سلكت أوّل قافلة للمساعدات الإنسانية طريقها نحو المناطق السورية التي تسيطر عليها المعارضة عبر باب السلام على الحدود التركية بينما اتهم الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون الأطراف المتحاربة بمنع توصيل المساعدات الإنسانية تعسفيا لملايين المحتاجين وقال: إن هذا تكتيك يستخدم في الحرب هناك.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أقرّ بالإجماع على قرار منذ عشرة أيام يفوض بتوصيل المساعدات من أربعة معابر حدودية من تركيا والعراق والأردن من دون موافقة دمشق التي حذّرت من أنها ستعد توصيل مثل هذه الشحنات توغلا في أراضيها. وفيما كانت المتحدثة الإقليمية باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد أشارت إلى أنّ الأمم المتحدة لن تستخدم معبر اليعربية بين العراق وسوريا، بسبب المعارك المستمرة في الجانب العراقي وبوصفه غير صالح للاستخدام أمنيا، توقّع رامي عبد الرحمي، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تدخل المساعدات عبر المعابر التي حدّدها قرار مجلس الأمن، بما فيها الحدودي مع العراق.
وقال عبد الرحمن في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأنّ نجاح التجربة الأولى سيسمح بإدخال المزيد من المساعدات في الأيام المقبلة لا سيما أنّ النظام وبناء على طلب روسي لن يقدم على استهدافها أو منعها، كما أنّه حصل على ضمانات من روسيا بأنّ تخضع القوافل إلى مراقبة لضمان حصرها بالمواد الغذائية.
وتبنى المجلس قرارا إدخال المساعدات بإجماع أعضائه بمن فيهم روسيا والصين، اللتان سبق أن عطلتا تبني أربعة مشاريع قرارات غربية منذ اندلاع النزاع السوري قبل أكثر من ثلاثة أعوام، ومن شأن هذا القرار الدولي الذي ينص على أن يخضع تحميل الشاحنات لـ«آلية مراقبة» تحددها الأمم المتحدة «بهدف تأكيد الطابع الإنساني للشحنات»، أن يسمح بإغاثة أكثر من مليون مدني في مناطق تسيطر عليها المعارضة.
وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أماندا بيت «عبرت قافلة من تسع شاحنات من معبر باب السلام التركي إلى سوريا اليوم (أمس) حاملة أغذية ومساعدات للإيواء وإمدادات لتطهير وتنقية المياه من الأمم المتحدة».
وفي غياب تفاصيل عن كيفية توزيع هذه المساعدات، قال عضو مجلس قيادة الثورة في حلب، حسان نعناع، لـ«الشرق الأوسط» بأنّه وبعدما كانت عملية توزيع المساعدات كانت تتم عبر النظام السوري الذي يحصرها بالمناطق الموجودة تحت سيطرته والسوريين الموالين له، دخلت أمس أوّل قافلة مساعدات إلى المناطق المحرّرة، في خطوة من شأنّها أن تخفّف من معاناة آلاف العائلات التي تعيش تحت خط الفقر. ولفت نعناع إلى أنّه من المتوقّع أن تصل هذه القافلة إلى ريفي حلب الشمالي والشرقي، عادا أنّ هذه الخطوة هي تجربة تقوم بها الأمم المتحدة لمعرفة عما إذا كان بالإمكان استكمال عملية إدخال المساعدات، مشيرا إلى أنّه ولغاية الآن يمكن القول: إن المهمة قد نجحت وكانت القافلة قد دخلت تحت حماية الجيش الحر وبعض الفصائل المعارضة الموجودة في المنطقة.
وكان تقرير لمجلس الأمن قد صدر ليل أمس، أشار إلى إن ما يقدر بنحو 10.8 مليون شخص يحتاجون المساعدة منهم 4.7 مليون في مناطق يصعب الوصول إليها. ومن بين هؤلاء 241 ألف شخص على الأقل في مناطق تحاصرها القوات الحكومية أو جماعات المعارضة.
قافلة المساعدات الأولى تدخل مناطق المعارضة عبر تركيا
بعد قرار مجلس الأمن الأخير لتوزيعها في ريفي حلب الشمالي والغربي
قافلة المساعدات الأولى تدخل مناطق المعارضة عبر تركيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة