تواصلت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة في يومها الـ15 أمس، مما أدى إلى مقتل 62 فلسطينيا على الأقل وإصابة نحو مائة آخرين في قصف مكثف استهدف مناطق عدة بالقطاع، بينها مدرسة تابعة لـ«الأونروا»، الأمر الذي رفع مجمل الضحايا الفلسطينيين إلى 620 على الأقل والمصابين إلى 3700.
وقال أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «عدد الشهداء حتى الساعة الخامسة مساء (من يوم أمس) كان 62 وأكثر من 100 جريح». وأضاف: «العدد يرتفع في كل دقيقة». وأكد أن عدد الضحايا بشكل عام «يناهز 620 شهيدا و3740 جريحا».
ونشرت وزارة الصحة أسماء غالبية الضحايا على موقعها الإلكتروني. وقال القدرة إن بعض الذين انتشلوا من تحت الأنقاض ما زالوا مجهولي الهوية حتى اللحظة.
وتتكدس في مستشفيات غزة جثث لعائلات بأكملها ورجال ونساء وأطفال ومئات من الجرحى، وسط نقص حاد في الأدوات والاحتياجات الطبية وهو ما يتسبب في أحيان كثيرة في حالة فوضى كبيرة.
وأطلق وزير الصحة الفلسطيني جواد عواد، أمس، مناشدة عاجلة للمؤسسات والمنظمات الصحية الدولية كافة في العالم بسرعة التدخل لإنقاذ المستشفيات والمراكز الصحية في قطاع غزة من الانهيار. وقال عواد: «إن الوضع الإنساني والصحي الكارثي في قطاع غزة يهدد المستشفيات والمراكز الصحية فيه بالانهيار الحقيقي بحيث تقف عاجزة عن تقديم الخدمة الطبية للجرحى والمرضى - لا سمح الله». وأضاف: «الوضع الإنساني والصحي في قطاع غزة ينذر بانهيار حقيقي للمستشفيات والمراكز الصحية، وأن تصعيد جيش الاحتلال الإسرائيلي واستهدافه المستشفيات وحصارها بقصف المباني المجاورة ومنع طواقمها من إخلاء الجرحى ونقل المرضى واستهداف طواقم الإسعافات الأولية وقصفهم بشكل مباشر - جريمة بحق الإنسانية وخرق سافر للأعراف والمواثيق الدولية كافة». واتهم عواد إسرائيل باستهداف الطواقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف.
وقال وزير الصحة إن الاحتلال استهدف خمسة مستشفيات وألحق أضرارا بمستشفى غزة الأوروبي ومستشفى الوفاء ومستشفى بيت حانون، ودمر مقر الهلال الأحمر في عزبة عبد ربه، بالإضافة إلى تدمير 11 سيارة إسعاف، وتضررت أربعة مراكز رعاية أولية حكومية وثلاثة تتبع للإغاثة الطبية. وأضاف: «الحرب على غزة تسببت أيضا في استشهاد الصيدلاني أنس أبو الكاس والمسعف فؤاد جابر، والإداري لعيادة عطا حبيب، محمد العرير وإصابة ثلاثة من العاملين في الطواقم الطبية، إضافة إلى إغلاق 68 مركز رعاية أولية».
ولم تتوقف إسرائيل عن قصف مناطق محيطة بالمستشفيات، أمس، كما استهدفت مزيدا من منازل المسؤولين والناشطين في حركة حماس إلى جانب المنازل الأخرى، وثلاثة مساجد ومكاتب صحافية ومحطة لتوليد الكهرباء وسط القطاع. وتنوع القصف الإسرائيلي بين مدفعي وجوي ومن عرض البحر، في يوم دام آخر على الغزيين، فيما ردت حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى بقصف مدن إسرائيلية.
واستمر القتال بين الطرفين بعد أن فشلت هدنة إنسانية لعدة ساعات كان عرضها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. ورفضت إسرائيل الهدنة الإنسانية، وأعلنت أنها ستواصل القتال حتى تحقق أهدافها.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن «إسرائيل ستواصل القيام بكل ما هو ضروري لحماية مواطنيها من الإرهاب المنطلق من قطاع غزة»، مضيفا: «أن ذلك ليس حقا علينا فقط، بل هو واجب ملقى على عاتقنا». وأضاف للصحافيين أمس أن «أي دولة ذات سيادة كانت ستقوم بما تقوم به إسرائيل».
وبرر نتنياهو استهداف المدنيين الفلسطينيين بقوله: «نحن نبذل كل جهد مستطاع للحيلولة دون تعرض المدنيين لأذى. لكن حماس تتعمد شن الاعتداءات انطلاقا من مدارس ومستشفيات ومساجد ومنازل، وذلك من أجل زيادة حجم الإصابات المدنية (في غزة)».
واستمرت الاشتباكات العنيفة أمس على أبواب الأحياء السكنية في بيت حانون وخان يونس والشجاعية، وسجلت محاولات تقدم في جباليا. وتلقى إسرائيل مقاومة عنيفة داخل هذه الأحياء الحدودية، ويتبادل الجيش الإسرائيلي وكتائب عز الدين القسام، التابعة لحركة حماس، الإعلانات عن مقتل أعداد كبيرة من الطرف الآخر.
من جانبه، قال قائد لواء «ناحال» الإسرائيلي الكولونيل أوري غورودين، إن جنود اللواء «تمكنوا منذ بدء العملية البرية (الخميس الماضي) من قتل عشرات المسلحين من حماس في منطقة بيت حانون». وأضاف: «إن حركة حماس حاولت مفاجأة القوات بوسائل مختلفة من ضمنها اختطاف جنود، ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل».
وأعلن الجيش الإسرائيلي سيطرته على معظم الأنفاق التي تستخدمها حركة حماس لشن عملياتها داخل إسرائيل. وقال الناطق بلسان الجيش، البريغادير موتي ألموز: «إن قوات الجيش لم تفاجأ بحجم شبكة الأنفاق وأن حقيقة تمكنها من السيطرة على معظم هذه الأنفاق تدل على مستوى المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها إسرائيل». وأعلن اكتشاف 23 نفقا تمتد بعضها إلى الأراضي الإسرائيلية، بالإضافة إلى 66 فتحة لأنفاق.
لكن مثل هذه الاكتشافات لم توقف صواريخ حماس و«الجهاد»، إذ قصفت الفصائل الفلسطينية، أمس، تل أبيب وبئر السبع وكريات جاد ويهودا القريبة من القدس بعدة صواريخ.
بينما أعلنت «القسام» في بيان «أن مجاهديها أحصوا منذ بدء الحرب البرية مقتل 52 جنديا في الاشتباكات المباشرة». وقالت: «إن من بين هؤلاء القتلى ضباطا كبارا في الجيش الصهيوني»، مشيرة إلى أن «هذا العدد لا يشمل القتلى الذين تكتم العدو عليهم في آلياته المستهدفة».
وأعلنت «القسام» أنه منذ بدء الحرب البرية دمرت 36 آلية إسرائيلية، واستهدفت أماكن تتحصن بها القوات الخاصة بـ35 قذيفة و33 عبوة، وقنصت 11 جنديا، وأسرت الجندي أورون شاؤول.
واعترف الجيش الإسرائيلي بأسر شاؤول وقال إن عدد قتلاه بلغ 28 فقط، بينما نعت «القسام» نحو 25 من مقاتليها في عمليات مختلفة منذ بدء العدوان.
مقتل 60 فلسطينيا وإصابة أكثر من مائة في غارات إسرائيلية مكثفة على غزة
ارتفاع عدد الضحايا إلى 620.. «القسام» تجدد قصف مدن إسرائيلية
مقتل 60 فلسطينيا وإصابة أكثر من مائة في غارات إسرائيلية مكثفة على غزة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة