غزة تغرق في ظلام دامس بعد قصف صاروخي إسرائيلي لمحطة الكهرباء

استهداف سبعين هدفا بينها منزل إسماعيل هنية

غزة تغرق في ظلام دامس بعد قصف صاروخي إسرائيلي لمحطة الكهرباء
TT

غزة تغرق في ظلام دامس بعد قصف صاروخي إسرائيلي لمحطة الكهرباء

غزة تغرق في ظلام دامس بعد قصف صاروخي إسرائيلي لمحطة الكهرباء

قصف الجيش الاسرائيلي أهدافا في قطاع غزة اليوم (الثلاثاء)، بعد أن قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن على اسرائيل أن تكون مستعدة لحملة ممتدة على القطاع. الأمر الذي يبدد أي أمل في نهاية سريعة للقتال الذي مضى عليه 22 يوما.
وتحدث سكان غزة عن قصف اسرائيلي شرس على المدينة.
وفي أحدث التطورات، قالت وزارة الداخلية في غزة، إن طائرة اسرائيلية أطلقت صاروخا على منزل اسماعيل هنية القيادي بحركة المقاومة الاسلامية "حماس"، قبيل فجر اليوم، فأحدث اضرارا. ولكن لم يوقع إصابات.
وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي، إنه جرى قصف 70 هدفا في غزة خلال الليل. فيما ذكر سكان، أن 30 فلسطينيا على الاقل قتلوا في الهجمات الاسرائيلية من الجو والبر والبحر، في ليلة شهدت أوسع الهجمات انتشارا بالقطاع الساحلي حتى الآن.
وكتب هنية على موقع حماس، ان منزله ليس أغلى من منازل الفلسطينيين التي هدمت. مضيفا أن تدمير حجارة لن يكسر عزيمة الفلسطينيين وأنهم سيواصلون مقاومتهم حتى ينالوا الحرية.
وقال الجيش الاسرائيلي ان خمسة جنود اسرائيليين قتلوا أمس الاثنين في معركة مع ناشطين تسللوا الى اسرائيل عبر نفق قرب قرية ناحال عوز القريبة من الحدود مع قطاع غزة.
وذكر راديو الجيش الاسرائيلي، أن ناشطين من حماس أطلقوا قذيفة صاروخية على الجنود الذين كانوا في برج للمراقبة، ثم حاولوا سحب إحدى جثث الجنود معهم الى غزة عبر النفق. ولكنهم فشلوا في ذلك عندما فتحت القوات النار عليهم، ما أسفر عن مقتل أحدهم.
وأعلنت حماس ان تسعة من مقاتليها نفذوا الهجوم.
من جهة أخرى، صرّحت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس في بيان، أن المقاتلين "هاجموا برجا عسكريا محصنا ضخما تابعا لكتيبة ناحال عوز به عدد كبير من جنود الاحتلال".
وبهجوم يوم أمس (الاثنين) ارتفع عدد القتلى العسكريين في الجيش الاسرائيلي الى عشرة في يوم واحد.
وقالت حماس إن تلفزيون الاقصى وراديو الاقصى استهدفا أيضا. واستمرت القناة التلفزيونية في البث. ولكن الراديو توقف.
وذكر سكان أنه جرى تدمير 20 منزلا خلال الليل كما قصف مسجدان.
من جانبها، أعلنت سلطة الطاقة في قطاع غزة اليوم، عن توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع بسبب القصف الاسرائيلي.
وقال نائب رئيس سلطة الطاقة فتحي الشيخ خليل لوكالة الصحافة الفرنسية، "توقفت محطة توليد الكهرباء بالكامل بسبب القصف الاسرائيلي عليها ليلا"، موضحا أن "القصف أتلف مولد البخار في المحطة، وفي وقت لاحق أصاب خزانات الوقود مما أدى الى اشتعالها".
واندلعت حرائق ضخمة في محيط المحطة بوسط قطاع غزة، بحسب ما افادت مراسلة للصحافة الفرنسية، مشيرة الى أن سيارات الدفاع المدني غير قادرة على الوصول الى الموقع.
واضاف خليل إن خطوط إمداد الكهرباء القادمة من إسرائيل، تكبدت أضرارا جسيمة بفعل القصف، موضحا أن "خمسة من عشرة خطوط إسرائيلية للكهرباء في قطاع غزة دمرت بفعل القصف الاسرائيلي وطواقم الصيانة غير قادرة على الوصول اليها لاصلاحها".
وتؤمن محطة الكهرباء التي تعمل جزئيا حوالى "65 ميغاوط" من التيار الكهربائي لسكان قطاع غزة البالغ عددهم 1,8 مليون نسمة، فيما يستقدم "120 ميغاواط" من إسرائيل و"22 ميغاواط" من مصر، وتقدر حاجة القطاع من 280 الى 320 ميغاوط، بحسب احصائيات منشورة على الموقع الالكتروني لسلطة الطاقة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.