السلطة تقترح هدنة 5 أيام في غزة لبحث مطالب حماس

كيري يجري سلسلة لقاءات في القاهرة * ارتفاع حصيلة القتلى الفلسطينيين إلى 620 * شركات طيران عالمية توقف رحلاتها إلى تل أبيب

نيران ودخان في غزة بعد غارة إسرائيلية أمس (أ.ب)
نيران ودخان في غزة بعد غارة إسرائيلية أمس (أ.ب)
TT

السلطة تقترح هدنة 5 أيام في غزة لبحث مطالب حماس

نيران ودخان في غزة بعد غارة إسرائيلية أمس (أ.ب)
نيران ودخان في غزة بعد غارة إسرائيلية أمس (أ.ب)

بينما تكثف التحركات الدبلوماسية في القاهرة لإيجاد مخرج للأزمة في غزة ووقف العدوان الإسرائيلي الذي دخل أمس يومه الـ15، قدمت السلطة الفلسطينية مقترحا في إطار المبادرة المصرية يتضمن وقف إطلاق النار بالتزامن مع مفاوضات تستمر خمسة أيام.
وقال عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إنه سيجري خلال الأيام الخمسة المقترحة بحث مطالب حركة حماس مثل فك الحصار. وأوضح أن المبادرة المصرية تضمنت عقد مفاوضات خلال 48 ساعة بعد وقف إطلاق النار، مضيفا: «طورنا هذا الاقتراح لتكون مدة المفاوضات خمسة أيام فقط؛ إما يجري فيها الاتفاق أو لا».
من جانبه، رجح واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، لـ«الشرق الأوسط» موافقة حماس على الخطة الجديدة. وحسب مصادر فلسطينية مطلعة فإن حماس لم ترد فورا على المقترح لكنها «وعدت بدراسته».
وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أجرى مجموعة من اللقاءات في القاهرة, وقال إن المحاولات الحالية الآن لحل الأزمة لا تقتصر على وقف لإطلاق النار مهما كانت مدته، لكن تمتد لضرورة العمل على حل المشكلات العالقة التي تسببت في بدء القتال. ودعا حماس إلى إنهاء القتال ثم الجلوس إلى المائدة للحوار والتفاوض.
وجاء ذلك بينما قتل 62 فلسطينيا على الأقل وأصيب نحو مائة آخرون في قصف إسرائيلي مكثف استهدف مناطق عدة بالقطاع، بينها مدرسة تابعة لـ«الأونروا»، الأمر الذي رفع مجمل الضحايا الفلسطينيين إلى 620 على الأقل والمصابين إلى 3700.
وفي غضون ذلك، علقت شركات خطوط جوية أميركية وأوروبية بينها «لوفتهانزا» الألمانية و«إير فرانس» الفرنسية رحلاتها إلى تل أبيب بسبب مخاوف أمنية، تزامنا مع إعلان اتحاد الطيران الأميركي حظرا على السفر من إسرائيل وإلى لمدة 24 ساعة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.