فابيوس: على إسرائيل وقف المجازر والهجمات فورا

الاتحاد الأوروبي دعا إلى الالتزام بالقوانين الإنسانية الدولية

لوران فابيوس
لوران فابيوس
TT

فابيوس: على إسرائيل وقف المجازر والهجمات فورا

لوران فابيوس
لوران فابيوس

قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، إن سقوط 600 قتيل في غزة أمر غير مقبول وإنه يجب على إسرائيل أن توقف «المجازر والهجمات»، وفي غضون ذلك دعا الاتحاد الأوروبي الدولة العبرية إلى «الالتزام بالقوانين الإنسانية الدولية» في القطاع.
وقال فابيوس لتلفزيون «تي إف 1»: «لم يكن مقبولا أن تتعرض دولة لتهديد الصواريخ وأن تسقط عليها صواريخ.. لكن الرد يجب أن يكون متناسبا». وأضاف: «عندما نتحدث عن نحو 600 قتيل.. من الواضح أن هذا أمر لا يمكن أن نقبله. يجب أن تتوقف المجازر والهجمات فورا».
بدوره، دعا الاتحاد الأوروبي إسرائيل إلى «الالتزام بالقوانين الإنسانية الدولية» في غزة، بعد سقوط 620 قتيلا فلسطينيا في عمليتها العسكرية ضد قطاع غزة التي بدأت في الثامن من يوليو (تموز). وقال الاتحاد الأوروبي في بيان صدر في ختام اجتماع لوزراء الخارجية إنه «يطلب من جميع الأطراف الالتزام بوقف لإطلاق النار على الفور (...) كما يدين إطلاق حماس الصواريخ على إسرائيل»، معتبرا أنها أعمال «إجرامية غير مبررة»، ودعاها إلى «وقف هذه الأعمال على الفور والتخلي عن العنف»، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، إلا أن الاتحاد الأوروبي ندد أيضا بـ«سقوط مئات الضحايا المدنيين وبينهم الكثير من النساء والأطفال». وأضاف البيان: «مع الإقرار بحق إسرائيل المشروع بالدفاع عن النفس ضد هذه الهجمات، فإن الاتحاد الأوروبي يشدد على أن العملية العسكرية الإسرائيلية يجب أن تكون متكافئة ومتطابقة مع القوانين الإنسانية الدولية».
كما شدد الاتحاد الأوروبي على «ضرورة حماية المدنيين في كل الأوقات، وهو يعرب عن ذهوله الشديد لسقوط الضحايا في حي الشجاعية»، في شرق غزة حيث قتل أكثر من 75 شخصا في قصف إسرائيلي الأحد، كما أعرب عن «القلق الشديد إزاء التدهور السريع للأوضاع الإنسانية» في القطاع.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.