما يجعله قنبلة موقوتة وشديدة الانفجار على نحو غير متوقع.
كل من «روكي» و«رامبو» تحوّلا إلى سلسلة لا يمكن تغيير صورة بطلها. لكن خلف ذلك التكرار كانت الحكايات بدأت تأخذنا في وجهات جديدة. في «روكي الرابع» سيصبح الملاكم الأسود صديقه، وعدوّهما المشترك هو الروسي الذي يشبه جبل الجليد دراغو (دولف لنغرين). يمكن أن تقرأ هنا الحرب الباردة بحجم كبير. في «رامبو: دم أول الجزء الثاني» (جورج ب. كوزماتوس مخرجا سنة 1985) مضى رامبو- ستالون أكثر في نقد الجبهة الداخلية، هذه المرّة العسكرية كونها (حسب قوله) تخاذلت في إنقاذ الرهائن بعد الانسحاب. في «رامبو الثالث» (بيتر ماكدونالد، 1988) ها هو يواجه جبروت الاحتلال الروسي لأفغانستان مع أصدقائه المجاهدين المسلمين.
خلال ذلك هو الشرطي الوحيد الخالي من الأصدقاء في «كوبرا» (كوزماتوس، 1986) والسجين الصامد في «مسجون» (جون فلين، 1989) والقاتل المحترف الذي يعيش منعزلا في «مُـغتالون» Assassins (رتشارد دونر، 1995) ومثله في «المتخصص» (لويس لوزا، 1994).
والحال ذاته حين تعامل ستالون مع المستقبل في «رجل التدمير» (ماركو برامبيلا، 1993) و«القاضي دريد» (داني كانون، 1995). تغيّـر قليلا لكنه ما زال مهضوم الحق في دور رجل البوليس الذي لا يملك تحقيق القانون إلا إذا تمرّد على الوضع المفروض عليه في فيلم جيمس مانغولد «كوب لاند» (1997).
هذا لا يعني أنه لم يحاول الفكاك من شخصية المقاتل والمنطوي صوب ما هو أكثر إنسانية، إذا أردت، فجرّب الكوميديا ثلاث مرات في «تانغو وكاش» لأندريه كونتشالوفسكي (1989) و«أوسكار» لجون لانديس (1991) و«قف وإلا أمي ستطلق النار» لروجر سبوتسوود (1992) ليدرك أن هذا المسار لن يفتح له دربا موازيا في نجاحه.
أعداء ستالون على الشاشة في شتّى أفلامه هم من الروس والفيتناميين أساسا. لا العرب (على عكس أرنولد شوارزنيغر الذي قاد هجومه ضد الإرهابيين العرب في «أكاذيب حقيقية» العام 1994) ولا حتى في سلسلة «المستهلَـكون» الأخيرة).
ستالون قد لا يكون الممثل الذي يمكن الحديث عنه في جوانب فنيّـة. ليس من سيعتلي المنصّـة يوما ليتسلم الأوسكار (وإن فعل فسيكون أوسكار تكريم شامل)، لكنه الممثل الذي لا يمكن نكران دوره في صياغة بطولات سواه. بعده تكاثر الذين يريدون تشخيص ما يقوم به: شوارزنيغر، نوريس، ستيفن سيغال، بروس ويليس، لنغرين وآخرين، كل بطريقته طبعا، لكن كل منهم كان نسخة أخرى من شخصية المنطوي الذي يفجّـر طاقته في أعدائه ليعود إلى حالته الأولى في النهاية.
لحين بدا أن ستالون اكتفى وما عاد يستطيع تحريك الجامد، لكن عودته إلى حلقات جديدة من «رامبو» من ناحية وتأليفه المفهوم الفريد لمجموعة مماثلة من العائدين من العدم في سلسلة «المستهلَـكون» كانت ضربات ذكية موجّـهة لجمهور الرجال الذين يفتقدون أمثاله من المحاربين الأشداء.

* أفلامه المقبلة

* سيجرب ستالون الكوميديا مرّة أخرى في فيلمه المقبل «اتصلي بي»، لكنه سيعود برزمة من أعماله المأثورة. هناك «المستهلكون 4» إذا ما حقق الجزء الثالث النجاح المطلوب، و«رامبو الخامس» الذي يسهر ستالون على كتابته حاليا والذي قد يتحوّل أيضا إلى سلسلة تلفزيونية يقوم بإنتاجها.



سيف علي خان يصاب بست طعنات في منزله

النجم الهندي سيف علي خان (رويترز)
النجم الهندي سيف علي خان (رويترز)
TT

سيف علي خان يصاب بست طعنات في منزله

النجم الهندي سيف علي خان (رويترز)
النجم الهندي سيف علي خان (رويترز)

تعرض نجم بوليوود الهندي سيف علي خان للطعن من متسلل في منزله في مومباي، اليوم الخميس، ثم خضع لعملية جراحية في المستشفى، وفقاً لتقارير إعلامية.

ونقل النجم البالغ من العمر (54 عاماً) إلى المستشفى من منزله في مومباي، حيث يعيش مع زوجته الممثلة كارينا كابور وولديهما.

وأفادت وكالة «برس ترست أوف إنديا»، نقلاً عن طبيب بمستشفى ليلافاتي، بأن جرحين من الجروح الستة كانا عميقين، وأحدهما كان بالقرب من عموده الفقري.

وذكرت وسائل إعلام هندية، نقلاً عن الشرطة، أن المتسلل اقتحم المنزل نحو الساعة 2:30 صباحاً (بالتوقيت المحلي)، وهرب بعد طعن خان، وأصاب موظفة في المنزل خلال الهجوم.

وقالت كارينا كابور، زوجة خان، في بيان، إن عائلتها بخير وطلبت «من وسائل الإعلام والمعجبين التحلي بالصبر وعدم إطلاق التكهنات، لأن الشرطة تقوم بالتحقيق».

ويعمل سيف علي خان منتجاً للأفلام، وشارك بالتمثيل في نحو 70 فيلماً ومسلسلاً تلفزيونياً. هو ابن قائد فريق الكريكيت الهندي السابق منصور علي خان باتودي والممثلة البوليوودية شرميلا تاجور.

حصل سيف على جوائز متعددة لأدواره في السينما الهندية، بما في ذلك سبع جوائز «فيلم فير». وفي عام 2010، حصل على جائزة «بادما شري»، وهي رابع أعلى جائزة مدنية هندية.