أقيم في سانتا كلارا في الولايات المتحدة أخيرا المعرض العالمي لتقنيات الواقع المعزز (Augmented World Expo) بحضور 200 عارض ينتمون إلى التقنيات التي تركز على الواقع الافتراضي، أي ضعف حجم معرض العام الفائت الذي سلط الضوء على الانتشار الواسع لمثل هذه المعدات والبرمجيات.
* الواقع المعزز
* «الاتجاه السائد حاليا هو تطور التقنيات من وسيلة إلى منجزات ذات قيمة فعلية»، وفقا إلى منظم المعرض أوري إنبار الذي يشير بشكل خاص إلى التقنيات التي توضع وترتدى على الجسم، وأثرها على العمليات الجراحية التي لا تتدخل بها الأيدي البشرية، فضلا عن دورها في عالم التدريب والألعاب. وأضاف إنبار في حديث نقلته «يو إس إيه توداي»، أن «تواصلنا وتفاعلنا مع أجهزة الكومبيوتر شرع يتطور من الماوس العادي إلى شاشة اللمس، إلى الحركات والإيماءات في الفضاء الثلاثي الأبعاد».
وكشف العارضون عن مجموعة من التقنيات التي تجعل من نظارات «غوغل غلاس» تبدو بعيدة وغريبة. فقد عرضت «إبسون» الجيل الثاني من نظارات «موفيريو بي تي 200 - 3 دي» الثلاثية الأبعاد التي تستخدم برمجيات «سكوب» التي تأخذك إلى داخل أحد المباني بطائرة هليكوبتر من ألعاب «ليغو» مع إرشادات افتراضية. كما عرضت شركة «ثالمك» التي مقرها كندا رباط الساعد «ميو» الذي يمكن برمجته لترجمة بعض حركات اليد وإيماءاتها المحددة، إلى أفعال في الواقع الافتراضي.
«ومع غالبية الأجهزة بالواقع المعزز، فأنت بحاجة إلى أن تكون يداك حرتين، لأننا نتجه إلى طور جديد من الأجهزة التي يجري تلقيمها»، كما يقول أليكس ماك كالم الموظف في «ثالمك»، وهو يطلق أغنية لأحد المطربين الكبار في جهازه «آي باد» عن طريق تدوير يده في الفضاء. أما شركة «ميتايو» التي مقرها مدينة ميونيخ فهي تتوقع إنتاج نموذجها الأولي من جهازها اللوحي «بي سي» خلال خمس سنوات من الآن، المزود بكاميرا حرارية، من شأنها مع الجهاز تحويل أي سطح إلى رقعة لمس بالواقع الافتراضي، اعتمادا على الحرارة الصادرة من أصابع اليد.
«ومن شأن هذه التقنية المساعدة في أن تتحول أجهزة الرأس إلى منتج تجاري»، استنادا إلى تراك لورد رئيس قسم التسويق في «ميتايو» في الولايات المتحدة، الذي أردف قائلا «المفتاح إلى إطلاق المعلومات الرقمية هو عن طريق لمسها، وبذلك يصبح العالم هو شاشة اللمس».
وفي الجانب الأكثر مرحا هنالك شركات مثل «بت جم» التي تقدم سلفا تطبيقا يعتمد على الاشتراك (7.99 دولار شهري)، يرمي إلى جعل عمل التمارين والتدريبات الرياضية التي أساسها الآلات أكثر مرحا عن طريق العروض الجميلة على الفيديو. لكن خلال الصيف المقبل تهدف الشركة هذه التي مقرها بيركلي في أميركا إلى إضافة خاصيات افتراضية تضم صورا رمزية للأصدقاء الذين يتبعون السلوك والألعاب ذاتها. «فالواقع المعزز يتيح لنا الحصول على تجربة مسلية غامرة للتمارين والتدريبات»، وفقا إلى جين مايكل فوميير الرئيسة التنفيذية لـ«بت جم» التي تابعت تقول «كلما قربناك من واقع العدو والتدريب الرياضي، أصبحت أكثر التزاما وارتباطا مع هذا التدريب».
* تقنيات جديدة
* من المعروضات الأخرى التي ينبغي تسليط الضوء عليها:
- عرضت شركة «بانتومايم 3 دي» (Pantomime 3D) بابتهاج برنامجا ذكيا يجلب مستخدمه إلى عالم الألعاب المكسو بعالم حقيقي عن طريق كاميرا الجهاز اللوحي «وهو واقع معزز بالنسبة إلينا جميعا، لأننا لا نحتاج إلى جهاز للرأس للقيام بذلك»، وفقا إلى ديفيد ليفيت المؤسس المشارك لشركة «سيباستبول» في كاليفورنيا، حيث ذكر ذلك وهو يقوم بضرب الكرة الافتراضية عن طريق نفضة ذكية من رسغه.
ويجري إلحاق المستشعر «3 دي ستركشتر سينسور» من «أوكسيبتال» بمؤخرة جهاز «آي باد» مستخدما بطاريته، ليتلقى المعلومات وأنت تدور حول جسم أو شخص. وبعد الانتظار ثواني قليلة، تبرز فجأة نسخة ثلاثية الأبعاد لذلك الجسم «جاهزة لإرسالها إلى طابعة ثلاثية الأبعاد، أو إلى لعبة»، كما يقول آدام رودنتزكي مدير التسويق.
- ديما كسلوفسكي مؤسس شركة «أوغري» التي مقرها نيويورك يشغل جهازه اللابتوب عارضا برنامجا لجمع بيانات ومعلومات قيادة السيارة، أملا أن يؤدي إلى شوارع آمنة. ويقول وهو يعرض صورة لسائق يحوم نظام الملاحة على شكل أسطر براقة زرقاء فوق الزجاج الأمامي «سواء كان الجهاز مركبا على العين، أو معروضا على الزجاج الأمامي للسيارة، فالمعلومات ينبغي أن تكون أمامنا، وليست على مسافة لمحة منا». وأضاف «لقد بدأنا مع خارطة افتراضية لمدينة مانهاتن قبل أن ننطلق من هناك».
- وعالم السيارات هو تربة خصبة أيضا بالنسبة إلى «سوفت كاينتيك» الشركة التي تعمل في مجال البرمجيات التي تتحسس الحركات والإيماءات، والتي دخلت سلفا في مجال الألعاب، مثل «بلاي ستيشن 4» من «سوني». وهي تعمل حاليا مع «ديلفي إلكترونكس» لوضع كاميرات داخل البطانات الداخلية للأنسجة التي تغطي سقوف السيارات من الجيل المقبل. «فقط تصوروا أنه بالإمكان تجاوز الأغنية التالية عن طريق تحريك يدك ببساطة، أو حتى يمكن للصغار الجالسين في المقاعد الخلفية للسيارة التحكم بأجهزة الترفيه والتسلية بالطريقة ذاتها»، كما يقول مايك نيكولاس، نائب رئيس المحتويات والتطبيقات في الشركة المذكورة، الذي استدرك أيضا قائلا «قريبا ستعرف السيارة من أنت، وما الذي ترغب في فعله حال دخولك إليها».