محافظ نينوى لـ {الشرق الأوسط}: كتائب شعبية تقاتل {داعش} في الموصل

محافظ نينوى لـ {الشرق الأوسط}: كتائب شعبية تقاتل {داعش} في الموصل
TT

محافظ نينوى لـ {الشرق الأوسط}: كتائب شعبية تقاتل {داعش} في الموصل

محافظ نينوى لـ {الشرق الأوسط}: كتائب شعبية تقاتل {داعش} في الموصل

أعلن محافظ نينوى، أثيل النجيفي، أمس الانتهاء من تشكيل مجموعة من الكتائب الشعبية داخل مدينة الموصل لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وطرده من المدينة. وقال إن الكتائب نفذت خلال الأيام القليلة الماضية عددا من العمليات العسكرية داخل الموصل، في حين عدت «الهيئة التنسيقية لثورة العشائر» في العراق خطوة محافظ نينوى هذه «جزءا من خطة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي وإيران»، مؤكدة أنها لا تنوي الاصطدام مع «داعش» حاليا.
وقال محافظ نينوى في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «جرى الانتهاء من تشكيل الكتائب الشعبية لمحاربة (داعش) قبل أيام في الموصل، وهي الآن تقوم بعدد من العمليات العسكرية ضد هذا التنظيم». وأضاف: «هذه الكتائب هي الآن موجودة في الموصل وجرى الاعتماد على الجهود المحلية داخل الموصل لتسليحها وتشكيلها وهي لا تملك أي دعم خارجي أو أجنبي».
وأضاف النجيفي أنه «بسبب الوضع داخل الموصل لضمان سلامة وأمن مسلحي الكتائب لم تنشر عملياتها في وسائل الإعلام»، مؤكدا أن هذه القوات «ستواصل عملياتها حتى طرد مسلحي تنظيم داعش من المدينة بالكامل». وكشف عن أن «ضباطا من الجيش العراقي السابق يقودون هذه الكتائب الشعبية وعملياتها في الموصل»، من دون أن يشير إلى عدد هذه الكتائب.
وأكد النجيفي أن «الباب مفتوح أمام مشاركة كافة الأطراف في هذه الكتائب»، موضحا أن «من يريد المشاركة في الكتائب فليشارك، هذه كتائب موصلية جرى تشكيلها انتقاما لما قام به (داعش) من تفجيرات للأضرحة في الموصل والاعتداء على مقدسات الناس ومعتقداتهم، ولا تربطنا علاقة بأي جهة لا داخلية ولا خارجية»، مضيفا أن «ثوار العشائر لا يستطيعون قتال (داعش) لكن نحن نستطيع أن نقاتل (داعش)، وطردها من المدينة يحتاج إلى وقت».
وحول دور الفصائل المسلحة الأخرى في تشكيل هذه الكتائب، قال النجيفي: «الفصائل المسلحة الأخرى في الموصل مكشوفة أمام (داعش) ويستطيع مقاتلتها متى ما شاء. أما هذه الكتائب فلا يعرفها (داعش)، لكن مع أن تزداد قوة الكتائب ستلتحق بها هذه الفصائل لاحقا».
بدوره قال رعد عبد الستار السليمان، رئيس «الهيئة التنسيقية لثورة العشائر» في العراق في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن ما يقوم به النجيفي «جزء من خطة المالكي وإيران لتعزيز الميليشيات في العراق».
وأضاف: «ليست لدينا إمكانية كثوار عشائر لمقاتلة (داعش)، لأنه يمتلك القوة على الأرض، ولديه تدريب وخبرة عسكرية، وهذا مشروع المالكي». وتابع السليمان: «(داعش) يمتلك قوة خارقة وهو اليوم مسيطر على الأرض مع ثوار العشائر، وقتال (داعش) الآن يؤدي إلى أن نواجه مشكلة كبيرة واندلاع حرب شوارع، وفي الوقت ذاته لا نريد أن نخدم أجندة المالكي وإيران لأنهما أرادا هذا الشيء أن نحمل سلاحنا ونقاتل (داعش)، ونحن غير مستعدين لدخول هذا الصراع».
من جهته، قال محمد طه حمدون، المتحدث باسم الحراك الشعبي في العراق: «إذا كانت فكرة النجيفي تشكيل صحوات جديدة فنحن نرفض ذلك، أما إذا كانت خطته جمع الفصائل المسلحة كافة ما عدا (داعش) في فصيل واحد فنحن نؤيد هذه الخطوة، وهذا هو المطلوب ونحن نسير اليوم في توحيد كافة الفصائل المسلحة ما عدا (داعش)، نحن لن نرضى أن تبقى (داعش) في محافظاتنا لكن معركتنا مع (داعش) مؤجلة اليوم، لأن ثوار العشائر لا يستطيعون الآن فتح أكثر من جبهة». وأوضح حمدون أن «رؤية الفصائل الآن هي تشكيل قوات أمنية من مواطني هذه المحافظات المحررة لمسك زمام الأمور فيها والعمل على منع عودة جيش المالكي الطائفي إلى مدننا ولا (داعش) أيضا».
بدورهم هدد ضباط الجيش العراقي السابق المنضوين في «جبهة الخلاص الوطني» بالانتقام من «داعش» لما نفذه من تدمير للمراقد في الموصل. وقالت الجبهة في بيان لها تلاه العقيد مازن السامرائي المتحدث الرسمي باسم الجبهة في مؤتمر صحافي عقده في أربيل: «إن المجرمين الذين نفذوا هذه الأعمال لن يكونوا بمأمن من المحاسبة والقصاص على فعلتهم المشينة».
وفي الشأن ذاته، قال مصدر مطلع داخل الموصل لـ«الشرق الأوسط»، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن «داعش» قرر أمس تفخيخ قبر علي الأصغر الذي يقع إلى جانب المنارة الحدباء. وكان التنظيم فجر الخميس مرقد النبي يونس وأعقب ذلك الجمعة بتفجير مرقد النبي شيت وسط المدينة. وأضاف المصدر أن التنظيم بدأ بالفعل ومنذ أيام بتكثيف انتشاره في أحياء تموز والمشيرفة لوجود حركات مقاومة فيها. وحسب المصدر، فإن التنظيم بدأ أيضا بفرض التجنيد الإلزامي على أبناء الموصل «يشمل كل شاب أعزب من سن 17 عاما إلى 37 عاما، وكل بيت يوجد فيه أكثر من شاب يجب أن يتطوع أحدهم للقتال في صفوف (داعش) في العراق وسوريا وتم بالفعل إرسال مجموعة من هؤلاء إلى سوريا للمشاركة في القتال فيها».



«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».