أزمة في تلفزيون حزب الله على خلفية الاعتذار من البحرين

مدير عام «المنار» يستقيل بعد تحوله «كبش فداء»

قناة «المنار» التابعة لحزب الله
قناة «المنار» التابعة لحزب الله
TT

أزمة في تلفزيون حزب الله على خلفية الاعتذار من البحرين

قناة «المنار» التابعة لحزب الله
قناة «المنار» التابعة لحزب الله

تقدم مدير مجموعة قناة «المنار» التابعة لحزب الله، النائب السابق عبد الله قصير، أمس، باستقالته من منصبه، بعد الاعتذار الذي تقدمت به المجموعة التابعة لحزب الله من مملكة البحرين على خلفية «التغطية غير الموضوعية» لأخبار المملكة في الفترة السابقة تهربا من إسقاط عضويتها في اتحاد الإذاعات العربية، وما تلاه من بيان للحزب يعد فيه اعتذار المنار «تقديرا خاصا».
وأكد مدير العلاقات العامة في «المنار» إبراهيم فرحات لـ«الشرق الأوسط» استقالة قصير، مشيرا إلى أن الاستقالة جاءت «على خلفية الاعتذار الذي قدمه قصير خلال اجتماع اتحاد الإذاعات العربية في تونس، على التغطية في البحرين»، في إشارة غير مباشرة إلى استياء من قصير لطريقة التعامل معه من قبل الحزب بعد بيان الحزب وتحويله «كبش فداء» لمواجهة غضب مناصري الحزب من هذا الموقف، فيما أقفل قصير هاتفه الجوال، وقالت مصادر أخرى إنه موجود خارج لبنان.
وكانت المجموعة اللبنانية للإعلام، التي تضم قناة «المنار» وإذاعة «النور»، قدمت، في 4 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، اعتذارها الرسمي إلى هيئة شؤون الإعلام في مملكة البحرين، فيما يتعلق بتغطيتها «غير الموضوعية». وقال قصير آنذاك، إنّ اعتذار «المنار» من البحرين عن تغطيتها للاحتجاجات في المملكة، جاء «كتسوية بعد طلب البحرين سحب عضوية المجموعة اللبنانية للإعلام من اتحاد الإذاعات العربية».
وبعد أقل من 48 ساعة على الاعتذار، تنصّل حزب الله من اعتذار قصير، مؤكدا أن قصير «لم يرجع إلى قيادة حزب الله»، مشيرا إلى أنه «كان تقديرا خاصا من الوفد الممثل لإدارة المجموعة اللبنانية للإعلام».
وترسم استقالة قصير، أمس، التي تؤكد تراجع حزب الله عن موقف الاعتذار، جملة أسئلة عما إذا كان سيعرض المحطة مجددا لعقوبات، إذا خالفت التزامها بميثاق الشرف الإعلامي العربي تجاه أخبار العالم العربي. غير أن مصادر عربية مواكبة لاعتذار قصير في اجتماع الاتحاد، أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن اعتذاره «المهني»، «لا يزال قائما»، مؤكدة أن «المحطة لا تزال ملتزمة بميثاق الشرف الإعلامي الصادر عن جامعة الدول العربية، كما الالتزام بعدم المس بقضايا الوطن العربي والالتزام بالتغطية الحيادية».
وأوضحت المصادر أن قصير «حين قدّم اعتذار المحطة المهني، لم يقدمه بصفة شخصية، بل بصفته مديرا عاما للقناة، وقبلته مملكة البحرين»، مشيرة إلى أن «استقالة قصير اليوم، منفصلة عن الاعتذار الرسمي الذي تقدم به باسم المجموعة التي كان رأسها»، مشددة على أن الاستقالة «لن تؤثر على التزام المحطة»، واضعة إياها في خانة «الشأن الخاص».
وكانت مملكة البحرين تقدمت، قبل اجتماع اتحاد إذاعات الدول العربية في تونس مطلع الشهر الحالي، إلى الأمانة العامة لجامعة الدول بطلب إلغاء عضوية المجموعة اللبنانية للإعلام من الاتحاد، وصادق مجلس وزراء الإعلام العرب على توصية بذلك من المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب، وأحيل الطلب إلى الجمعية العامة لاتحاد الإذاعات العربية باعتبارها الهيئة العليا المعنية بالنظر في هذا الموضوع والبت فيه. وكان الاتحاد وسيطا. وبعد تقديم قصير الاعتذار، قبلته مملكة البحرين.
ونشرت وكالة أنباء البحرين، آنذاك، النص الكامل للاعتذار الرسمي، الذي تضمن بيانه «حرص المجموعة على إجراء التقييم الدوري لسياستها التحريرية لتتناسب مع المواثيق والمعاهدات الدولية والمهنية المعتمدة، وتصويب ما يخرج عن هذا الإطار، والعمل على حفظ العلاقات الطيبة مع كل الأشقاء العرب، لا سيما مملكة البحرين، وبدورها قبلت الأخيرة الاعتذار».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.