قالت متحدثة باسم الخارجية الأميركية «لـ«الشرق الأوسط»»، إن الخارجية اضطرت لإجلاء دبلوماسيها من ليبيا بسبب تدهور الأوضاع هناك، خاصة بعد تزايد القتال في المنطقة التي بها السفارة الأميركية في طرابلس. وأضافت المتحدثة أن الدبلوماسيين سيعودون عندما يستتب الأمن هناك. وأشارت إلى بيان أصدرته ماري هارف، نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جاء فيه: «نحن ملتزمون بدعم الشعب الليبي خلال هذه الأوقات الصعبة، وحاليا نحن بصدد استكشاف خيارات لعودة دائمة إلى طرابلس في أقرب وقت يتحسن فيه الوضع الأمني».
وقالت المتحدثة إنه في مثل هذه الظروف، تركز الخارجية على أمن الدبلوماسيين والموظفين، وإن مثل هذه القرارات تتخذ بعد دراسة عميقة. وإن أهم شيء هو الأمن، خاصة أن مبنى السفارة «قريب جدا» من منطقة القتال بين الفصائل الليبية المتقاتلة. وأضاف البيان: «جرى النقل برا. وصباح اليوم، وصولوا إلى تونس. ومن هناك سيواصلون سفرهم». وأثنت الخارجية الأميركية على تعاون الحكومة التونسية معها في هذا الموضوع. وشكرتها.
وقال البيان: «سنستمر في إشراك جميع الليبيين والمجتمع الدولي للتوصل إلى حل سلمي للصراع الحالي. وسنواصل دعم التحول الديمقراطي في ليبيا». وكرر البيان ما جاء في بيانات سابقة بأن «الليبيين يجب أن يتوقفوا فورا عن الأعمال العدائية. وأن يبدأوا مفاوضات لحل مشاكلهم».
ودعا البيان إلى «احترام إرادة الشعب الليبي، بما في ذلك سلطة مجلس النواب الذي انتخب أخيرا».
وفي النهاية، قال البيان: «ضحى كثير من الليبيين الشجعان لدفع بلادهم نحو مستقبل أكثر أمنا، وأكثر ازدهارا. ونحن نستمر في الوقوف بصلابة مع الشعب الليبي لتحقيق ذلك».
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أمس، إنه جرى تعليق الأنشطة الدبلوماسية في السفارة الأميركية في العاصمة الليبية وإن العاملين بها نقلوا إلى تونس نظرا للاشتباكات بين ميليشيات متناحرة في طرابلس.
وأضاف كيري من مقر السفير الأميركي في باريس قبل أن يجري محادثات مع نظيريه التركي والقطري بشأن «الشرق الأوسط»: «نعلق أنشطتنا الدبلوماسية الحالية في السفارة. لا نغلق السفارة». وأردف كيري أن تركيا أجلت نحو 700 شخص من ليبيا. وتابع أن المبعوث الأميركي سيتواصل مع السفارة البريطانية وآخرين: «في مسعى للبناء على الانتخابات وشرعية تشكيل الحكومة والجهود المبذولة لإنهاء العنف». وطالب كيري الشعب الليبي بالتوحد ووقف العنف.
وقال: «مات كثيرون وبـذل جهد كبير من أجل ميلاد ليبيا الجديدة، ونتعشم أن يتمكن كل هؤلاء الناس من أن يدركوا معا أن دورة العنف الحالية لن تجلب سوى الفوضى وصعوبات على المدى البعيد على الأرجح». وأوضح كيري أن السفارة الأميركية ستستأنف عملها في طرابلس بمجرد أن يسمح الوضع الأمني بذلك. ووفرت طائرات «إف 16» مقاتلة وطائرات هليكوبتر من طراز أوسبري الحماية للرحلة البرية التي استغرقت خمس ساعات إلى تونس ولم تقع أي حوادث. وتدهور الوضع الأمني في العاصمة الليبية طرابلس بعد أسبوعين من القتال بين ميليشيات تبادلت إطلاق الصواريخ ونيران المدفعية في طرابلس قرب مجمع السفارة الأميركية.
واشنطن تجلي دبلوماسييها في ليبيا
الخارجية الأميركية لـ {الشرق الأوسط} : سنعود إلى طرابلس عندما يستتب الأمن
واشنطن تجلي دبلوماسييها في ليبيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة