السلطات الأمنية المصرية تعلن تصفية أحد «الجهاديين الخطرين».. والجيش يواصل حملته في سيناء

مصادر بـ«الإخوان» تحدثت عن مقتل ثلاثة متظاهرين شمال القاهرة.. والداخلية تنفي

السلطات الأمنية المصرية تعلن تصفية أحد «الجهاديين الخطرين».. والجيش يواصل حملته في سيناء
TT

السلطات الأمنية المصرية تعلن تصفية أحد «الجهاديين الخطرين».. والجيش يواصل حملته في سيناء

السلطات الأمنية المصرية تعلن تصفية أحد «الجهاديين الخطرين».. والجيش يواصل حملته في سيناء

قالت مصادر أمنية مصرية إن عناصرها نجحت في تصفية أحد كوادر تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإسلامي المتشدد في الإسماعيلية (شرق القناة) أمس. وبينما واصل الجيش حملته التمشيطية في شمال سيناء لملاحقة «الجهاديين» الذين يتخذون من شبه الجزيرة مرتكزا لعملياتهم ضد الجيش والشرطة، تظاهر أنصار جماعة الإخوان المسلمين في أول أيام عيد الفطر في عدة مدن بالبلاد. وقالت مصادر تابعة للجماعة إن ثلاثة من المحتجين سقطوا خلال مواجهات مع قوات الأمن المركزي.
وأعلن العميد محمد سمير، المتحدث الرسمي باسم الجيش، تصفية أحد الجهاديين الخطرين في محافظة الإسماعيلية إحدى مدن القناة، واعتقال ثلاثة آخرين، في حملته العسكرية في شمال سيناء، كما أعلن مواصلة حملات التمشيط في قرى جنوب رفح والشيخ زويد والخريج لتقفي أثر «العناصر الإرهابية» وتدمير أوكارها.
وتزايدت وتيرة العمليات الإرهابية ضد عناصر ومنشآت الجيش والشرطة في أعقاب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان في يوليو (تموز) من العام الماضي. وقتل 22 جنديا مصريا قبل نحو 10 أيام في صحراء مصر الغربية. وقالت بيانات أمنية رسمية إن «منفذي العملية من العناصر الإرهابية». وقال العميد سمير، في بيان له أمس، إن عناصر القوات المسلحة تمكنت مساء أول من أمس من تدمير عربة ربع نقل مفخخة وتدمير 11 دراجة بخارية من دون لوحات معدنية، في شمال سيناء.
وأضاف المتحدث في صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أنه تمت تصفية فيصل المحسنة «أحد العناصر التكفيرية الخطرة بعد تبادل كثيف لإطلاق النار مع قوات التأمين، فضلا عن إلقاء القبض على ثلاثة أفراد من العناصر التكفيرية الخطرة حيث عثر بحوزتهم على بندقية آلية وحزام ناسف وقنبلتين يدويتين، وبعض الملابس العسكرية، وذلك بقرية الأبطال بالقنطرة شرق في محافظة الإسماعيلية».
وقال مصدر أمني إن «معلومات وتحريات قطاع الأمن الوطني (المسمى الجديد لجهاز أمن الدولة) أكدت وجود الإرهابي فيصل حسين سليم سليمان (المحسنة) أحد كوادر تنظيم أنصار بيت المقدس (33 عاما) بإحدى القرى بالقنطرة شرق». وأضاف المصدر أن سليمان، وهو حاصل على دبلوم صنايع (تعليم متوسط)، يعد من أخطر كوادر تنظيم أنصار بيت المقدس، لافتا إلى تورطه في ارتكاب العديد من وقائع التعدي على رجال الشرطة والقوات المسلحة والمنشآت المهمة والحيوية.
وأشار المصدر الأمني إلى أنه فور وصول قوات الأمن المركزي وإحكام سيطرتها على المنزل الذي كان سليمان موجودا فيه، ألقى الأخير بقنبلة يدوية تجاه القوات، وانفجرت دون وقوع خسائر في الأرواح، مؤكدا أنه تم التعامل معه، مما أسفر عن مصرعه، وضبطت بحوزته قنبلتان مدون عليهما «كتائب القسام» (كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس)، كما عثر معه أيضا على حزامين ناسفين، وبندقية آلية، وعدد من دوائر التفجير، وسترة عسكرية.
في غضون ذلك، قال مصدر عسكري إن قوات الجيش الثاني واصلت حملتها العسكرية على قرى جنوب رفح والشيخ زويد والعريش في أول أيام عيد الفطر. مضيفا أن حملة الجيش والشرطة على قرى جنوب رفح والشيخ زويد والعريش مستمرة من أجل القضاء على الجماعات المسلحة التي تهاجم الجيش والشرطة في سيناء.
وفي مسعى على ما يبدو لتعزيز ثقة المواطنين في ضبط الأوضاع الأمنية في البلاد، شاركت عناصر من القوات المسلحة المواطنين المسافرين على الطرق السريعة الاحتفال بحلول عيد الفطر المبارك من خلال عروض ومعزوفات غنائية ووطنية قدمتها الموسيقات العسكرية، كما وزع عناصر الجيش هدايا تذكارية على المسافرين.
وتولى الجيش في أعقاب ثورة 30 يونيو (حزيران) أعمال تطوير وتوسيع عدة طرق تربط بين القاهرة ومدن ساحلية. وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش على صفحته الرسمية أمس إن مسافرين على الطرق السريعة أعربوا عن اعتزازهم بالدور الوطني الذي تقوم به القوات المسلحة في توفير الأمن والأمان للمواطنين وتحقيق العديد من الإنجازات التي تسهم في تطوير البنية الأساسية للدولة وتخفيف العبء عن كاهل المواطنين.
وفي غضون ذلك، واصل أنصار جماعة الإخوان المسلمين مظاهراتهم في أسبوع احتجاجي جديد، تحت شعار «عيد الشهداء»، وانطلقت عدة مسيرات في أعقاب صلاة عيد الفطر بالقاهرة والمحافظات.
وقالت مصادر تابعة لجماعة الإخوان إن محتجين اثنين قتلا في محافظة القليوبية (شمال القاهرة) خلال مواجهات مع قوات الأمن التي تصدت للمسيرات الإخوانية، كما تحدثت المصادر عن سقوط قتيل آخر في العاصمة القاهرة، الأمر الذي نفته مصادر أمنية رسمية.
ورفعت المسيرات الإخوانية هتافات داعمة لـ«المقاومة في قطاع غزة»، ونددت بموقف السلطات المصرية، كما رددت هتافات ضد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والشرطة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.