يوميات مراسل من غزة: الاستيقاظ على دوي انفجارات ويوم بلا كهرباء

يوميات مراسل من غزة: الاستيقاظ على دوي انفجارات  ويوم بلا كهرباء
TT

يوميات مراسل من غزة: الاستيقاظ على دوي انفجارات ويوم بلا كهرباء

يوميات مراسل من غزة: الاستيقاظ على دوي انفجارات  ويوم بلا كهرباء

مر يومان لم أتذوق فيهما طعم النوم، عيون ذابلة ومواجع تهدد جسدي، وأرق لا ينقطع وأنا أفكر في مستقبل عائلتي التي تعيش منذ العدوان أياما عصيبة وهي تترقب مصيرها مع انتشار رائحة الموت من كل مكان في قطاع غزة.
ساعة واحدة.. كان نصيب جسدي وعقلي بأن غفوت قليلا، قبل أن أصحوا مفزوعا عند السادسة صباحا على صوت قنبلة دمرت منزلا لا يبعد عن بيتي سوى بضع مئات من الأمتار، حتى إنني استنشقت من نوافذ غرفتي بواعث الدخان من آثار القصف العنيف الذي هز المنزل.
حاولت إشعال ضوء لكن الكهرباء لم تسعفني، كنت أعتقد لوهلة أنها عادت لمخيمي (الشاطئ) بعد 32 ساعة من الانقطاع.
أردت أن أكتب خبر الغارة على صفحتي في «الفيسبوك» كما تعودت دائما عند كل غارة إسرائيلية، إذ يترقب كثيرون من خارج غزة ما أكتب ليعرفوا الأخبار تباعا.
المخيم بأكمله ما زال بانتظار الكهرباء، كما ينتظر المرء مصيره المجهول في معركة استخدمت فيها إسرائيل كل أنواع صواريخها وأسلحتها بحجة البحث عن أمنها المفقود.
الغارة لم توقظني وحدي، بل أيقظت كل من في البيت؛ والدتي وأشقائي وشقيقاتي كلهم مذعورون، لكنهم بسلام، غير أن الغارة لم تمر بسلام على أبناء مخيمي الذين أصيب بعضهم من شدة الانفجار.
كل الهدوء الذي ساد المنزل بعد الزلزال الذي ضرب المخيم، لم يدعني وشأني لاستغلال دقائق أخرى للنوم قليلا، لأن الطائرات الحربية عادت تضرب أهدافا أخرى لا نعرف أين بالتحديد.
هذه المرة قررت الاتصال هاتفيا بزملائي الصحافيين لتتبع الأخبار، فأفادني أحدهم بأن بعض تلك الغارات استهدفت حي التفاح، شرق مدينة غزة، وغارات أخرى استهدفت منازل في أحياء أخرى كالنصر والشيخ رضوان بالقرب من مخيم الشاطئ الذي أقطن به.
لحظات مرت حتى جاءني شقيقي الأكبر مذعورا وهو يقول: «هناك قصف عنيف على بيت لاهيا»، وأضاف مرتبكا: «اتصل بأختك فورا، شوفها بخير». سارعت فورا وبهلع أمسك بهاتفي لأتصل بها، لكن لا مجيب على هاتف منزلها. كررت الاتصال مرات عدة دون جدوى حتى نجحت أخيرا في الوصول إليها عبر هاتف أحد أبنائها الذي أبلغني أنهم جميعا تحت الدرج في المنزل خوفا من القصف الذي يطال المنطقة وأنهم بخير. عندها، تنفست الصعداء وأغلقت الخط.
كانت بداية متوترة ليوم سريع آخر مليء بالقلق والخوف من مصير مجهول. لا أعرف مصيري ولا مصير عائلتي، وأفكر في الآخرين من أقربائي الذين يفرون من حي الشجاعية وجباليا.
انتهى اليوم واستؤنفت الغارات الإسرائيلية مجددا، لا أعرف أين سيوجه الطيار هذه المرة صاروخه، وهل يصيبنا أم جيراننا؟



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».