القوات الأردنية تسقط طائرة استطلاع اخترقت الحدود الشمالية مع سوريا

حلقت فوق مخيم الزعتري ومخيم للعسكريين السوريين وقاعدة جوية

القوات الأردنية تسقط طائرة استطلاع اخترقت الحدود الشمالية مع سوريا
TT

القوات الأردنية تسقط طائرة استطلاع اخترقت الحدود الشمالية مع سوريا

القوات الأردنية تسقط طائرة استطلاع اخترقت الحدود الشمالية مع سوريا

أجمع خبراء أردنيون على أن طائرة الاستطلاع التي دخلت الحدود الشمالية من سوريا، وجرى إسقاطها من قبل الدفاعات الجوية الأردنية، هي رسالة من النظام السوري تحمل في طياتها شقين؛ عسكري وسياسي للجانب الأردني، خاصة أنها جاءت بعد أقل من 24 ساعة على حديث العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء أول من أمس، عندما قال: «إن إجراءاتنا العسكرية والأمنية على الحدود الشمالية والشرقية قوية وفعالة، وحدودنا آمنة ومسيطر عليها تماما، ونحن على أتم الاستعداد للتصدي لأي محاولات للعبث بأمن الأردن واستقراره»، مؤكدا أن «قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية على درجة عالية من الجاهزية والاحترافية، وهي قادرة على ضبط الحدود وحماية الأردن من أي أخطار، بما يكفل سلامة الوطن وسيادة أراضيه».
وأشار الخبراء إلى أن الطائرة من النوع الاستطلاعي وكانت تقوم بمهمة تصوير لعدد من المواقع العسكرية والمدنية القريبة من الحدود السورية الأردنية، حيث إن تحليقها جاء فوق مخيم الزعتري للاجئين السورين الذي يبعد عن الحدود السورية 18 كيلومترا، إضافة إلى استطلاع قاعدة الملك حسين الجوية القريبة من المخيم، لجس نبض الدفاعات الأردنية، وكذلك فإن الطائرة كانت في طريقها إلى من منطقة منشية العليان، التي يوجد بها مخيم العسكريين السوريين، الذين انشقوا عن الجيش النظامي، وهربوا إلى الأردن ويقطن فيه نحو ثلاثة آلاف شخص».
إلا أن المراقبين السياسيين يرون أن هذه رسالة من النظام السوري إلى الأردن بعد أن دخلت قبل عدة أيام قافلة مساعدات إنسانية من حدود الرمثا إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وفق قرار مجلس الأمن، دون موافقة الحكومة السورية».
وكان مصدر أمني أردني أفاد بأن الدفاعات الجوية الأردنية أسقطت، صباح أمس، طائرة استطلاع مجهولة الهوية فوق محافظة المفرق قرب الحدود الشمالية مع سوريا. وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن «الدفاعات الجوية أطلقت صاروخا على طائرة استطلاع مجهولة الهوية كانت تحلق في منطقة قريبة من مخيم الزعتري بمحافظة المفرق، قرب الحدود السورية، وأسقطتها».
وأضاف المصدر أن «الرادار رصد تحليق الطائرة، وهي من دون طيار، فوق مدينة المفرق، قبل أن يطلق عليها صاروخ أرض - جو فيسقطها». وأشار المصدر إلى أن «القوات المسلحة والجهات المختصة تعاملت مع الحادثة التي لم تسفر عن سقوط أي إصابات». وبحسب المصدر، فإن «القوات المسلحة فرضت طوقا أمنيا في الموقع، وفتحت تحقيقا بالحادث للتحقق من هوية الطائرة».
وتعد هذه الحادثة الأولى من نوعها منذ اندلاع النزاع في الجارة الشمالية سوريا في مارس (آذار) 2011. بيد أن طائرات سلاح الجو الملكي الأردني دمرت في أكثر من مناسبة، في 11 مايو (أيار) و14 أبريل (نيسان) الماضيين سيارات وآليات حاولت عبور الحدود من سوريا إلى المملكة.
وكان مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة قد صرح بأنه جرى، فجر أمس، رصد هدف جوي فوق المنطقة الشمالية الشرقية من حدود المملكة، وجرت متابعة الهدف من قبل وحدات سلاح الجو الملكي ورصد حركته، حيث جرى تدميره في منطقة خالية من السكان ضمن محافظة المفرق.
وأكد المصدر أن أي اختراق لحدود المملكة البرية أو الجوية أو البحرية سيجري التعامل معه بكل حزم وقوة، ولن تسمح القوات المسلحة لأي كان بالمساس بأمن الوطن أو المواطن.
ووفق المصدر، فإن «القوات المسلحة فرضت طوقا أمنيا في الموقع، وفتحت تحقيقا بالحادث للتحقق من هوية الطائرة».
من جانبهم، قال شهود عيان إنهم سمعوا «صوت انفجار قويا بالقرب من منطقة ثغرة الجب قرب مخيم الزعتري»، بينما شاهد بعضهم «سقوط جسم غريب» لم تحدد ماهيته.
كما أعلن الجيش الأردني مرات عدة الاشتباك مع متسللين، واعتقال عدد منهم، إضافة إلى تدمير عدد من المركبات.
وعززت السلطات الأردنية الرقابة على حدود المملكة مع سوريا، التي تمتد لأكثر من370 كلم، واعتقلت عشرات الأشخاص الذين حاولوا عبورها بشكل غير قانوني، وحاكمت عددا منهم. مع العلم بأن المملكة تستقبل أكثر من 646 ألف لاجئ سوري لجأوا إليها هربا من العنف الدائر في بلدهم منذ آذار 2011. بينهم ما يزيد عن مائة ألف لاجئ في مخيم الزعتري.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.