ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى نحو 850 قتيلا و5500 جريح في قطاع غزة، بعد قتل الجيش الإسرائيلي أمس 35 آخرين على الأقل في الجمعة الأخير من شهر رمضان، ومن بينهم مسؤول الإعلام الحربي في سرايا القدس، واثنان من أبنائه، في وقت دخلت فيه الضفة الغربية بقوة على خط المواجهة مع إسرائيل، بعد اشتباكات هي الأعنف منذ الانتفاضة الثانية، وطالت جميع أنحاء الضفة، بما فيها القدس، وخلفت قتلى وجرحى.
وأفاق الفلسطينيون في غزة، فجر الجمعة، كالعادة، على قصف عنيف تركز شمال وجنوب القطاع، وراح ضحيته رجال ونساء وأطفال، بينما تواصل القتال العنيف على الأرض بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلين داخل المدن الفلسطينية الحدودية في بيت حانون والشجاعية وبيت لاهيا وخان يونس.
وقصفت المدفعية الإسرائيلية مناطق قريبة من سوق النصيرات وسط قطاع غزة أمس، عندما كانت مكتظة بالفلسطينيين، فقتل ستة وأصيب نحو 40.
وقال شهود عيان إن دبابات وطائرات الاحتلال تناوبت على قصف منطقة السوق، وهي مكتظة بالمتسوقين، ومن دون سابق إنذار.
كما استهدف بيت مسؤول الإعلام الحربي في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، صلاح أحمد أبو حسنين (أبو أحمد) (45 عاما) في رفح جنوب قطاع غزة، مما أسفر عن مقتله واثنين من أطفاله، وأصابت 18 من عائلته بجروح.
وقالت إسرائيل إن أبو أحمد كان عضوا في المجلس العسكري الأعلى للجهاد الإسلامي. ونعت سرايا القدس «أبو أحمد»، وتعهدت بالانتقام له.
وردت السرايا بقصف مستوطنات ومدن إسرائيلية بالصواريخ والقذائف، وأكدت في بيان لها أنها قصفت بئر السبع وأسدود بخمسة صواريخ غراد وقتلت ثلاثة جنود إسرائيليين في كمين محكم شرق خزاعة، شرق خانيونس، ولكن لم يتسن التأكد من صحة ذلك.
واعترفت إسرائيل بمقتل جندي إسرائيلي واحد، ولكن في شمال قطاع غزة، مما يرفع عدد القتلى من الجنود الإسرائيليين إلى 34 جنديا منذ بدء العدوان على غزة في 8 يوليو (تموز).
كما قصفت كتائب القسام مجددا مدن إسرائيل، واستهدفت مطار بن غوريون في تل أبيب.
وفي هذه الأثناء انتشلت طواقم الإسعاف سبعة جثامين متحللة لشهداء سقطوا في حي الشجاعية شرق غزة، الأحد الماضي. وانتشلت طواقم المنقذين الجثث، بعد إزالة بعض أنقاض المباني المدمرة، ونقلتها إلى مشفى الشفاء.
وكنت إسرائيل قصفت حي الشجاعية بمئات أطنان القنابل، مما خلف نحو 90 قتيلا، وترك جثثا تحت أنقاض المنازل في الحي الذي هجره سكانه.
ومع تواصل القصف العنيف الذي يستهدف منزل الفلسطينيين في غزة إضافة إلى منازل مسؤولي حماس والجهاد وفصائل أخرى، ارتفع عدد النازحين من منازلهم إلى 230 ألفا.
وأعلنت وكالة الغوث الدولية (الأونروا) أن نحو 230 ألفا من سكان غزة قد تشردوا من منازلهم بسبب العملية الإسرائيلية الجارية حاليا، مشيرة إلى إقامة 160 ألفا منهم في منشآتها.
وجددت «الأونروا» دعوتها لجميع «الأطراف» إلى احترام القانون الدولي والإنساني، وإلى عدم التعدي على ممتلكات الأمم المتحدة في قطاع غزة.
من جهته أعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، أن الجندي الإسرائيلي المفقود أورون شاؤول قد قتل في المعارك، وأنه سيعرف كأحد قتلى الجيش الذين لا يعرف مكان دفنهم. وكانت القسام أعلنت الأحد الماضي أنها تمكنت من أسر الجندي دون أن تعطي أي تفاصيل حول وضعه.
وفي سياق متصل، دعت منظمة الصحة العالمية إلى فتح ممر آمن في غزة لتمكين عمال الإغاثة الإنسانية من انتشال جثامين القتلى الفلسطينيين وإجلاء الجرحى، وإمداد مشافي القطاع بالمستلزمات الطبية والأدوية الضرورية.
وفي هذا الوقت، دخلت الضفة الغربية بقوة على خط المواجهة، وتفجرت اشتباكات عنيفة في معظم مدن الضفة أدت إلى مقتل خمسة فلسطينيين على الأقل، وإصابة نحو ألف.
وكانت جماهير غفيرة قد توجهت إلى معبر قلنديا في «ليلة القدر» في مسيرة «48 ألفا» تنديدا بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وهي مسيرة دعا إليها مجموعة من الناشطين الفلسطينيين، أطلقوا صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، تحت اسم «مسيرة 48 ألفا»، هدفها حشد 48 ألف فلسطيني من الداخل والخارج لتنظيم مسيرة جماهيرية في ليلة القدر تخترق الحواجز الإسرائيلية من رام الله إلى القدس.
وقبل وصول المسيرة، أغلقت قوات الاحتلال معبر قلنديا المؤدي إلى مركز مدينة القدس المحتلة، ومن ثم واجهت المسيرة بالقوة. وتزامن ذلك مع دعوات من القيادة الفلسطينية للتظاهر بكثافة تنديدا بجرائم الاحتلال ضد قطاع غزة.
واستخدم الفلسطينيون الحجارة والمفرقعات في مهاجمة الجيش الإسرائيلي الذي رد بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع.
وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله المجتمع الدولي بأن «يتوقف عند مسؤولياته بحماية الشعب الفلسطيني من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي المتعددة، سواء بالقتل والقصف وهدم البيوت، طوال الـ48 عاما الماضية».
وقال الحمد الله أثناء تفقده جرحى فلسطينيين: «يجب توفير الحماية الدولية ومحاسبة الاحتلال على مسؤوليته عن هذه الجرائم.. على العالم أن يتوقف عن سياسة الكيل بمكيالين، فإسرائيل دولة محتلة، وعلى العالم أن ينهي هذا الاحتلال، واعتداءاته سواء في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وإلزام إسرائيل بتطبيق قرارات الشرعية الدولية».
وأدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، صلاة الغائب على أرواح الضحايا في غزة والضفة الغربية.
وتواصلت الاشتباكات ليلا في مناطق واسعة من الضفة وفي القدس بعد منع الشرطة الإسرائيلية للمصلين من دخول الأقصى في ليلة القدر، ولأداء صلاة الجمعة.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد حولت القدس إلى ثكنة عسكرية، ومنعت الرجال تحت سن 50 من دخول الأقصى من حاملي بطاقات الهوية الإسرائيلية، ومنعتهم نهائيا من الوصول.
وقال وزير الأمن الداخلي، يتسحاق أهارونوفيتش، معقبا على المواجهات في القدس: «إن كل من تسول له نفسه ممارسة الشغب سيلاقي ردا شديد الصرامة من الشرطة وقوات الأمن».
مقتل مسؤول في «الجهاد» وأبنائه.. والضفة تدخل على خط المواجهة
850 قتيلا و5500 جريح و230 ألف نازح في ثلاثة أسابيع
مقتل مسؤول في «الجهاد» وأبنائه.. والضفة تدخل على خط المواجهة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة