بطلب من كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي، قرر رئيس البرلمان سليم الجبوري تأجيل عملية انتخاب رئيس الجمهورية إلى اليوم بدلا من إجرائها أمس. وبينما أعلن كبير المرشحين لمنصب الرئاسة من خارج إطار التوافقات السياسية، وهو النائب مهدي الحافظ، سحب ترشيحه، أعلنت كتلة «دولة القانون» أن ترشيح النائبة عنها حنان الفتلاوي لا يمثل رأي الكتلة التي ستصوت للمرشح الكردي طبقا لمبدأ التوافقات والمحاصصة السياسية.
وبانسحاب الحافظ وعدم احتمال حصول الفتلاوي على أصوات كتلتها فإن الطريق بات ممهدا للمرشح الكردي لمنصب الرئاسة بينما لم تتفق الكتل الكردية على مرشح واحد للرئاسة من بين ثلاثة مرشحين، اثنين من قبل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس جلال طالباني وهما (فؤاد معصوم وبرهم صالح) وثالث هو محافظ كركوك نجم الدين كريم الذي رشح نفسه بصفة شخصية وإن كان قياديا في الاتحاد الوطني الكردستاني.
وفي السياق ذاته، قال مصدر في كتلة التحالف الكردستاني لـ«الشرق الأوسط»، شريطة عدم الإشارة إلى اسمه، إن «كريم يمكن أن ينسحب لصالح فؤاد معصوم فيما لو وجد أن هناك أرجحية له في جولة الانتخابات في حال لم تحصل تسوية بين المرشحين الرسميين أو من قبل المكتب السياسي للحزب». وكان كريم، الذي تؤيده عقيلة الرئيس طالباني هيرو خان، قد استبعد كمرشح من قبل المكتب السياسي بسبب تقديمه أوراقه إلى رئاسة البرلمان خارج إطار موافقة الحزب.
وأوضح عضو البرلمان العراقي عن كتلة التحالف الكردستاني، فرهاد حسن، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «في ظل عدم حسم قضية المرشح الكردي لرئاسة الجمهورية فإن التحالف الكردستاني طلب إمهاله 24 ساعة لغرض الاتفاق على مرشح واحد من بين المرشحين الكرد»، مشيرا إلى أن «كتلة التحالف الكردستاني وكذلك القيادة الكردستانية هي الآن بصدد وضع آلية معينة لاختيار شخص واحد فقط لكي يجري التصويت عليه، لا سيما أن هناك عددا كبيرا من المرشحين على منصب الرئاسة وهناك مسائل كثيرة تتطلب توحيد الموقف داخل البيت الكردي وعدم تحويل هذه المسألة إلى عقدة خلافية». وأوضح حسن أن «من بين الآليات التي يمكن اعتمادها لاختيار أحد المرشحين إجراء عملية انتخاب داخل الكتلة بالإضافة إلى آليات أخرى يجري تدارسها الآن بحيث نكون قد حسمنا الأمر خلال جلسة الخميس (اليوم)». وبشأن ما إذا كان ترشيح كريم لنفسه سيزيد من خلط الأوراق، قال حسن إن «نجم الدين كريم مارس حقه الشخصي مثلما مارسه أكثر من مائة مواطن عراقي».
من جانبه، عد عضو البرلمان العراقي وأبرز المرشحين لرئاسة الجمهورية خارج المحاصصة مهدي الحافظ انسحابه من المنافسة على منصب رئاسة الجمهورية بأنه حقق أغراضه. وقال الحافظ في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «ما أعلنته أول الأمر من أن الوقت قد حان لتغيير قواعد اختيار الرئاسات الثلاث على أسس وطنية وليس طبقا لمبدأ المحاصصة الطائفية والعرقية قد حقق أهدافه عندما أعلن رئيس البرلمان أمس أن انتخاب رئيس الجمهورية سيكون خارج التوافقات وبالتالي فإن رسالتي وصلت». وأضاف الحافظ أن «السبب الآخر الذي جعلني أنسحب من سباق الرئاسة، هو أنني لاحظت وجود أعداد كبيرة من المرشحين من دون تحديد ضوابط معينة وكان ينبغي أن تضاف شروط لمن يروم الترشح للرئاسة وهو أن يجلب تأييد ما لا يقل عن عشرين أو ثلاثين ألف مواطن عراقي». وأوضح الحافظ أنه لا يزال يرى أن «الحاجة ماسة إلى رئيس عربي للعراق لأن مستقبل العراق يتوقف كثيرا على حسم هذه المسألة، لكن يبدو أن الإمكانيات لذلك لم تتوفر حتى الآن ففضلت الانسحاب». وبشأن ما إذا كان سيصوت لأحد المرشحين الكرد لمنصب الرئاسة بعد انسحابه أكد الحافظ «نعم سأصوت لمن أراه شخصا مناسبا».
عقدة التحالف الشيعي تنتقل إلى الأكراد بعد فشلهم في اختيار مرشح لرئاسة العراق
البرلمان يؤجل التصويت إلى اليوم ومؤشرات على العودة إلى صيغة «التوافقات»
عقدة التحالف الشيعي تنتقل إلى الأكراد بعد فشلهم في اختيار مرشح لرئاسة العراق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة