حماس توافق على هدنة إنسانية لمدة أربع وعشرين ساعة.. وارتفاع حصيلة الضحايا لــ1060 فلسطينيا

إسرائيل تواصل حربها ضد غزة لليوم الـ21 على التوالي

اطفال فلسطينيون مشردون داخل متجر هربا من القصف وخوفا من المصير المجهول (أ.ف.ب)
اطفال فلسطينيون مشردون داخل متجر هربا من القصف وخوفا من المصير المجهول (أ.ف.ب)
TT

حماس توافق على هدنة إنسانية لمدة أربع وعشرين ساعة.. وارتفاع حصيلة الضحايا لــ1060 فلسطينيا

اطفال فلسطينيون مشردون داخل متجر هربا من القصف وخوفا من المصير المجهول (أ.ف.ب)
اطفال فلسطينيون مشردون داخل متجر هربا من القصف وخوفا من المصير المجهول (أ.ف.ب)

أعلنت حركة حماس اليوم (الاحد)، انها وبالتوافق مع الفصائل الفلسطينية في القطاع، وافقت على "تهدئة انسانية" في قطاع غزة لمدة اربع وعشرين ساعة، "استجابة" لطلب من الأمم المتحدة.
وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم الحركة في بيان صحافي "استجابة لتدخل من الأمم المتحدة ومراعاة لأوضاع شعبنا وأجواء العيد، تم التوافق مع فصائل المقاومة على تهدئة انسانية لمدة 24 ساعة تبدأ من الساعة الثانية ظهرا".
وتصاعد العدوان على القطاع؛ إذ قتل 11 فلسطينيا وأصيب 20 آخرون اليوم مع استئناف الجيش الإسرائيلي هجماته المدفعية والجوية على قطاع غزة، ليرتفع بذلك عدد ضحايا العدوان الاسرائيلي إلى 1060 قتيلا.
وقالت مصادر فلسطينية إن القتلى قضوا في هجمات إسرائيلية متفرقة على مدينة غزة وبلدة عبسان شرق خان يونس ومدينة دير البلح جنوب ووسط القطاع.
من جانبها، أكدت وزارة الصحة في غزة حصيلة عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية إلى 1060 وجرح أكثر من 6 آلاف آخرين، علما أن أطقمها الطبية كانت انتشلت يوم أمس جثث 147 قتيلا.
وقال شهود عيان إن الطائرات الإسرائيلية قصفت بصاروخين مكتبا يتبع قناة "الأقصى" الفضائية، التي تبث من غزة في برج الشروق السكني وسط المدينة، ما أدى إلى تدميره كليا.
ويضم البرج عددا من المكاتب الصحافية أدى القصف إلى تضررها من دون أن يبلغ على الفور وقوع إصابات.
وأعلنت حركة "حماس" الليلة الماضية، أن أي تهدئة إنسانية لا تضمن انسحاب إسرائيل من داخل حدود قطاع غزة وتمكين سكانه من النازحين من العودة لمنازلهم "غير مقبولة" بالنسبة لها.
وتبنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عدة هجمات بالصواريخ وقذائف الهاون على مواقع إسرائيلية، منها بينها إطلاق صاروخين من طراز (M75) على مدينة تل أبيب.
ويتواصل القتال في قطاع غزة لليوم 21 على التوالي وسط استمرار تعثر الجهود الإقليمية والدولية لإعلان اتفاق دائم لإطلاق النار.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».