نجم الدين كريم.. مرشح للرئاسة يغرد خارج السرب الكردي

محافظ كركوك والقيادي في حزب طالباني تجمعه علاقة جيدة بالمالكي

نجم الدين كريم.. مرشح للرئاسة  يغرد خارج السرب الكردي
TT

نجم الدين كريم.. مرشح للرئاسة يغرد خارج السرب الكردي

نجم الدين كريم.. مرشح للرئاسة  يغرد خارج السرب الكردي

اختار نجم الدين عمر كريم، محافظ كركوك والقيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس المنتهية ولايته جلال طالباني، أن يغرد خارج السرب عندما قرر الترشح فرديا للرئاسة العراقية من دون إعلام حزبه أو برلمان ورئاسة كردستان، رغم أن حزبه تقدم رسميا بمرشحين لهذا المنصب الذي هو من حصة الأكراد حسب العرف السياسي ومن حصة «الاتحاد» ضمن التفاهمات الكردية.
وكريم من مواليد كركوك عام 1949، وهو أول محافظ منتخب لها. أكمل كريم دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية في كركوك وتخرج في كلية الطب بالموصل عام 1972. وفي العام ذاته التحق بالحركة الكردية، فانضم إلى قوات البيشمركة، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية ليكمل الدراسات العليا بجامعة جورج واشنطن، ونال الـ«بورد» في جراحة الجملة العصبية، وعمل أستاذا بالجامعة نفسها. وأسس المؤتمر القومي الكردي في أميركا الشمالية عام 1988 وأصبح رئيسا له حتى عام 1999.
وبصفته عضوا في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، ذكر اسم كريم بداية مرشحا منافسا لبرهم صالح لمنصب رئيس الجمهورية وبدعم من عقيلة الرئيس طالباني، هيرو إبراهيم أحمد. إلا أن الحزب، وبعد عودة طالباني من رحلته العلاجية، سرعان ما تراجع عن ترشيح كريم ليحل محله الدكتور فؤاد معصوم. لكن كريم أصر على ترشحه لهذا المنصب، وقدم أوراقه إلى مجلس النواب العراقي من دون إعلام حزبه. بل أكد كريم في تصريح لشبكة «روداو» الكردية أول من أمس أنه لن يتراجع قط عن ترشحه.
ويرى مراقبون للوضع في كركوك أن كريم استطاع خلال المدة الماضية في عمله محافظا لكركوك أن يحافظ على توازن المدينة من حيث توزيع المشاريع والخدمات، وبينوا أن علاقاته ليست بالسيئة مع كل أطراف المدينة، لذا فإن ابتعاده عن كركوك قد يؤدي إلى تدهور الأوضاع فيها مرة أخرى.
وكانت آراء كريم مخالفة لما صرح به رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، الشهر الماضي بانتهاء المادة 140 وإجراء الاستفتاء على مصير الكرد في العراق. وقال كريم في حديث لصحيفة «كردستاني نوي» التي يصدرها حزبه إن «أي دعوة لتنظيم الاستفتاء يجب أن تحظى برضا ودعم الجماهير الشعبية وإلا ستفشل»، مضيفا: «تنظيم استفتاء يشمل فقط المكون الكردي لن ينجح ولن يكون له جدوى ولن يتمتع بالشرعية الدولية».
أما عن المادة 140 الخاصة بالمناطق المتنازع عليها، التي وصفها بارزاني بالمنتهية، فيقول نجم كريم: «من الممكن أن نتقدم بخطوات مهمة نحو تنفيذ المادة 140 وإعادة الحدود الإدارية المشوهة إلى سابق عهدها وتحقيق الأمن والاستقرار للمحافظة ومكوناتها».
وامتاز كريم بمواقفه المعارضة للخندق الذي حفره الإقليم في حدوده مع محافظة كركوك نهاية العام الماضي، ووصفه كريم بأنه يعزل كركوك عن الإقليم وأن وراءه أهدافا سياسية وليست أمنية.
وفي مؤشر آخر على توتر علاقته مع الحزب الديمقراطي الكردستاني فإن الأخير اعترض على اختيار كريم لترؤس الكتلة الكردية في كركوك لخوض انتخابات البرلمان العراقي في 30 أبريل (نيسان) الماضي فانهارت الكتلة، لكن كريم حصل على أكثر من 150 ألف صوت ليأتي في المرتبة الرابعة على مستوى الأصوات في العراق.
نجم الدين كريم، الذي كان الطبيب الشخصي لطالباني وأشرف على علاجه في ألمانيا والوحيد الذي كان يعطي تصريحات إعلامية حول حالة الرئيس الصحية، يتمتع الآن بعلاقات قوية مع بغداد، خاصة مع شخص رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي. وذكرت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن كريم زار على رأس وفد من نواب الاتحاد الوطني الكردستاني المالكي بعد التجاذبات التي حدثت في الجلسة الأولى للبرلمان العراقي الجديد في 1 يوليو (تموز) الحالي، وأنه يحظى بتأييد المالكي وإيران لتولي رئاسة الجمهورية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.